02‏/10‏/2010

فبركات أهل الفتنة والشحن الطائفي

بقلم / معتز منصور
نشر بيان منسوب إلى جماعة سمّت نفسها «كتائب معاوية بن أبي سفيان»، تضمن تهديداً بقتل الشيعة والبعثيين عبر «انتحاريين».
لم يشبه البيان في أدبياته ما درجت عليه الحركات السلفية. فهل هو من صُنع متطرف أم ثمة «فبركة سياسية خفيفة»؟

وأفيد انه قبل نحو أربع سنوات، تناولت وسائل الإعلام في لبنان بياناً منسوباً إلى «تنظيم القاعدة ـــــ نهر البارد». بعض الصحف عرضت البيان على صفحتها الأولى، وبعض الشاشات وضعته خبراً رئيسياً. فالبيان «جديد من نوعه»، وفيه تهديد لرئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة «ومن يتعامل مع أميركا». قيل يومها إن هذا البيان عبارة عن «فضيحة» استخبارية، حيث إن بعض الوسائل الإعلامية اتصلت على رقم الفاكس الصادر منه البيان، وهو 06895122، فتبيّن أنه يعود إلى مخفر قوى الأمن الداخلي في بلدة مشمش ـــــ عكّار.لم يكن الوضع الأمني آنذاك في أحسن أحواله، وكذلك الأمر على المستوى السياسي، فجاء البيان في ظل «تشنّج» العلاقات اللبنانية ـــــ اللبنانية. أما اليوم، مع عودة التشنجات السياسية، التي غالباً ما تلحقها توترات أمنية، فقد صدر قبل 3 أيام بيان منسوب إلى مجموعة، لم تُعلن نفسها سابقاً، تسمّي نفسها «كتائب معاوية بن أبي سفيان». تكفّل موقع «بيروت أوبزرفر» الإلكتروني بنشر البيان، الذي زعم أنه وصله عبر البريد الإلكتروني الخاص بالموقع، ومعه تسجيل فيديو يتحدث فيه شخص ملثّم لا يشبه لباسه لباس رجال الحركات «السلفية الجهادية» التقليدي.جاء في البيان أنه: «لقد طغى وتكبّر حزب الله الشيعي ومن معه من الكفار البعثيين، واعتقدوا أن أهل السنة جبناء أو خائفين من هؤلاء المرتدين، وأنهم يستطيعون أن يعيثوا في الأرض فساداً ويعدّون أنفسهم أشرف الناس وهم من الشرف براءة». كان لافتاً أن البيان ساق ضد الجهات المذكورة اتهامات مبهمة، دون ذكر تفاصيلها أو ما يؤكدها، مثل «هم من قتل الفلسطينيين ورموزهم في المية ومية وقبلها مذبحة تل الزعتر».
لم يكن البيان ليمرّ دون الإشارة إلى أحداث 7 أيار
لم يكن البيان ليمر دون الإشارة إلى أحداث 7 أيار عام 2008، حيث «استباحوا بيروت العربية السنية قلب المقاومة النابض، التي لم تفرّق بين أحد من أبنائها من مقاومين ومناضلين. نعم 7 أيار لن يمر مجدداً، ونقول لحزب الله ومن وراءه إننا أقسمنا بالله الواحد الأحد أننا نذرنا أنفسنا شهداء وانتحاريين، وسنضرب في كل مكان، والعين بالعين والبادي أظلم». كاتب البيان لا يريد لمن يوجه إليهم خطابه أن يتهموا إسرائيل بـ«المذابح التي ستصيبهم في كل مكان»، بل عليهم أن يتهموا «أنفسهم وحلفاءهم». السطر الأخير من البيان يوضح سبب صدوره الآن، فهو مرتبط بالتطورات السياسية الأخيرة التي شهدها لبنان، حيث يختم بالقول «اليوم بعد ما قالها عميلكم جميل السيد إن الحق سيأخذه في الشارع، نحن قبلنا التحدي، وسنرى من عنده انتحاريون أكثر ولا نخشى إلا الله».«انتحاريون»؟ كانت هذه الكلمة واحدة من الملاحظات التي نقلتها «الأخبار» إلى بعض علماء الدين والمتابعين لشؤون الحركات الدينية، لكون هذه الحركات لا تستخدم عادة مصطلحات كهذه في بياناتها. فبعد قراءة إمام مسجد القدس في صيدا، الشيخ ماهر حمود، البيان المذكور، خلص إلى عدّة ملاحظات تشير إلى «أنه بيان استخباري فتنوي بامتياز، ولا يشبه البيانات التي يكتبها أناس متدينون». لغة ركيكة، لم يُفتتح بآية قرآنية، لا يتضمن حديثاً نبوياً شريفاً، كلام مذهبي لا ديني... هذه بعض الملاحظات التي سجّلها الشيخ حمّود على البيان لتأكيد «فبركته». ولفت حمّود في حديث مع «الأخبار» إلى أن كاتب البيان «لم يوفّق في تسمية الجماعة التي تقف وراءه. فمعاوية بن أبي سفيان قد يعدّ رمزاً، ولكن ليس رمزاً جهادياً عند الحركات الإسلامية السنية، مثل خالد بن الوليد أو صلاح الدين الأيوبي. فمن الواضح أن التسمية هي للنكاية بالطوائف الأخرى لا أكثر، فضلاً عن أنه ليس هناك فقيه مسلم سني يقف مع معاوية ضد علي بن أبي طالب في حرب صفّين».توقف الشيخ حمّود عند الاسم الذي جاء البيان موقّعاً به، وهو «الليث الغالب حمزة العربي»، إضافة إلى عبارة «بيروت العربية المقاومة»، لكون الحركات الإسلامية، وخاصة السلفية منها، لا تتحدث عن العروبة، «فهل يعقل أنهم يتحدثون عن خالد علوان وجمّول مثلاً؟! أو عن الفلسطينيين في بيروت عام 1982؟! هم ضد كل هؤلاء». ويختم الشيخ قائلاً: «لو كان كتبة البيان قد استعانوا بشيخ مأجور، ولو من قريبو، لكان البيان أقل خفّة مما هو عليه».من جهته، رأى الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، الدكتور أحمد موصللي، أن البيان «يمكن أن يكون مفتعلاً من قبل أطراف سياسية لبنانية، ولكن مسألة حصول تفجيرات واضطرابات أمنية هي أمر وارد في كل الأحوال، نظراً إلى وجود أرضية تطرّف مذهبي في لبنان»، وختم موصللي قائلاً: «يبدو أن فريق 14 آذار أفلس ولم يعد لديه برنامج، ولذلك يعمد إلى زيادة التطرف المذهبي بين اللبنانيين».

استنكر الشيخ أحمد البابا، إمام جامع الفاروق التابع لدار الفتوى، ما جاء في البيان الأخير المنسوب إلى «كتائب معاوية بن أبي سفيان». وقال في حديث إلى «الأخبار» إن ما ورد فيه «لا يدل على أن كتبته من المتدينين، فهو للفتنة على ما يبدو، ويأتي في سياق الحملة السياسية التي ليس لها علاقة بالدين. فكيف يضع شخص نفسه في موقع الحركات الإسلامية، ويقول عن نفسه إنه انتحاري؟ هذا التوصيف ليس إسلامياً». أضاف الشيخ البابا قائلاً: «نحن لا نقبل بالألفاظ التي وردت في هذا البيان، وهي لا تعني المسلمين ولا علاقة لها بالدين. فما نطالب به دائماً هو تهدئة الخطاب السياسي في لبنان وتعزيز لغة الحوار والكف عن التشنجات والعصبيات»، خاتماً بالقول «كل من صلّى إلى قبلتنا وآمن بالرسول فهو أخ لنا في الدين، وليس لدينا تفريق في ذلك».

01‏/10‏/2010

تحليل شامل للمدون المصري محمد واكد : الهذيان المصري الأخير عن حزب الله ودلالاته ,,



تثير الأخبار الأخيرة عن المناوشات التي تجري الآن بين مصر و «حزب الله» الكثير من التساؤلات عن دلالتها وعلاقتها بالسيناريوهات التي يجري إعدادها لمستقبل المنطقة. وتأتي هذه الأخبار كالعادة مقتضبة ومبهمة، تخفي أكثر مما تعلن. كما تحمل في طياتها الكثير من الهذيان المصري عن «حزب الله». وهذا بطبيعة الحال يصعب من قراءة دلالاتها، وإن كان لا يقلل من أهميتها.

أتى آخر فصول هذا الهذيان في خبرين رئيسين يتناولان العلاقة بين مصر و«حزب الله» يتناقضان تماما مع بعضهما من حيث الشكل والمضمون، على الرغم من أن الفترة التي فرقت بينهم لم تزد عن ستة أيام. أتى الخبر الأول في صدر الصحف الرسمية المصرية يوم الثلاثاء ٢١ سبتمبر لينقل لنا هجوم مصري مفاجيء وهستيري على «حزب الله». وكان عنوان هذا الخبر في صحيفة «الأخبار» المصرية «مصر تعرب عن قلقها من تطورات الأحداث في لبنان»، وصاحبه عنوان فرعي يقول «الخارجية: نأسف لتجاوزات المأجورين في مهاجمة مصر». وكما جرت العادة في هذه الأحوال لم يذكر متن الخبر «حزب الله» بالإسم، على الرغم من ورود الخبر في الصفحة الأولى، تماما كما لم يذكره بيان الخارجية الذي نقل عنه الخبر.

ما نتحدث عنه هنا هو خبر يعبر عن قلق مصر من «بعض اللبنانيين» الذين يرفضون الخضوع «للسلطتين التنفيذية والقضائية في البلاد (لبنان) بشكل سافر» ويرتكنون «إلي قوة السلاح الخارج عن سيطرة الدولة اللبنانية» في تحقيق مآربهم. وعلى الرغم من انطباق هذا الوصف بشكل حرفي على كل الفصائل اللبنانية تقريبا، يكفينا عدد المرات التي ورد فيها تعبير «السلاح الخارج عن سيطرة الدولة» وإستخدام لفظ «المأجورين» لكي نستنتج أنهم يهاجمون «حزب الله». وعلى نفس النهج، نشرت جريدة «الأهرام» خبر يماثل ما جاء في «الأخبار» - بما أشتمل عليه من غمز ولمز وعدم ذكره أسم من يهاجمه - على صفحتها الأولى، تحت عنوان «حسام زكى: مصر فوجئت بالتحريض علي الفتنة في لبنان». أما صحيفة «روزاليوسف» ففضلت نقله في مانشيتها الرئيسي تحت عنوان «بيان مصري «ناري» ضد المأجورين في لبنان»، وهو ما يتماشى مع أسلوب الردح والإثارة الرخيصة المعروف عنها.

أول ما يستوقف الإنتباه في هذا الخبر هو عدم ذكر الجهة التي يهاجمها بشكل مباشر، وذلك بالرغم من ورود الخبر في صدر الصفحات الأولى لكل الصحف الرسمية المصرية. هكذا بدأ المصريون يوم الثلاثاء ٢١ سبتمبر بخبر رئيسي في كل الصحف الرسمية يهاجم «لمأجورين اللي ما يتسموش» ويترك للقراء مهمة تحديد هويتهم. وتقليد «قطيعة اللي ما يتسموش» هذا منقول بشكل شبه حرفي من التقاليد الرسمية المتبعة في نقل أخبار المعارضة في مصر، هذه التقاليد الغبية التي تصر على تسمية «الاخوان المسلمين»، على سبيل المثال، بـ«الجماعة المحظورة»، وأحيانا ما تؤدي إلى تسمية حركة «كفاية» بـ«أصحاب الأصوات العالية». للأسف، أصبح هذا النوع من المراهقة الفكرية من صميم العمل الصحافي الرسمي؛ وأحيانا ما تنتج عنه مهازل كبرى، خاصة عندما يخرج علينا الكتبة الحكوميين في حملة شعواء لمهاجمة «الخارجين عن الشرعية» أو «أصحاب الأبواق المزعجة» دون تسميتهم، وهو ما يصعب على الكثير من القراء معرفة من يهاجمون، فيضيع هدف حملتهم وسط حيرة القراء.

وثاني ما يستوقفنا في هذا الخبر (وما تنشره الصحف الرسمية عن المقاومة بشكل عام) هو التوحد التام بين الخطاب الرسمي المصري وخطاب اليمين اللبناني، وهذه نقطة مهمة لم تحظى بالإهتمام الكافي حتى الآن. فمن الملاحظ توحد خطابات قوى «الاعتدال العربي» مع بعضها منذ حرب تموز ٢٠٠٦، على أقل تقدير. ثم بدأ هذا الخطاب يتوحد مع نظيره الإسرائيلي بشكل شبه تام منذ حرب عام ٢٠٠٩ على غزة. يظهر ذلك بشكل لا يترك مجالا للشك في الذرائع التي إستخدمتها كتبة النظام في الهجوم على حركة «حماس» في أثناء حرب٢٠٠٩، والتي لم تكن تقليدية على الإطلاق. أعني بذلك أنها تجاوزت تبريرات الماضي التي كانت تنصب على لوم «حماس» على إرتكابها «خطيئة كبرى» بإعطاء الذريعة لإسرائيل لضرب غزة؛ تجاوزت تلك الذريعة التقليدية للاستهزاء بـ «حماس» لأن قادتها كانوا يختبئون «تحت الأرض» وفي «المستشفيات» و«الفنادق» في الوقت الذي تركوا فيه المدنيين الأبرياء في العراء لتقتلهم الحرب. كل هذه التبريرات مأخوذة بشكل مباشر من خطاب تبرير الحرب الإسرائيلي، ولا تخطر على ذهن عربي بشكل تلقائي. وتشير كافة الشواهد إلى هذه الخطابات ستتوحد أكثر في المستقبل نظرا لتوحد المصالح.

الأهم من ذلك هو أن الخبر وبيان الخارجية الذي نقل عنه، صيغا كرد فعل حماسي على أحداث محددة لم يحدداها، فالبيان يقول «ان مصر التي طالتها من تلك التطورات تجاوزات من بعض المأجورين والحاقدين علي المواقف المصرية والمدفوعين لمهاجمة مصر وتوجيه السب لرموزها آثرت الترفع عن تلك التفاهات تماما وعدم تمكين هؤلاء من الاستمرار في تجاوزاتهم لانها تدرك انهم في الحقيقة يعانون من ازمة يسعون لتجاوزها من خلال استخدام اسلوبهم المفضل في التطاول ضد الكبار ». هذا إنما رد فعل شخص تلقى صفعة قوية ويريد أن يردها «بحرقة» لدرجة أنه إنخرط في وصلة ردح هابطة ثم إدعى إنه إنما «يترفع عن تفاهات» الطرف الآخر.

للأسف ليس من السهل التعرف على الصفعة التي هزت النظام المصري إلى هذا الحد نظرا لكثرة الصفعات التي تلقاها في لبنان في الفترة الأخيرة. لكن لازال من الممكن تحديد مجموعة من نقاط الإضطراب بين مصر وحزب الله، كما فعل ثائر غندور مؤخرا في مقال له في الأخبار اللبنانية، منها إعتقال مصر لـ «خلية حزب الله» والحكم عليها بأحكام مشددة (المجموعة التي إعتقلت لمحاولتها تهريب السلاح للمقاومة في الغزة)، ثم كلام اللواء «جميل السيّد» عن دورٍ لقنصل مصر «أحمد حلمي» في التآمر على سوريا والمقاومة، وإتهام المعارضة اللبنانية لمصر بتسليح مجموعات مناهضة للمقاومة والعمل على إلى إذكاء الفتنة بين اللبنانيين، وشيوع الحديث مؤخرا عن إندثار الدور المصري في لبنان. والنقطة الأخيرة هي من المضحكات المبكيات في هذا الشأن، فأنا شخصيا لم أكن على علم بأن لمصر دورا في لبنان إلا بعد أن تواترت الأخبار عن إندثاره.

في النهاية، لم تبالي الصحف المستقلة بهذا الخبر«الناري» ومرت عليه مرور الكرام. وهذا يعني أنهم غالبا ما إعتبروه أقرب للفضفضة العاطفية التي لا تستحق التعليق منه للسياسة. لكن لم تكاد ستة أيام تمر على هذه الحملة حتى خرجت علينا الصحف بخبر يتناقض تماما مع ما سبق عرضه. فإذا بصحيفة «المصري اليوم» تنقل في صفحتها الأولى خبرا عن إجتماع «أحمد حلمي» (القنصل المصري الذي تتهمه المعارضة اللبنانية بالتدخل في شؤون لبنان والتآمر على المقاومة) بـ«حسين عزالدين»، مدير مكتب العلاقات العربية بـ«حزب الله». وأكدت «المصري اليوم»، وهي صحيفة ذات علاقات أمنية قوية، أن هذا الإجتماع أتى «فى إطار المساعى المصرية - بحسب تصريحات الجانب المصرى - لتحسين العلاقات مع حزب الله اللبنانى». وأضافت أن «مصادر خاصة» رفضت الإفصاح عنها أكدت لها «أن اللقاء كان بطلب من القنصل المصرى عبر وسيط، رفضت (مصادر المصري اليوم) الإفصاح عن اسمه، تمهيداً للقاء محمد البديوى، السفير المصرى فى بيروت، والسيد حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، لكن الموعد كان مع مسؤول العلاقات العربية بداية».

هنا إنعكس الحال تماما، فالصحف الرسمية التي أدارت حملة «المأجورين» تجاهلت هذا الخبر وكأن شيئا لم يحدث - وهو بالضبط ما يفعلونه حيال أخبار المظاهرات في مصر - في حين إهتمت به الصحف المستقلة التي تجاهلت حملة «المأجورين» في البداية. ثم بدأت الأخبار تتوالى وتكشف تفاصيل جديدة عما حدث، منها أن الطرفين إتفقا على الإعلان عن هذا اللقاء، بدلا من إبقائه سرا كما حدث في لقاءات سابقة، وهو ما يشير إلى رغبة قوية في التهدئة. وكما هو متوقع، أثار هذا الخبر الكثير من التساؤلات حول أسباب هذه التهدئة والرغبة في تحسين العلاقات.

أثنت معظم التعليقات التي وردت على هذ الخبر على الإنترنت على هذا الاجتماع ورأت فيه تحولا إيجابيا يضع مصر في الجانب الصحيح من المعادلة. لكن تخوفت بعضها من أسباب هذا التحول، على أساس أن مصر لا تملك قرارها، وعليه فإن مصدر هذا القرار لابد وأن يكون مؤامرة صهيونية ما. وتعددت المؤامرات المقترحة، منها على سبيل المثال، أن يكون نمى لعلم النظام المصري معلومات عن قرب شن حرب على لبنان، ولذلك قرر أن يبتعد عن هذا السيناريو أمام الناس. وفسر اخرون سبب هذا التحول بوجود فريق داخل الخارجية المصرية يرفض طريقة تعامل النظام مع «حزب الله» ويريد الإبقاء على «شعرة معاوية» معه. يستند هذا التفسير في غالب الأمر على أسلوب مصر في التعامل مع «حماس»: ضربها طوال الوقت مع الإبقاء على صلة بها. في حين فسر آخرون من حسني النوايا ذلك التحول بوجود تيار قومي داخل المؤسسة الأمنية المصرية يريد مصر أن تغير من موقفها تجاه المقاومة بشكل أكثر جذرية من مجرد الإبقاء على «شعرة معاوية».

في رأيي لا يوجد مجال حقيقي لاستقراء تحولات جوهرية في موقف النظام المصري من «حزب الله» في هذه الأخبار، فموقف هذا النظام ينبع من مصالح جوهرية تابعة للإمبريالية الأمريكية لا تتغير إلا بتغيير النظام وعلاقة مصر بالإمبريالية. كما لا يوجد أي معنى حقيقي لاستراتيجية «شعرة معاوية» مع «حزب الله» كما هو الحال مع «حماس». فمصر لا تستطيع أن تضر أو تنفع «حزب الله» كما تستطيع مع «حماس». بمعنى آخر، لا يوجد ما يمكن أن يقنع «حزب الله» بتغيير أيا من سياسته من أجل طرف أضعف كثيرا من أن يمسه بأي سؤ أو منفعة.

أظن أن السبب الذي دفع النظام المصري لطلب هذا الإجتماع أبسط من كل هذه التفسيرات بكثير، وهو نفس السبب الذي دفع النظام لشن حملته الفاشلة ضد الحزب «المأجور» في بداية الأمر. السب في رأي هو حالة الفزع التي حتما أصابت النظام المصري عند إعلان المقاومة اللبنانية أن مصر تتآمر عليها وتسلح فصائل مناوئة لها. فهذا التصريح يحمل لمصر رسالة مفادها أن المقاومة تتابع ما تفعله في لبنان عن كثب. وثانيا، أن ما تفعله مصر هو من الضعف بحيث يمكن أن يعلن عنه في الصحف بشكل واسع، وكأن المقاومة تستهزيء به. لكن الأهم من كل ذلك هو أن هذا الإعلان هو في حد ذاته عمل سياسي مدروس يحمل تهديدا مبطنا للنظام المصري بأن يكف وإلا تحمل العواقب. فإذا ما «وقعت الفأس في الرأس» وتدهورت الأمور بحيث أصبح الحسم العسكري هو الحل الوحيد سيتعامل الحزب مع الوجود المصري كعدو مباشر، تماما كما تعاملت مصر مع «خلية حزب الله». يعلم النظام المصري أن قدراته على حماية أي شيء في لبنان معدومة، ويعلم علم اليقين أنه لا يستطيع مناطحة «حزب الله» في لبنان، ولذلك عمد للتهدئة عندما ما أن تلقى تهديد الحزب المبطن. بإختصار شديد، تصريحات المقاومة الأخيرة عن دور تآمري لمصر في لبنان هي تصعيد من نوعية «إتلموا أحسن لكم» وأظن أن طلب مصر الإجتماع مع الحزب كان للتأكيد على أن مصر «هتتلم». ولذلك قام النظام المصري بحملته الهزلية ضد «حزب الله» قبل الإجتماع بثلاثة أيام، لإدعاء فحولة لا يمتلكها.

ولذلك ما أن إنتهى الاجتماع حتى عاد النظام المصري لسخافاته السابقة، فخرجت علينا صحيفة «الحياة» اللندنية بعد الإجتماع بثلاثة أيام فقط بمقال يحمل عنوان «القاهرة رفضت طلب «حزب الله» لقاء البديوي». وينقل هذا المقال عن مسؤول مصري رفض الإفصاح عن أسمه نفيه التام لأن يكون الإجتماع عقد بطلب من الجانب المصري. وأكد هذا المسؤول أن «حزب الله» طلب في هذا الإجتماع بعقد إجتماع تالي بين السيد «حسن نصر الله» والسفير المصري في بيروت لكن مصر رفضت ذلك بشكل قطعي. وأضاف «مصر تنظر إلى الاتصال الأمني باعتباره اتصالاً غير رسمي ولا يرقى إلى مستوى يعتد به للقول بتحسن العلاقة بين الحزب ومصر». والغرض من ذلك لا يقتصر على نفي كل التحليلات التي قرأت هذا الإجتماع على أنه بادرة تحسين العلاقات بين الطرفين، بل التعالي على فكرة تحسين العلاقات أصلا، تماما كما لو كانت مصر هي الولايات المتحدة، وهو ما يعيدنا إلى مسألة توحد الخطاب المصري مع خطابات الاستعمار في المنطقة. وعن الغرض من الإعلان عن هذا الاجتماع قال «هذا الإعلان يخدم تماماً أجندة حزب الله الذي يواجه موقفاً سياسياً عصيباً في الفترة الحالية في ضوء التطورات الأخيرة والعلاقات اللبنانية الداخلية المعقدة». وهذا التصريح يتناقض تماما مع ما سبق وقاله المسؤول ومع سياق الاجتماع، حيث أنه يعني أن مصر قبلت أن تجتمع مع الحزب لكي تخدم أجندته التي تعارضها بشدة. وعليه كان على هذا المسؤول أن يقدم لنا سبب آخر للإجتماع، فقال أن مصر «رأت من الحكمة إجراء اتصال أمني مع «حزب الله» ولكن يجب ألا تذهب التفسيرات إلى ما يتعدى ذلك». وفي نهاية الحوار حسس هذا المسؤول على بطحته الكبيرة، فأنهى حواره بنفي قاطع لوجود أي صلة بين عقد هذا الاجتماع والتصريحات الأخيرة عن تآمر مصر على المقاومة.

من نصدق هنا، هل نصدق المسؤول المصري «المطلع» الذي أعترف لـ«المصري اليوم» بأن مصر هي اللي طلبت عقد هذا الإجتماع من أجل التهدئة مع «حزب الله»، وأنها أرادت بهذا الإجتماع الترتيب لإجتماع بين أمين عام «حزب الله» والسفير المصري؟ أم نصدق المسؤول المصري، «المطلع» أيضا، الذي نقل عكس ذلك لجريدة «الحياة»؟ في الحالتين لدينا مصدر مصري مسؤول «رفض الإفصاح عن إسمه»، وفي الحالتين لدينا جريدتين يدافعان عن مصالح الإستعمار بالمنطقة، والجهات التي تقف ورائهما معروفة للجميع. أظن أن ما حدث هو أن مصر أكدت لحزب الله أنها سوف «تتلم» ثم عادت لهذيانها لإدعاء فحولة تفتقرها، ولا أظن أن «حزب الله» سيهتم كثيرا بهذا الهذيان طالما إكتفت مصر به وصرفت النظر عما هو أخطر منه. كما أظن أن توحد الخطاب المصري مع الخطابات الإمبريالية في المنطقة يؤجج هذا الهذيان (مع التأكيد على تعدد أسبابه)، لأنه يقنع النظام المصري بأنه قوى إقليمية عظمى، لا خادم «غلبان» للإمبريالية أقصى ما يستطيع عمله هو منع «الشيبسي» و«النسكافيه» من دخول غزة. ويبدو أن هذا النوع من سؤ تقدير قدرات الذات هو ما دفعه أصلا ليلعب في الساحة اللبنانية بما يفوق قدراته بمراحل، ليثبت جدارته لنفسه قبل أن يثبتها لسيده المستعمر، لكنه في نهاية المطاف «غلبان جدا» ويعلم حقيقة قوته، ولذلك ما أن «شخط» فيه «إتلم يا أحسن لك» حتى ذعر و«اتلم»، ثم عوض ذلك الاحراج بالإكثار من الهذيان، الذي أصبح لا يجيد سواه. فليهذي كيفما يشاء، الذي يهم الطرفان الآن هو أن النظام المصري «هيتلم خلاص»، أما الهذيان فيظل حق أصيل لتعويض ذلك الاحراج الذي كشف له أن قدراته هي أبعد ما تكون عن الخطاب الذي توحد معه تحت ضغط تحالفته المشبوهة.

أتت هذه الأحداث ولبنان يمر بمرحلة دقيقة: ترقب لحرب تشنها إسرائيل وتصعيد غير عادي بين اللاعبين الكبار. كما أتت مع قرب إنتهاء مهلة حزب الله للأنظمة العربية لحل مسألة القرار الظني للمحكمة الدولية، وفشلهم في حلها يعني أنه سيحلها هو بطريقته. وهذا ما دفع الكثير لتحميل الهذيان المصري أكثر مما يحتمل، وهو ما يعني بالتبعية تصور قدرات لبنانية للنظام المصري لا يمتلك عشرها.


28‏/09‏/2010

الحريري و فرضية تورط المخابرات الاسرائيلية في إغتياله


بقلم / معتز منصور
كشف كتاب ألماني جديد النقاب عن إتهامات جديدة لجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية بالتورط في عملية إغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بل وتورط الإدارة الأمريكية ورئيس لجنة التحقيق السابق ديتلف ميلس في عملية تحميل التهمة لسوريا وفق لحسابات سياسية .
الكتاب صدر بألمانيا للكاتب يورجن كاين كولبه وصدر عن دار نشر kai homilies verlag والكتاب أثار ضجة كبيرة في أول أسبوع من صدوره , مؤلف الكتاب خبير ألماني في علوم الجرائم السياسية وعنوان كتابه ( ملف مقتل الحريري – إخفاء الأدلة في لبنان).
قام مؤلف الكتاب بإجراء عملية بحث دقيقة وجدية علي مدار الأشهر الماضية وكانت من أبرز ملاحظاته والتي أفضت اليها عملية بحثه أن أجهزة التشويش والتي كان يستخدمها موكب الحريري وبشكل دائم قد تم تعطيلها قبل ساعة كاملة من حدوث عملية الإغتيال وفي هذا اليوم تحديدا كما تم تعطيل عمل الجهاز الإلكتروني الخاص بتعطيل استقبال وارسال أية ذبذبات ليس فقط لأجهزة التليفون المحمول بل وأية أجهزة تحكم عن بعد يعرفها العالم وتستخدم لهذا الغرض وهو التفجير عن بعد , وأن تلك الخاصية وحسبما بينت الاختبارات التقنية بعد ذلك لا يمكن تعطيلها الا من الشبكة المركزية للتحكم في التظام الإلكتروني لتلك الأجهزة والتي لا تملكها إلا الشركة الموردة لهذا النوع من الشبكات والأجهزة.
الأغرب من ذلك أن الشركة التي وردت تلك الأجهزة شركة اسرائيلية وهو الأمر الذي تعمد تقرير ديتلف ميلتس (رئيس لجنة التحقيق الدولية في آنه ) إخفائه , واستمر بحث الخبير الألماني يورجن (مؤلف الكتاب) في تلك النقطة الجوهرية الى حد إجراؤه إتصال مع أحد أصحاب الشركة الإسرائيلية ليكشف لاحقا أنه عمل حتي سنوات مضت في جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية .
والسؤال هنا
هل إستخدمت واشنطن النظم العربية للترويج لفرضية تورط سوريا في إغتيال الشهيد رفيق الحريري ؟؟؟
ولماذا لم تعلن لجنة التحقيق الدولية (والتي تحظي بفرضية نزاهتها عن التسييس من جانب اولياء الدم ) عن كامل الحقائق عن أجهزة التشويش الإسرائيلية التي إستخدمها موكب الحريري ؟؟؟
وما هي الدوافع وراء تصوير سوريا أمام العالم وبشكل دائم علي أنها راعية وداعمة للإرهاب؟؟؟
وماهي العلاقة بين اللبنانيين المهاجرين وإغتيال رفيق الحريري ؟؟؟
ولماذا تورط أبناء الحريري أولياء دمه في إتهام سوريا برغم المعلومات التي وضعها أمامهم جهاز مخابرات أوروبي غربي والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك نفي الإتهام عن سوريا ؟؟؟
لماذا انتظر سعد رفيق الحريري أربع سنوات ليعلن أنه أخطأ في اتهام سوريا وكان اتهامه سياسيا بني علي شهود زور وأن اتهامه سببا خللا كبيرا في العلاقات السورية اللبنانية؟؟؟
يقول الألماني المتخصص في علم الجريمة يورجن أن تفجير موكب الشهيد الحريري في الرابع عشر من فبراير 2005 في بيروت تحول الى سبب استندت إليه وعليه الولايات المتحدة الأمريكية لخلخلة الأوضاع الداخلية بلبنان بشكل كامل وحصد المزايا السياسية عن ذلك في كل المنطقة .
هذا الى جانب تسخير الأمم المتحدة لتبني الرؤية الأمريكية بكامل تفاصيلها عن الحادث وتحريك الشارع اللبناني علي نحو خلط كافة الأوراق السياسية هناك لصالح إسرائيل بالدرجة الأولي .
هذا علاوة علي التهديدات التي وجهتها واشنطن والدول الغربية لسوريا وذلك استنادا علي فرضية تورطها في مقتل الحريري وهي الفرضية التي انتشرت وبسرعة غريبة جدا فور حدوث عملية الإغتيال في بيروت وحتي قبل أن ترفع أشلاء القتلي والشهداء مع تسخير كامل لألة الإعلام الجهنمي في شتي أرجاء العالم للترويج لتلك الفرضية .
حاول المتخصص الألماني منذ وقوع الحادث وحتي نشر كتابه البحث عن الأدلة الجنائية التي تثبت تورط النظام السوري في ذلك الحادث ولكنه كان متشككا في الأمر وخاصة أن المحافظين الجدد في واشنطن ,وضعوا نصب أعينهم هدف سمين وهو تغيير النظام الحاكم في سوريا منذ ماقبل إغتيال الحريري بسنوات .
ولكن المؤلف بعد طول بحث وسفريات ولقاءات وتحليلات وخلافه توصل لنتائج معاكسة تماما لتلك الفرضية منها انه وفور مقتل الحريري أن الامم المتحدة لم تحتاج لكثير من الوقت لتبني فرضية الرئيس جورج بوش وبحسب تعبيره بالنص في كتابه (لم تكن الجثة قد بردت بعد حتي تبنت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة فرضية واشنطن وهو الأمر الذي دفع الكثير من علماء الجريمة في العالم لإشتمام رائحة المصلحة السياسية وراء تلك الفرضية وطريقة تعميمها في بداية تحقيق يفترض سريته .
وعلي الرغم من إنعدام الأدلة التي تؤكد تورط سوريا في الأمر ,إعتبر كوفي أنان سكرتير عام الامم المتحدة آنذاك أن فرصته الوحيدة لإنقاذ سمعته ومنصبه من الضياع خاصة بعد الإتهامات الموثقة والخاصة بتورط ابنه في فضيحة رشاوي النفط مقابل الغذاء وأن هذه الفرصة تكمن في تبني الفرضية الأمريكية لمقتل الحريري ,بمعني أن كوفي أنان ووفقا لما أورده المؤلف الألماني قد جري ابتزازه في لحظة كان من السهل ابتزازه فيها ولم يجد أمامه مخرجا أخر الا الموافقة الكاملة علي ما تطلبه واشنطن في هذا الخصوص.
يدلل علي ذلك الإتجاه الذي تطورت نحوه الأمور , حيث طلب الأمريكيون صراحة من أنان تفويض القاضية العامة في لاهاي كارلا ديل بونتي المسئولة عن ملف سلوبدان ميلوسيفيتش الصربي ومحاكمته , وذلك في تحديد رئيس لجنة التحكيم فيما لم تجد هي بدورها وعلي الرغم من فرق لجان التحقيق الجنائية والمتخصصة التي تملكها المحكمة الدولية سوي صديقها المدعي العام الألماني ديتلف ميلتس لتنفيذ المرحلة الأولي من ((الأعمال القذرة)حسب وصف يورجن ذاته في كتابه.
وتماما مثلما طلب منه إستكمل ميلتس تقريرين مؤلفين وعائمين لا يصلحان كسيناريو لأحد الأفلام البوليسية للهواة حيث لم يتضمن أية براهين أو أدلة حقيقية برغم التحقيقات الشكلية والإستجوابات التي قام بها هنا وهناك مع تضمينهما (التقريران) إعترافات من أشخاص ليسوا فوق مستوي الشبهات وثبت ذلك قطعا بعد ذلك بأدلة قاطعة وراسخة تعرضهم لتعذيب وإكراه وإبتزاز ما دفعهم لاحقا لسحب إعترافاتهم والإقرار بكذبها وهو ما أجبر ميلتس الألماني علي التراجع والإنسحاب بعد ثبوت مشاركته في أسخف كذبه عرفتها لجان التحقيق في المحكمة الدولية .
في تكرار لسيناريو رئيس لجان التحقيق في العراق (وفي التاسع والعشرين من مارس حصل ميلتس وللتخفيف من وقع الفضيحة علي وسام الصليب الألماني من الدرجة الأولي لمساهمته في مكافحة الإرهاب الدولي ).
يشير الكتاب الى العلاقات الخفية التي جمعت بين بعض أعضاء تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة من المتورطين منذ زمن في عدة محاولات لإغتيال سياسيين لبنانيين وتلبيس الأمر للنظام السوري وتحدث الخبير الألماني مع أحد هؤلاء وأجري معه حوارا مطولا ضمنه كتابه اللبناني الأصل وهو رئيس اللجنة الأمريكية لتحرير لبنان والمعروفة باسم( USCFL ) وهو رجل البنوك زياد عبد النور والذي تضمنت قائمة السياسيين لديه واللذين يجب التخلص منهم الرئيس رفيق الحريري وإكتشف الكاتب يورجن ما يعرفه بالأساس اللبنانيون والعرب ومنذ أمد وهو أن لعبد النور اتصالات وثيقة مع الإدارة الأمريكية وأجهزتها المختلفة الى الحد انه معروف ومكنى في الأوساط اللبنانية السياسية والمالية بأحمد الجلبي اللبناني بل هو الصديق الصدوق للأمريكي كاره العرب ( Daniel Pipes ) .
الغريب في الأمر وكما يقول الألماني أن الكثير من أجهزة المخابرات في العالم ومنها عربية كانت تعلم ومنذ البداية حقيقة اتجاه سير التحقيقات , ودوافعها واهدافها وهو ما يعني أن بعض الأنظمة العربية كانت تعلن الحقيقة منذ البداية أيضا لكن تلك الأنظمة فهمت علي الفور الرسالة التي أراد الأمريكيون والإسرائيليون إرسالها وخاصة وانهم يستخدمون في مواكبهم نفس أجهزة التشويش التي إستخدمها موكب الحريري والتي يمكن تعطيل عملها في أية لحظة ..!
لم يرغب أبناء الحريري (أولياء الدم) لأسباب عاطفية وغيرها في تصديق عدم تورط سوريا في الأمر وبرغم من المعلومات التي وفرها لهم جهاز مخابرات غربي لدولة كان رجلها الأول صديق وفي لأبيهم الشهيد الحريري بل فضلوا تصديق الرواية الأمريكية الإسرائيلية والسباحة مع التيار بل وتجاهل القاتل الحقيقي وذلك علي أن يتورطوا في خوض غمار وطريق كشف الحقيقة لعلمهم اليقيني بأنهم لن يتمكنوا من الأخذ بثأر أبيهم وسيجر عليهم عداوات دولية قد يخسرون فيها أكثر من المال.
رحم الله الشهيد ورفاقه وحمي لبنان من المؤامرات التي تحاك به ليل نهار وعلي رأسها إستهداف المقاومة اللبنانية