يوم 10 آذار 2008، استقبل نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر في منزله في الرابية القائمة بالأعمال ميشال سيسون، ورئيس مكتب التعاون الدفاعي والملحق العسكري (في السفارة الأميركية في بيروت). مناخ الاجتماع كان ودياً.
ـــــ أبلغَنا بعض المتصلين بنا، كأمين الجميل ووليد جنبلاط في الآونة الأخيرة أن الشيعة، وبالتحديد شخصيات رفيعة في حزب الله، بدأوا بتملك أراض أو استئجار منازل في المناطق المسيحية في جزين وجبل الريحان وجونية وزحلة، كما في المناطق الدرزية. سبّب هذا الأمر إنذاراً بين السكان المسيحيين في هذه المناطق، وينظر إليه البعض كعلامة على أن حزب الله يخطط للحرب.
ـــــ وزير الدفاع المر قال لنا إنه لاحق عدداً من هذه الشائعات، وجدياً تبين أنّ من المستحيل العثور على ممتلكات مستأجرة. وبالنسبة إلى النشاطات في جزين، أكد لنا المر أنها لا تعدو كونها استثمارات في لبنان من متمولين لبنانيين شيعة يعملون في غرب أفريقيا. وبالنسبة إلى شراء أراضي المسيحيين، أفادنا المر بأن المسيحيين يريدون بيع ممتلكاتهم ليتمكنوا من مغادرة لبنان. على كل الأحوال، لم يجد المر رابطاً بين عمليات بيع المنازل في جزين والخطط العسكرية لحزب الله.
ـــــ بالنسبة إلى المناطق الشمالية، ككسروان والمتن، أكد المر أن أعداداً كبيرة من الشيعة يستأجرون فيها، بسبب شعورهم بأن إسرائيل ستشن هجوماً في وقت قريب. وحذر المر من وقوع هجوم مماثل في نيسان 2008. وقال لنا المر إن ابن عم حسن نصر الله نقل عائلته من الضاحية الجنوبية لبيروت، واستأجر شاليه في منتجع فاريا لمدة عام واحد. وبرأي المر، فإن هذا يعني أن نصر الله مستنفر بنسبة عالية.
ـــــ إضافة إلى استئجار منازل في هذه المناطق، يحاول حزب الله عدم استفزاز المسيحيين الذين يعيشون في هذه المناطق. وفي اجتماع عقد قبل ثلاثة أسابيع بين مسؤولين رفيعي المستوى من حزب الله، كوفيق صفا وأعضاء في قوى 14 آذار في مبنى وزارة الدفاع في اليرزة، وافق حزب الله على كل مطالب المسيحيين. أبرز تنازلين كانا أن حزب الله لن يرفع صوراً لنبيه بري أو حسن نصر الله في هذه الأماكن، ولن يكون لحزب الله وجود ظاهر فيها. يظن المر أن حزب الله وافق على هذه التنازلات، لأنه يريد تجنب المشاكل الداخلية وتكاليفها، في الوقت الذي يُعدّ فيه لقتال خارجي مع إسرائيل.
في الاجتماع ذاته، علم أعضاء قوى 14 آذار أن حزب الله يملك صواريخ يصل مداها إلى نحو 200 كليومتر.
ـــــ «أنا متأكد من أن حزب الله مرتعب، وهو يجهز نفسه لدرس صعب هذه المرة»، قال المر. حزب الله يجب أن يرد على اغتيال مغنية، لكنه يعرف أن ذلك سيأتي بعواقب. يرى المر أن هجوماً في غرب أفريقيا أو أميركا اللاتينية سيكون سهلاً على حزب الله، إلا أنه يعتقد أن نصر الله يفضل تنفيذ هجوم داخل إسرائيل إذا كان ذلك ممكناً. أضاف أن حزب الله يريد إدخال سوريا لامتصاص جزء من رد فعل حزب الله على هجومهم.
ـــــ قال المر إن حزب الله لا يريد أن يتحرك في منطقة جنوبي الليطاني، أو أن يسبب خلافات مع اليونيفيل. لكن خرق إسرائيل لوقف العمليات الحربية المنصوص عليها في القرار 1701، سيدفع حزب الله إلى أن يستغل هذه الفرصة للدخول إلى هذه المنطقة. وإذا لم تدخل إسرائيل إلى منطقة الـ1701، فإن حزب الله لن يدخلها.
ـــــ وبالعودة إلى قضية مخاوف حزب الله، فإن المر قال لنا «إن حزب الله خائف ومرتعب. هو يعلم أن إسرائيل لن تخسر مجدداً». وبرأي المر، فإن إيهود باراك هو وزير دفاع مختلف عن ذلك الذي حاول أن ينتصر في حرب مستخدماً القوة الجوية. إضافة إلى ذلك، يعلم حزب الله أن الرئيس بوش سيأتي إلى إسرائيل في أيار المقبل، وبالتالي، يعتقد الحزب أن الحرب يجب أن تكون قد جرت قبل حلول ذلك الموعد.
ـــــ وضع المر ضوابط على تحركات زوار منزل عون في الرابية. يسمح المر حصراً للزوار الرسميين، كالنواب، بالوصول إلى منزل عون، أما الآخرون فعليهم ركن سياراتهم بعيداً واستخدام باصات. يقول المر إن سكان الرابية ممتعضون من كون عون جاراً لهم، وفي الوقت عينه يدعم حزب الله خلافاً للتقاليد المسيحية.
ـــــ يؤكد المر أن عون «فقد عقله». يستجيب دائماً لطلبات جبران باسيل وابنتيه، بغض النظر عن لامنطقية الأفكار. لديه حساسية مفرطة تجاه قائد الجيش ميشال سليمان، ولا يستطيع قبول وصول سليمان إلى رئاسة الجمهورية. كل ذلك، يضيف المر، وسط تناول 5 جرعات من الإنسولين يومياً لمحاولة السيطرة على مرض السكري.
ـــــ أعطى المر نصيحة لسليمان، مفادها أن الجيش اللبناني يجب ألا يتدخل «عندما تأتي إسرائيل». هذه النصيحة أتت بعد أربعة أيام من توجيه سليمان أوامر إلى ضباطه لكي يستعدوا. قال لنا المر إنه وعد سليمان بتوفير الغطاء السياسي لعدم تحرك الجيش. يرى المر أن هجوماً إسرائيلياً على حزب الله لن يكون هجوماًُ على لبنان، وأن سوريا وإيران لم تطلبا إذناً من لبنان لإمداد حزب الله بالصواريخ. بناءً على ذلك، تلقى الجيش اللبناني أوامر بعدم التورط في أي معركة، وأن يؤدي الدور الكامل للدفاع المدني، كالمساعدات الإنسانية، في حال حصول المعارك. قال لنا المر إنه سيتحدث شخصياً مع الضباط الشيعة في الجيش اللبناني، ليتأكد من أنهم يفهمون جيداً سبب عدم تدخل الجيش اللبناني. بالنسبة إلى المر، إن الهدف الاستراتيجي للجيش اللبناني كان البقاء من دون أي أضرار لمدة ثلاثة أسابيع، والبقاء قادراً على أخذ زمام الأمور عندما تتدمر ميليشيا حزب الله. وقال المر: «لا أريد للآلاف من جنودنا أن يموتوا من دون سبب».
التوقيع: سيسون
11/ 3/ 2008 04:08
المصدر: سفارة بيروت
المضمون: سري