05‏/05‏/2011

كواليس الغرف السوداء لم تكن إلا قنوات فضائية امتهنت الكذب والتزوير والفبركة في ســـــوريا

قال رفيق لطف المدون وعضو اتحاد الصحفيين العرب في أميركا وهو الذي كشف عن وجود غرف سوداء على موقع البالتوك الأمريكي يتم فيها فبركة الأكاذيب والتحريض على سورية وإن كواليس الغرفة السوداء لم تكن بالحقيقة إلا قنوات فضائية ممن امتهنت الكذب والتزوير والفبركة مسقطة عنها صفة الإعلام لتنتحل صفة الترويج والإعلان لأفكار عفا عليها الزمان معتمدة في مصادرها وشهودها وبرامجها وبطبيعة الحال تمويلها على أعضاء الغرف السوداء الذين يعتلون بشكل يومي منصات تلك المنابر لممارسة هواياتهم في تكفير الآخر وتكذيبه وذمه.
وقال لطف في برنامج عن تسريبات موقع البالتوك ليكس بثته الفضائية السورية الليلة إنني فوجئت ذات مرة باتصال الدكتور منذر بغدادي مدير المشفى الوطني في اللاذقية حيث كنت موجودا في الغرفة وسمعت أعضاء الغرفة يتصلون بالمشفى الوطني باللاذقية وقلت حينها لعلهم يريدون معرفة ما يجري أو الاستفسار عن حالة المرضى والجرحى لكن المفاجأة كانت بأنهم اتصلوا تحت عنوان خطير على أنهم من هيئة حقوق الإنسان وأنا أعرف أنهم مجموعة من الإرهابيين لا أكثر ولا أقل فخدعوا الدكتور بغدادي بقولهم إنهم من هيئة حقوق الإنسان وإنه بلغهم أن المشفى الوطني لا يعالج المرضى وطبعا كانت أجوبة الدكتور بغدادي رائعة حيث بين لهم أنه تبرع بنفسه بالدم للجرحى وأنه رجل يخدم مهنته.
وأضاف لطف أنه ورغم عدم قبول الدكتور بغدادي بأي حال من الأحوال بأن يعطيهم صورة مغايرة للواقع الذي يعيشه كمدير للمشفى إلا أنهم أخذوا هذا الكلام وبتروه وحرفوه ونقلوه إلى الفضائيات وللأسف تلقفه أحد الشخصيات وهو المدعو مصدق عاشور الذي كان يتبجح ويقول إن مشفى اللاذقية لا يعالج المرضى بل تغلق أبوابه بوجه كل الجرحى والمصابين رغم أن الدكتور بغدادي ذكر أن الأمور بأحسن حال وكان واضحا بأنه رجل مؤمن ومحترم وفاضل ولم يكن يهتم بالجهة التي تتكلم معه بقدر ما أراد أن يوصف الحقيقة لكنهم مع هذا بتروا كلامه وحرفوه ووضعوه على الإنترنت.
وقال لطف إنني أصبت بالدهشة حين كنت أشاهد قناة بي بي سي حيث إن المدعو مصدق عاشور كان يستشهد بعدم استقبال المشفى الوطني في اللاذقية للجرحى والمصابين فهرعت إلى الهاتف مباشرة وأبلغت القنوات السورية بأن هناك كذبا وتحريفا وأن لدي التسجيل الذي تم بتره وفعلا أرسلت هذه التسجيلات وتم عرضها وعرف الناس بأن هؤلاء أناس مخادعون وكاذبون.
وعرضت القناة مشاهد لبرنامج على قناة صفا وقد انهال أحد شيوخ الفتنة والتكفير من الذين تستضيفهم بالسباب والشتيمة والمذمة للإعلام السوري بعد أن عرى حقيقة ظن يوماً أنها ستتخفى عن الجميع حيث قال.. لعنة الله عليكم أيها المتحدثون في الإعلام السوري وعلى القنوات الأخرى من الإعلام الفاشل والخبيث.
وأوردت القناة مداخلة في ذلك البرنامج لـ أنس بن مالك أحد أعضاء الغرفة السوداء يقول فيها.. هناك دلائل واضحة جدا وسبق أن كلمتكم فنحن في غرفة سورية وهنا قاطعه شيخ الفتنة وقال.. أنا أفتي فتوة شرعية ومستعد للمناقشة فيها وهي انقذوا وأعينوا إخوانكم وإن استنصروكم فعليكم النصر.
ولم يعد منبر الكذب هذا الوحيد الذي يستقي معلوماته وضيوفه من رواد الغرفة السوداء والقائمين عليها فمثلهم كثير فحتى قناة بي بي سي العربية واحدة من هذه المنابر وهو ما يكشف عنه برنامجها الذي استضاف يوما المدعو مصدق عاشور الذي يسمي نفسه معارض سوري وما هو في الحقيقة إلا أحد رواد غرفة البالتوك وها هو تسجيل صوتي لإحدى مداخلاته في الغرفة المذكورة تحت اسم آخر وهو هيفيدار حيث قال.. السلام عليكم يا شباب.. السلام على الجميع وبصراحة أحييكم جميعا في هذه الغرفة وأحي الأستاذ فداء السيد الذي كان يشارك وأقترح عليكم وعلى الأستاذ فداء أبو حاتم إذا كان موجودا بأن أكذب أكذب حتى يصدقك الآخرون.
وهيفيدار هو عاشور نفسه الذي ظهر في لقاء بي بي سي حيث كان يبث أخبارا ويسمي المخبر عنهم بالإسم وهو يعلم ونحن نعلم أن أخباره تلك محض افتراء.
وعرضت القناة مشاهد لمقابلة عاشور على قناة بي بي سي حيث قال إن الدكتور منذر بغدادي مدير المشفى الوطني في اللاذقية يقفل أبواب المشفى أمام الجرحى وهذه المعلومات وردت من الداخل.
ومن المؤكد أن هذه القناة لم تحسب يوما حساب أن يقع ضيفها هذا في المطب الذي فضحته عين الحقيقة في أوانه وبمبادرة غير مقصودة من رواد الغرفة حيث كان يتحدث بتسجيل صوتي من الغرفة السوداء تحت اسم أحمد.
وأوردت القناة التسجيل الصوتي لمحادثة المدعو أحمد مع الدكتور منذر بغدادي قال فيها.. دكتور بغدادي كيف هي الأوضاع في المشفى فأجاب الدكتور منذر.. إن الأوضاع في المشفى الوطني في اللاذقية جيدة.
فقال أحمد.. كم عدد الجرحى المتواجدون عندكم في المشفى حاليا، فقال له الدكتور بغدادي.. لقد جاءنا خمسة جرحى، فرد عليه المدعو أحمد.. لقد جاءتنا معلومات تفيد أن هناك جرحى كثيرين في اللاذقية فكم جريح وصلكم اليوم إلى المشفى، فقال له البغدادي.. إنني أتمنى أن تكون حضرتك موجودا في اللاذقية لترى أن ما جاء إلى المشفى منذ الساعة الثامنة صباحا وحتى الآن هم خمسة جرحى فقط.
فقال أحمد.. هل يمكن أن تشرح لنا كيف كانت طبيعة الإصابات وهل أوضاعهم خطرة أم ليس هناك خطر، فأجابه الدكتور بغدادي.. إن الإصابات عادية جدا جدا وغير خطرة وتم التعامل مع هذه الإصابات الخمس خلال ساعة ونصف الساعة وأعطوا العلاج اللازم وهذه الإصابات لا تستدعي كل هذه الإشاعات، فقاطعه أحمد بالقول.. كم شهيد سقط في اللاذقية ووصلكم إلى المشفى الوطني اليوم، فقال له الدكتور بغدادي إنه حتى الآن لم تأتينا أي حالة وفاة وما جاءنا هم إصابات فقط لا غير.. فقال أحمد.. وصلتنا أخبار بأن هناك بعض الأطباء يمتنعون عن إسعاف الجرحى من الثوار ونحن في لجان حقوق الإنسان في أوروبا نتابع الوضع في اللاذقية ودرعا وكل سورية عن كثب وقسما بالله يا دكتور الكلام ليس موجها لك ولكن لكل شخص طبيب أقسم اليمين على مساعدة كل جريح في أي مكان من أصقاع الأرض سوف نلاحق هؤلاء في المحاكم الدولية في لاهاي وغيرها وسنقوم بسحب شهادات الطب منهم وأي اسم سيصلنا أنه امتنع عن مساعدة الجرحى من الثوار سيكون حسابه عسيرا في الأيام المقبلة وسنلاحقه دوليا لأنه لا يجوز أن تمتنع عن مساعدة جريح وأنت تعرف هذا كطبيب. فقال له الدكتور بغدادي إن مهنتي طبيب ولا أعرف أن أعمل إلا في الطب وأقوم بمهنتي على أكمل وجه وأخاف من رب العالمين في يوم من الأيام.
فقال أحمد.. نشكرك ومع السلامة في أمان الله المهم وصلت الرسالة في كل الأحوال بأن هناك أناسا يتابعون الموضوع.
وأوردت القناة تسجيلا صوتيا لـ ساجد صاحب الغرفة يقول فيه إن المهم أن يوصل هو الرسالة إلى الآخرين ويقول لقد تلقيت رسالة من منظمة حقوقية وهذا مهم جدا.
وردا على أولئك قال الدكتور بغدادي واضعا أصبعه في عين من يرى غير الحقيقة وليوصل صوته إلى كل من لم يسمع.. إن الملفت للنظر أنه في اليوم الثالث للأحداث تلقيت اتصالات من قبل بعض المحطات الفضائية ومنها بي بي سي حيث طلبت مني بعض البيانات فكانت إجابتي لهم انني مشغول الآن ولا أستطيع الحديث بسبب وجود عمل لدي كما أنني كنت متخوفا من أن يقوموا بتحريف لأي كلام سأقوله أو تزوير للبيانات التي من الممكن أن أعطيها لهم على اعتبار الجميع يعرف أن هذه المحطات تقوم بتزوير أي بيانات أو تبث بيانات مغرضة الهدف منها تهويل الموضوع وتكبير الحدث بينما الموضوع كان عاديا جدا.
وأضاف بغدادي.. تلقيت اتصالا في المساء من خط خارجي ادعى المتحدث أنه من هيئة حقوق الإنسان وطبعا لاحترامي لهيئة حقوق الإنسان أجبت عن أسئلته على اعتبار أننا لا نقوم إلا بالشيء الصحيح ونحاول خدمة المرضى حيث سألني هل تعرضت لضغوط وهنا دهشت كيف يمكن له أن يفكر بهذا الأمر لأنني ولا غيري كطبيب يمكن أن يتعرض لضغوط ليخون ضميره المهني وهذا شيء بتصوري لا يمكن لأحد أن يغامر ويطرحه علي ويقول لي ألا أستقبل الجرحى والمصابين ولذلك أجبته أن هذا الكلام غير منطقي وأنا لا أتعرض لمثل هذه الضغوط لأنني أقوم بواجبي على أكمل وجه بغض النظر عن أي اعتبار آخر فأنا طبيب أولا وآخر وسأقوم بدوري على أكمل وجه.
وقال بغدادي إنه وبعد الحوار والنقاش أثنى هذا المتحدث من حقوق الإنسان على العمل وقال الله يعطيكم العافية وأنا اعتبرت الأمر عادي لكنني لم أرد على المكالمات الزائدة التي أصبحت تأتيني فيما بعد خوفا من تحوير وتأويل حديثي وتبين لي لاحقا انه وبمساعدة بعض الأشخاص المشكورين على جهودهم تم الحصول على تسجيلات لهذه المكالمة التي جرت بيني وبين هذا الشخص الذي لم يكن من هيئة حقوق الإنسان بل عبارة عن شخص يجلس في غرفة في ألمانيا أو منطقة لا على التعيين يقوم بإجراء الاتصالات بهدف إثارة الفتنة في سورية وزعزعة ثقة المواطن بمشفى مثل المشفى الوطني ولزعزعة ثقة المواطن بالأجهزة الأمنية والدولة بشكل عام.
وأضاف مهما كانت أدواتهم من محطات فضائية وغرف صوتية وكلامية الكترونية فلن تنجح مخططاتهم طالما سلاحهم هو الكذب ومهما تواضعت أدواتنا فلن نعجز في تعريتهم أمام العالم أجمع طالما سلاحنا هو الصدق والحقيقة

01‏/05‏/2011

الإصلاح و التمرد المسلح و الإرهاب التكفيري

منذ الأسبوع الأول لما عرف بالاحتجاجات السلمية في سورية برزت بوادر تمرد مسلح يستظل المطالبة بالإصلاح من خلال استهداف قوى الأمن التي صدرت إليها أوامر رئاسية بعدم استخدام السلاح بل إن بعضا من وحداتها أنزل إلى الشوارع بدون أسلحة أو ذخائر.
أولا منذ الأسبوع الأول برز الانتقال إلى التمرد المسلح ، في ظل التجمعات الشعبية التي ترفع مطالب تعاملت معها السلطات بالحوار والتجاوب و بالتصميم على مباشرة تنفيذ الإصلاحات.
الانتقال إلى التمرد المسلح كان تعبيرا عن مأزق يواجه القوى السياسية المنظمة التي تقف خلف التحركات في سورية وهي باتت معروفة بكل وضوح كما بات معروفا أنها محتضنة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية وكل من جهاز بندر السعودي ودولة قطر وقوى 14 آذار اللبنانية بالإضافة إلى تركيا صاحبة الموقف المتلعثم مما يجري في سورية.
و قد تجسد المأزق بعدم قدرة المنظمين والمحرضين وعلى الرغم من حجم الإمكانات الهائلة التي وضعت بتصرفهم على تصعيد التحركات الاحتجاجية واستقطاب حشود شعبية كبيرة و خصوصا في عدم قدرتهم على استجرار تحركات في دمشق وحلب بينما لم تتعد التظاهرات في حجمها بضعة آلاف في ذروتها في محافظة درعا أو في الحسكة وبانياس و ظلت أعداد المشاركين بالمئات في سائر أنحاء سورية، كما برز الدور المحوري لتنظيم الإخوان المسلمين وجماعات التكفير في كون المساجد يوم الجمعة مركز انطلاق التحركات في الشارع السوري.
هذه الصورة أظهرت حدود قدرة التحالف الدولي والعربي على إثارة اضطرابات داخل سورية باستغلال مناخ عدوى الاحتجاجات العربية و مع ضخ الحد الأقصى من عمليات التعبئة والتحريض التي بلغت ذروة غير مسبوقة في خطب الشيخ يوسف القرضاوي المكرسة لإثارة فتنة طائفية داخل المجتمع السوري.
ثانيا انتقلت القوى المحركة إلى التمرد المسلح وحشدت في سبيل تحقيقه كميات ضخمة من المال والسلاح تدفقت إلى سورية عبر الحدود اللبنانية والأردنية والعراقية و سرعان ما تكشف الأحداث عن دور حاسم على الأرض لمجموعات الإرهاب التكفيري سواء بالشعارات التي ترددت في بعض مساجد درعا وحمص وبانياس واللاذقية أم من خلال الهتافات المؤسسة لفكرة الحرب الأهلية في سورية بطابعها التناحري بين الطوائف و الجماعات الدينية المكونة للشعب السوري ، وذلك كله ما توج بعمليات الخطف والقتل والتمثيل بالجثث التي استهدفت عشرات الضباط والجنود في الجيش السوري وفي قوى الأمن والشرطة.
ثالثا يحاول الغرب في تعامله مع الأحداث أن يتجاهل هذه الحقائق وأن يركز على موضوع الإصلاحات لأنه يعتبر أن إدخال القوى التابعة له إلى معادلة شراكة جديدة في السلطة السورية سيؤمن مواقع ضغط وتأثير على الخيار السوري الإقليمي وخصوصا فيما يتعلق بالصراع العربي ـ الإسرائيلي ودعم حركات المقاومة، فالتعبير العملي عن الإصلاح كما تعرضه الجوقة المواكبة لخطة تخريب سورية هو الحوار مع الإخوان المسلمين وخدام ومجموعات يسارية هامشية تعمل تحت قيادة هذا الثنائي.
لكن الحقيقة البارزة هي أن الإرهاب التكفيري الذي ظهر في سورية وتبين أن لديه خلايا منظمة وترسانة عسكرية لا يستهان بها هو نفسه الذي سبق أن واجهته الدول الغربية واستعانت بسورية في تفكيكه ومكافحته ، وليس مفاجئا أن يظهر الإرهاب التكفيري في عيون القوى الاستعمارية مرة بوصفه حالة تشكل خطرا سياديا وأمنيا تستحق المطاردة كما هي الحال في الدول الأوروبية وفي الولايات المتحدة ومرة أخرى يسمى رواده بأبطال الحرية كما حصل إبان الحرب على الجيش السوفيتي في أفغانستان حيث منح التكفيريون الأوسمة الأميركية الأرفع داخل البيت الأبيض وبيد الرئيس الأسبق رونالد ريغان.
رابعا لا يمكن لعاقل أن يصدق ادعاءات الحرص الغربي على الإصلاح في سورية و لا مزاعم الحرص على حقوق لإنسان و لعل المجزرة المسوغة في البحرين ضد شعب أعزل بدافع حماية الملكية الأتوقراطية السعودية هي دليل على تلك الحقيقة .
الغرب يستعمل الإرهاب التكفيري وتنظيم الإخوان المسلمين لتركيع سورية ولذلك فهو حين يدعو إلى تسريع الإصلاحات يعرض بالمقابل مساومة تتعلق بلائحة شروط كولن باول التي رفضها الرئيس الأسد بعد احتلال العراق.
الإرهاب التكفيري هو ذاته في نيويورك وباريس وكذلك في درعا وليس خافيا أبدا أن جناح القاعدة البندري الذي استعمل في العراق هو نفسه يستعمل داخل سورية والهدف واحد في خدمة المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي، خصوصا وقد جاهر الإسرائيليون في الأيام الماضية بأنهم يراهنون على استنزاف سورية وإخضاعها لشروطهم بنتيجة ما يجري على أرضها من أحداث.
التصميم الذي يبديه الرئيس الأسد على مواصلة الأجندة الوطنية للإصلاح يواكبه الحزم الطبيعي لحماية الوحدة الوطنية في تحرك الدولة المركزية لإخماد التمرد المسلح ومطاردة جماعات التكفير الإرهابية التي تتحرك في سورية وتحظى بدعم خارجي ومهما قيل غير ذلك فهو ليس سوى ضباب التضليل المطلوب لحجب حقيقة الصراع الدائر مع سورية تحت شعارات واهية.
وكالة اخبار الشرق الجديد