24‏/02‏/2011

الوقيعة بين الجيش والشعب .. المؤامرة لم تعد نظرية

رؤية دكتور/ إياد حرفوش
كتبت العديد من الأقلام عن الثورة المضادة، وضمنها سيناريو الفوضى المدبرة والوقيعة بين الجيش والثوار، وكتبت أنا عن الإجراءات السبعة لإجهاضها، فأصر البعض أنها نظرية مؤامرة وبارانويا مرضية أصابتنا، دلوقت دخلت الثورة المضادة حيز التنفيذ الفعلي، وعلى محوري الفوضى والوقيعة بين الجيش والشعب تحديدا

واقعة (1) 22 فبراير
قبضت عناصر "يفترض" أنها من الجيش، ومن الشرطة العسكرية تحديدا على الصديق براء مجدي وبعض الناشطين وهم يوزعون دعوة لسقوط وزارة شفيق المرفوضة شعبيا في الميدان، وحين سألت براء لاحظنا ما يلي
-          مكان الاحتجاز كان في مكان ما بالمتحف المصري، لماذا ومقرات الشرطة العسكرية أكثر من أقسام البوليس في البلد
-          الاحتجاز لم يستمر إلا لساعات قليلة ودار خلالها حوار ساذج لا يمكن تسميته تحقيقا ثم أطلق سراح الجميع، هي رسالة إذن مطلوب يوصلوها لغيرهم أكثر منه احتجاز لهم
-          كان هناك شخصيات تبدو قيادية بملابس مدنية .. من إمتى الجيش يعمل بزي مدني تحت أي ظرف؟ حتى الرياضة لها شدة رياضة وممارسة العمل بزي مدني ممنوعة بالقانون العسكري
-          اتنين بملابس شرطة عسكرية اعتدوا بلطم بعض الناشطين على الوجوه، أسلوب مهين أكتر منه إرهاب أو عقاب، استفزاز لرد فعل يعني
-          الشرطة العسكرية موجودة منذ 28 يناير في الشوارع، ما الذي جد واستنفرهم للعدوان على الناشطين؟

واقعة (2) 23 فبراير
25 ناشطا وناشطة يقبض عليهم عناصر شرطة عسكرية ويتعرضوا لممارسات سافلة ومهينة لأقصى حد، بلغت هتك العرض، ونلاحظ على القصة كما نشرت على الإنترنت ما يلي
-          نقل النشطاء في أتوبيس (ليه مش سيارة نقل جنود تابعة للجيش) وتم احتجازهم في مجمع الشرطة بمدينة نصر .. لماذا مجمع الشرطة ومعسكرات الجيش على بعد كيلومتر واحد منه وبها حجز الشرطة العسكرية؟
-          تم تفتيش البنات ذاتيا من قبل الجنود واستخدام سباب فاحش وألفاظ قذرة في سلوك يؤهل مرتكبه لمحاكمة عسكرية .. لو كان عسكريا بحق
-          وبعد كدة .. أطلقوا سراحهم لتنتقل 25 رسالة استغاثة من كل ضحية بالثوار توغر صدورهم ضد الجيش، ده غير أهالي البنات والشباب دول وأصدقائهم، فماذا كان الهدف من الاحتجاز القصير والإهانة غير الاستفزاز؟

وقائع وملابسات تدبير الفوضى
-        أول المظاهرات الفئوية جاءت من الشرطة صبيحة تنحي مبارك يوم 12 فبراير في الإسكندرية ثم في القاهرة 13 فبراير (شوف الصدف)، وبعدها ظهرت إشاعة استجابة الحكومة بزيادة رواتب الشرطة 100%، ليسيل لعاب كل المظلومين من ذوي الدخول المتدنية للاعتصام والإضراب، وتتفاقم الحمى الفئوية
-        حرق مبنى شئون الأفراد في الداخلية أمس 23 فبراير بما يحتويه من ملفات (ليست صدفة قطعا)، وأخبار متضاربة عن هوية المتظاهرين حول المبنى، أفراد يطالبون بتحسين أوضاع ولا أمناء شرطة مفصولين؟
-        اعتداء من عمال مصنع كفر الدوار (هو نفسه مصنع خميس والبقري بتوع 1952م اللذان كتبت عنهما في نوت سابقة) على العضو المنتدب وإصابته بنوبة قلبية وموته، صحفي الأهرام يكتب بخيال سقيم أن 1200 عامل اقتحموا مكتب الرجل، 1200 في أوضة واحدة! وخبر نقله صديق من كفر الدوار أن أحدا لا يعرف وجوه العمال المزعومين اللي كان عددهم أقل من عشرة وارتكبوا الجريمة
-        حالات التحرش في ميدان التحرير وخطف بلطجية لمراسلة أمريكية التي لم تبدأ إلا الجمعة 19 فبراير بعد 19 يوم متصلة بدون حالات تحرش ولا اعتداء. ماذا جد على الميدان غير بلطجية النظام؟
-        جريدة الأهرام اللي بتحاول تظهر التوبة حاليا تكتب إن مظاهرة الثلاثاء ألغيت تجنبا للتحرش وإن نشطاء 25 يناير ألغوها لأن المظاهرات صارت مجالا للتحرش والتخريب وتبرأوا منها
-        ضابط شرطة يطلق النار من مسدسه على مواطن في المعادي ويحاول الفرار فيمسك به الأهالي ويحطمون سيارته ولا يتركوه إلا في حالة خطرة
-        نقل الصديق بشرى السيد عن شاهد عيان خبر تلويح ضابط شرطة في الشارع لمواطن بعودة الشرطة على رقاب المواطنين للانتقام خلال أيام

ولدينا حول تلك الأمور ملاحظات معدودة
-        لا يوجد ما يدعو الجيش لتغيير موقفه وسلوكه مع المواطنين اليوم، لكن هناك ألف سبب أولها بداية المطالبة بحل جهاز أمن الدولة تدعو فلول الجهاز الملوث لحرق روما بما فيها قبل أن يسلموا بزوال سلطانهم للأبد
-        لو استطاعت قوى الثورة المضادة الوقيعة بين الجيش والشعب، سيكون لدينا ألف ما يشغلنا عن المطالبة بالقصاص لدماء شهدائنا من جلاديهم
-        الفوضى الغير خلاقة التي تضيع فيها الملفات وربما يحدث خلالها عدوان على مؤسسة النائب العام أو الرقابة الإدارية أو غيرها من مؤسسات رقابية هي حلم كل فاسد في هذا البلد

فتش عن الدافع، ما يحدث لا يخدم لا الجيش ولا الثورة، فقط يخدم فلول الجهاز الأمني المتورط في جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم ولا بحجة الأوامر، فهي شخصية في القانون الدولي، ويخدم الفساد المتشعب في بلادنا

الفاسدون والضباط المنحرفون وراء كل ما يحدث على المسرح وليس غيرهم