28‏/04‏/2011

كل هذا الرعب السعودي من الثورات العربية؟

د. عبد الحليم قنديل | كاتب مصري
القدس العربي
تبدو السياسة السعودية وكأنها داخلة في حرب ضروس ضد زحف الثورات الشعبية العربية. والسبب مفهوم، فالحكم السعودي يخشى اقتراب النار من بيته، ومن حرق حكم العائلة، وفي بلد يمتاز دونا عن كل دول العالم بأن اسمه مشتق من اسم عائلة تحكمه، وكأن كل السكان لا شيء يميزهم، لا من جغرافيا ولا من تاريخ، إلا أن يكونوا رعايا ومن بقية أملاك العائلة، التي تفرض عليهم اسمها، وتحتكر السلطة لأمرائها، وتأخذ نصف الثروة فوق البيعة.
فزع العائلة السعودية من الثورات غريزي وتاريخي معا، وكلنا يتذكر ما جرى في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، فقد توالت وقتها موجات وانقلابات حركات الضباط الأحرار، وتحول بعضها إلى ثورات سياسية واجتماعية فوارة، وظهرت حركة القومية العربية مؤثرة على مسرح الحوادث، وبدا أن الحياة العربية تتغير على نحو عاصف كاسح، وأن المنطقة تخرج من معادلات القرون الوسطى الكسيحة، وتهدد الممالك التي وجدت سندها وحاميها في عواصم الاستعمار، وكانت الثورة المصرية في القلب مما يجري، وبدت أقواس حركتها إلى الشام، وإلى اليمن، وإلى حركات تحرير على حواف الخليج العربي، بدت أقواس حركة الثورة المصرية، وكأنها تحاصر مملكة العصور الوسطى في الرياض، ونشأت حركة الأمراء الأحرار من أبناء العائلة السعودية ذاتها، وبدت مملكة العائلة كأنها في مهب ريح، ولم تجد سندا في بقاء بغير عون صريح من القوة الأمريكية الحارسة لمصالحها البترولية، التي دعمت انقلاب السادات على اختيارات ثورة عبد الناصر بعد حرب 1973، وانطفاء شعلة الثورة العربية، وانحسار دور مصر القيادي، وإفساح الطريق لسيادة العصر السعودي، الذي بدا ممهدا - بطبع الركود فيه - لزحف العصر الإسرائيلي فالامريكي، وإلى حد بدت معه 'جامعة الدول العربية ' مجرد وكالة إضافية تابعة للخارجية الأمريكية .
في السياق نفسه، بدا التحول السعودي ظاهرا في صورة أنظمة الحكم، وساد الحكم بالحق العائلي مشرقا ومغربا، وتحولت الجمهوريات الناشئة إلى ملكيات، وعلى ذات الطريقة السعودية، عائلة تحكم، ومن حولها طائفة من مليارديرات المال المنهوب، ومن تحتها خازوق أمني متضخم ومتورم، وطوائف دروشة دينية وسياسية، تسبح بحمد العرش، وتدير حملات مدفوعة الأجر السعودي لتحطيم ذاكرة الأمة، والتكفير بالثورات، والتذكير بفضل خادم الحرمين، وفضل خليفة المسلمين الساكن في البيت الأبيض، الذي يذود بجيوشه وحاملات طائراته عن حياض الممالك، ويقصف الثائرين والمتمردين.
بدا الحكم السعودي كأنه يريد أن يثأر لنفسه، وعلى طريقة الإغراء بالولائم البدوية، وبمليارات فوق مليارات من فوائض البترول هذه المرة، تجتذب إليها طوائف من المتاجرين بالدين والسياسيين المترفين والإعلاميين الكتبة والكذبة، وتكونت امبراطورية ضغط هائلة، جهدت في تجريب نفوذ قديم لدى جماعات الإخوان المسلمين، لكن القصة تعثرت كثيرا، واتجهت جماعات من الإخوان لمعارضة نظم الحكم بالحق العائلي، فيما مالت جماعات أخرى للالتحاق بخط المقاومة المسلحة للاستعمار الامريكي - الإسرائيلي، وخرج الذين دعمتهم العائلة السعودية في حرب أفغانستان عن طوعها، وتحولوا إلى عدو مشترك للأمريكيين والعائلة السعودية معا، كاد السحر ينقلب على الساحر، ويدفع الحكم السعودي لمزيد من الالتصاق بالحماية المباشرة للأمريكيين، إضافة للخوف من النفوذ الإيراني الراديكالي، وطرقه السالكة إلى دعم جماعات المقاومة الإسلامية على خط القتال في فلسطين وفي لبنان .
ومثلما فوجئ الحماة الأمريكيون بالثورات الشعبية العربية، وبعنفوانها واندفاعها الكاسح، ونجاحها المذهل في خلع عروش العائلات، مثلما فوجئ الأمريكيون، وأخذوا يضربون أخماسا في أسداس، فقد فوجئت العائلة السعودية التي تكره كلمة الثورة بالخلقة، وتتخوف من دواعيها المهددة لحكم العروش والكروش، فالثورات هذه المرة أتت من حيث لا يتوقعون، لم تأت بانقلابات الضباط الأحرار، بل بحركة الناس الأحرار، وبنزح طوفاني من آبار غضب مختزنة، وبدواعي شعور عميق حارق بالمهانة، تدفقت معه الملايين الغاضبة للشوارع، وفي ما بدا أنه حكم الأقدار الذي لن يذر عائلة تحكم بالغصب، وحتى لو ظنت نفسها في بروج مشيدة، وفوق تلال من مليارات بل تريليونات المال المسروق، وفي حمى سلاح أمريكي ثبت أنه لا يقدر حتى على حماية مؤخراته، ولا على حماية رجاله في لحظة الخطر .
ولم يكن للحكم السعودي أن يتصرف بغير الطريقة التي يعرفها، والتي تتجنب كل معنى للإصلاح أو التغيير، خشية الزوال، وتؤثر أن تدفع المال دفعا للخطر، وتفضل التوقيع على دفتر الشيكات، وكان الشيك الأول من نصيب الشعب في السعودية، فقد دفعت العائلة من حسابها ثلاثين مليار دولار في صورة معونات عاجلة، وعلى ظن أنها تهدئ النفوس، وتتجنب مصير عائلة بن علي في تونس، لكن الشعور بالقلق راح يجتاح صفوف الآلاف من أمراء العائلة السعودية، فقد قفزت الشرارة فوق الحدود، ونشبت الثورة في مصر، وحيث تكتب مصائر الأمة من جديد، وبأيدى الناس هذه المرة لا بأقفال الحراس .
كان انتقال الثورة من تونس لمصر مثيرا لرعب العائلة السعودية، ونشطت الاتصالات في الكواليس، وتوالت جهود الضغط المحموم، وفتحت الرياض دفتر الشيكات ثانية، وبدا التحرك العائلي السعودي منسقا بالكامل مع الأمريكيين مباشرة، ومع الإسرائيليين من وراء ستار، بدت حملة انقاذ مبارك ممولة سعوديا بالكامل، لكن الفشل كان من نصيبها، فهي لا تفهم لغة الثورات، وحظها من العلم محصور بأرقام الثروات، فقد جرى خلع مبارك رغم عرض الخمسة مليارات دولار، وصدر قرار حبسه رغم التهديد بطرد مليون مصري عامل في الديار السعودية، ودفع الفشل عائلته إلى تصرفات انتقامية مكشوفة، بينها دفع جماعات من السلفيين - الممولين سعوديا - إلى إشعال النار في مصر .
وفي المحصلة، يبدو الفزع السعودي غريزيا، وبدواعي حفظ الملك العائلي العضود، والمنقطع الصلة بصحيح الإسلام، وجلال تعاليمه، فالإسلام لا يسيغ الظلم، ولا يقبل نهب الثروات، ولا جعل الحكم حكرا لشخص ولا لعائلة، وقد جاءت ساعة الحساب، وبإرادة الشعوب التي هي من إرادة الله، وبالصمود الباسل لملايين الناس ذوي الصدور العارية، والنفوس المعبأة بأشواق استعادة الكرامة الإنسانية، وبحس هائل للتضحية تسيل معه دماء الشهداء بالمئات والآلاف، وبتصميم قاطع على كسب الحرية، وتحطيم نظم الحكم الديناصورية، خاصة أن قانون المنطقة ذاته يسري هذه المرة كما في كل مرة، فقد تناسلت ثورة مصر في ثورة اليمن، وقبلها في ثورة البحرين، وبعدها في ثورة الشام، وفي ثورة ليبيا المأزومة الآن، وفي انتفاضات الأحرار من بغداد إلى مراكش، والعظة ظاهرة، فما يجري في مصر يؤثر بشدة في عواصم العرب كلها، ويخلق روحا ثورية جديدة، تنتصر لحلم بناء جمهوريات وطنية ديمقراطية، وتقيم حكم الشعوب، وتقصي حكم العائلات، ولن تكون عائلة الرياض بمنأى ولا بمنجاة، فالثورة الآن على الحافة السعودية، وقادمة من جبال اليمن.

25‏/04‏/2011

خبراء: القناصة والحشد الإعلامي أسلوب أمريكا الجديد للقضاء على الأنظمة المناوئة لها

(دي برس)
تساءل الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط نيكولاي ستاريكوف عن الثورات العربية قائلاً: "ألا يلفت نظركم أن الثورات تنفجر دفعة واحدة أو في تسلسل مريب وفي منطقة محددة تعتبر عصباً اقتصادياً خطيراً في العالم؟".
ويرى ستاريكوف وفق ما ذكرت صحيفة "الوطن" السورية أن هذا التساؤل ليس وليد الصدفة مضيفاً: إنه "لكي يكره الشعب حكومته يجب إراقة الدماء، ولأن السلطات تستخدم الغاز المسيل للدموع مثلاً أو خراطيم المياه، فإن ذلك لن يساعد على تفاقم المواجهة وعندها يظهر على السطوح قناصة مجهولون يطلقون الرصاص على المتظاهرين ويقتلون بعضهم، هذه الصورة شاهدناها في تونس وكان القناصة في مصر وفي ليبيا في بنغازي تحديداً".

ويضيف الخبير أن "هؤلاء القناصة قتلوا 38 متظاهراً في اليمن، وفي تونس تم إلقاء القبض على قناصة يحملون جوازات سفر سويدية ادعوا أنهم جاؤوا لصيد الخنازير البرية"‘ مستنكراً "أي سخرية.. سياح يصطادون الخنازير في بلد مضطرب!! لقد أطلق سراح القناصة فالثورة نجحت في تونس ولم يعد أحد يسأل عن سر هؤلاء"، ويؤكد ستاريكوف أن هؤلاء القناصة "يمارسون اليوم نفس المهمة في سورية، ثم تنقل شاشات الجزيرة وبي بي سي صوراً تظهر دموية النظام".

وأكد ستاريكوف إن أمريكا وللحفاظ عن قوتها الاقتصادية وعلى ريادة الدولار في العالم قامت بزعزعة استقرار المنطقة العربية الغنية بالثروات، وذلك لأن هذه البلدان تمتلك أسباب موضوعية فهذه البلدان تعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية، فالولايات المتحدة حسنت اقتصادها من خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.

وبرأيه أنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها أمريكا هذه الطريقة وإنما من يراجع التاريخ يرى أن نفس هؤلاء القناصة ظهروا في أثناء الثورة البلشفية في روسيا ونفس السيناريو تكرر قيرغيز ستان العام الماضي وقتلوا الأوزبك والقرغيز لتأجيج النزاع العرقي وفي إيران قتلت فتاة برصاص قناصة أثناء الإحتجاجات على الانتخابات.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو "لماذا تلجأ الأنظمة إلى هذه الطرق الغبية لإيقاف المظاهرات في حين أنها تمتلك وسائل فعالة لإيقافها لا تعتمد على العنف".

ويبدو أن إدارة أوباما بدأت تسعى الآن لتنفيذ مهمة تغيير أنظمة الحكم المناهضة لسياستها وللاحتلال الإسرائيلي بطريقة أولية وتدريجية بدلاً من البدء بالاحتلال مباشرة باسم "فرض الديمقراطية وتغيير النظام".

وذكرت صحيفة "جيروزليم بوست" الإسرائيلية السبت أن وزارة الخارجية الأميركية أعدت مبلغاً من 25 مليون دولار لكي تقدمه للمجموعات المعارضة في أي دولة تناهض سياستها، وسيجري استخدام هذا المبلغ على نشر جميع أشكال التحريض وجميع دعوات التمرد والثورة على أي نظام حكم تحدده واشنطن وذلك من خلال الإنترنت، والقنوات الفضائية المناسبة وما تتضمنه أجهزة اتصال (الموبايل) من تقنيات في التصوير والاتصال لحشد المعارضين وزجهم في حرب إعلامية وتحريضية ضد قادة دولهم وأنظمة السلطات فيها.

وتشير دراسات تتعلق بهذا المشروع إلى مرحلة تتلو هذه المرحلة وضمن فترة معينة تتولى فيها واشنطن علناً التنديد بهذه الدولة المعنية لتحقيق أحد هدفين: إما التراجع عن سياستها المناهضة للولايات المتحدة وإما تهديدها بفرض إجراءات أو عقوبات بسبب محاولة هذه الدولة المحافظة على نظامها وعدم الاستجابة لدعوات المعارضة.

وتؤكد صاحبة البحث في الصحيفة الإسرائيلية هيلاري كريغير أن وزارة الخارجية الأميركية ستعتمد الآن على إعداد المرحلة الأولى التمهيدية لمحاصرة أو تغيير نظام ما وذلك عن طريق تغذية وتشجيع معارضة من الداخل أولاً وتوحيد شعاراتها وتواصل أفرادها عبر وسائل الاتصال الإلكترونية ولو طالت فترة هذه المرحلة لسنة أو أكثر.

ويتحدث بعض المختصين في الإستراتيجية عن هذا المشروع بتأكيد أهمية "القوة الإلكترونية الناعمة" في أولى مراحل الهجوم الأميركي على أي دولة مناهضة لكي يتسنى لـ"القوة الصلبة" الدخول إلى المعركة بمبررات "دولية" مثل مجلس الأمن أو مبررات تحالفية إقليمية دولية (جامعة عربية ومعها حلف أطلسي) إذا لم يوافق مجلس الأمن الدولي، ولا شك في أن إستراتيجية كهذه جرى تطبيقها في ليبيا للسيطرة على نفطها باسم "حماية المدنيين".

ويأتي حديث كريغير منسجماً مع ما قاله الخبير الروسي نيكولاي ستاريكوف حول السيناريوهات التي تتبعها الولايات المتحدة لتبرير التدخل في شؤون الدول الأخرى عبر سفك الدم بالشوارع مع حملات التحريض عبر وسائل الاتصال والانترنت.

لماذا الخوف السعودي من محاكمة مبارك؟


كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية فى عددها الصادر الخميس 14 أبريل أن "العائلة المالكة في السعودية بذلت جهود مستميتة في كل من القاهرة وواشنطن من أجل منع محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك"، وتلفت الصحيفة إلى إن "العالم بأسره الآن ينتظر
رد فعل المملكة العربية السعودية على قرار النائب العام المصرى المستشار "عبد المجيد محمود" بحبس مبارك 15يوما على ذمة التحقيقات التى تُجرى معه الآن".
قبل موقفها من إنقاذه من المحاكمة، الانحياز السعودي لبقاء نظام مبارك ومساعدته على احتواء ثورة 25 يناير وإحباطها كان واضحا، وقد أدان العاهل السعودي شباب هذه الثورة ووصفهم "بالناس الذين حاولوا زعزعة الأمن والإستقرار في مصر"، وأجرى في الثلاثين من كانون الثاني/ يناير وبعد أيام على اندلاع على الثورة، اتصالا بمبارك معلنا دعمه له، ومن جانب آخر، حض الحكم السعودي مفتيه على إصدار " فتوى" للتشويش على ثورة الشعب المصري واعتبارها فتنة وأن تأييدها تخريب، وقد جاء فيها: "المظاهرات تثير الفتن بين الشعوب والحكام ولها عواقب وخيمة ونتائج سيئة ، بها تسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتسلب الأموال ويعيش الناس في رعب وخوف وضلال".
إلى هذا، وفي حمأة التظاهرات اليومية ضد مبارك، أجرت السعودية العديد من الاتصالات بالإدارة الأميركية، تعبر فيها عن خشيتها من مصر بدون مبارك، باعتبار أن ذلك سيؤدي إلى حالة عدم استقرار شامل بالمنطقة.
كما لم تفوت السعودية فرصة، خلال الأزمة إلا وحثت إدارة أوباما على العمل بكافة السبل للحيلولة دون سقوط مبارك.
وفي محاولة منها، لثني الجيش المصري عن عدم التخلي عن مبارك في مواجهة الشعب، أعلنت السعودية تكفلها تعويضه عن المساعدات التي يتلقاها سنويا من الأميركيين والبالغة حوالى المليار و300 مليون دولار، إذا ما أحجمت واشنطن عن دفع هذه المساعدات في حال انخرط الجيش في مصادمات مع المتظاهرين تؤدي إلى فوضى عارمة في بلاد النيل.
من السهولة تفسير "النخوة السعودية" تجاه نظام مبارك ومحاولة إنقاذه، وهذا التفسير في عمقه ينبع من خوف بل رعب سعودي ملموس، من تحولات بدأت تطرأ على السياسات الأميركية في المنطقة، وفيها تشترط على الأنظمة القمعية الموالية لها ومن بينها السعودية حزمة من الإصلاحات السياسية لا تمس الترتيبات الامنية الاقليمية القائمة ولا ينتج عنها وصول نخب معادية للولايات المتحدة إلى السلطة، غير أن توازنات الأجنحة داخل العائلة المالكة في الرياض غير قادرة على احتمال مثل هذه الإصلاحات التي ستعرضها للانقسام وخطر فقدانها ثروات ضخمة (مئات مليارات الدولارات سنويا) وبالتالي خسارة الحكم والنفوذ.
بعد سقوط مبارك في 11 شباط، راهنت السعودية على إفشال النموذج المصري للتغيير، وذلك عبر محاصرته من ثلاث جهات:
1.إثارة الفوضى الداخلية لتعطيل عملية التغيير، وهذا كان واضحا، من ضلوع قوى تكفيرية معروفة بولائها للسعودية (هذه القوى وقفت على الحياد في المواجهة مع النظام وأفتت ضد التظاهر) في تفجير كنائس لتحريك الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط، وأيضا تفجير قبور ومراقد الأولياء الصالحين لإثارة الفتن المذهبية.
2.التقرب من السلطات الجديدة لأجل تعويم النظام السابق، بالإبقاء على بعض رموزه وتجنيبه المحاكمة أو المساءلة أو نبش ملفاته التي تفوه منها روائح الفساد والسرقة والهدر، وبالتالي وضع خناق على عملية التغيير وقصرها على حدود معينة.
3.الرهان على الثورة المضادة، بالإفادة من بطء عملية التغيير، والاشتغال على الاختلافات في معسكر المؤيد للتغيير وإعادة تنشيط قوى النظام السابق التي ما زالت تحتفظ بمواقعها داخل الدولة المصرية.
ستفضي محاكمة مبارك في حال تحققها إلى فك الحصار السعودي من جهاته الثلاث عن عملية التغيير، باعتباره يمثل "البؤرة" التي تنطلق منها الثورة المضادة، وكون هذه المحاكمة ستجر إلى قوس العدالة معظم رموز نظام مبارك، وهذا ما حدث، بتوقيف نجليه علاء وجمال وفتحي سرور وأحمد نظيف وغيرهم.
وإذا كانت قوى الثورة في مصر أدركت أهمية الاقتصاص القضائي من مبارك وحقبته، فإن السعودية سارعت على أكثر من جبهة على تعطيل هذه العملية، فكانت البداية في ما حدث بميدان التحرير من محاولة للإيقاع بين الجيش والشعب، ثم كان تسريب الرياض تهديدا بطرد العمالة المصرية (حوالى المليون) من السعودية، إلى محاولة التأثير على المصريين ببث رسالة لمبارك عبر قناة "العربية" بهدف إظهاره بريئا ومظلوما، ثم كانت زيارة وزير الخارجية سعود الفيصل إلى القاهرة ولقائه المشير طنطاوي بهدف ثنيه عن قرار جلب مبارك إلى المحاكمة.
وبالعودة إلى عنوان المقالة أعلاه والسؤال نذكّر بأن احد أعداد مجلة "الايكومنوست" البريطانية الشهيرة، الذي صدر في تموز/ يوليو 2010 على غلافه صورة لمبارك مرتديا قناع "أبو الهول" وهو غارق في الرمال المتحركة لهضبة الاهرامات المصرية بالجيزة، رافعا يدا واحدة من بين الرمال وهو يستغيث دون جدوى، وفي داخل العدد كان الملف الرئيسي يحمل عنوان "وداعا مبارك .. وداعا للعربية السعودية" !.

24‏/04‏/2011

ابنة رئيس الاستخبارات السعودية مهربة اموال شعب مصر المسروقة

كشفت معلومات جديدة فيما خص واقعة طرود حسين سالم التي تم محاولة تهريبها عبر مطار القاهرة الدولي
تبين أن اعوان رجل الاعمال الهارب حسين سالم حاولوا تهريبها تحت غطاء الأميرة لمياء ابنة رئيس جهاز الاستخبارات العامة السعودية، الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود.

ورغم عدم ورود اسم «سالم» فى أى من أوراق الشحن، التى وقعها وسيط فلسطينى، يدعى محمود خليل أبوفول، فإن «الجمارك» اكتشفت أن جميع محتويات الطرود مملوكة لـ«سالم».

وشهد مطار القاهرة الدولى حالة من الارتباك، بعد قرار منع الجمارك نقل الشحنة التى تزن 3 أطنان، خاصة أنها مرسلة، كما هو مدون بالأوراق، من الأميرة السعودية لمياء بنت مقرن إلى شقيقها الأمير منصور بن مقرن.

وتقرر تشكيل لجنة لفتح الطرود المائة وفحصها بعد اكتشاف أنها تضم آثار وذهب ومقتنيات شخصية وكروت ائتمان باسم حسين سالم واولاده