17‏/07‏/2010

نصر اللّه: المؤامرة الجديدة بفبركة أدلة لاتهامنا بقتل الحريري

ألقى سماحة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، كرة الاتهام السياسي للحزب في حضن الفريق الآخر، لبنانياً وخارجياً، رافعاً سقف النقاش عالياً في ملف المحكمة الدوليّة، متناولاً فرع المعلومات والعملاء والحياد
لمناسبة يوم جريح المقاومة، ألقى نصر الله خطاباً ركّز فيه على ملف العملاء، وارتباط سيطرة إسرائيل على شبكة الاتصالات في لبنان بملف التحقيق الدولي، وقال إنّ ملف العملاء من أهمّ الاستحقاقات التي يواجهها لبنان والمقاومة، لافتاً إلى أنّ الجواسيس والعملاء هم أهم ركيزة في عمل العدو. وقال: «صحيح أنّ هناك وسائل وأساليب مختلفة لجمع المعلومات، من أهمها الوسائل الفنية المتطورة جداً، والمتاحة بكثرة أمام العدو، وهو في هذا المجال لديه تصنيع متقدم جداً، وكل ما عند الأميركي عنده، لكن مهما ترقّت وسائل الجمع الفني للمعلومات وتطوّرت فلا يمكنها أن تستغني عن العنصر البشري، لأنّ هناك مساحات ونوع معلومات لا يستطيع الجمع الفني معالجته، وهم يحتاجون إلى عنصر بشري».
وأوضح أنه «قبل الحرب، هؤلاء الجواسيس الذين يجري اعتقالهم، وخصوصاً الذين كانوا جواسيس قبل الحرب، هؤلاء قدموا معلومات مهمّة إلى العدو الإسرائيلي، وبناءً على هذه المعلومات قصفت أبنية وبيوت ومصانع ومراكز ومؤسسات وأماكن مختلفة، وقضى الكثير من الشهداء، وأصيب الكثير من الجرحى، هؤلاء الجواسيس هم شركاء في القتل».
وأضاف نصر الله: «في أيام الحرب من بقي منهم موجوداً قدّم خدمات مباشرة إلى العدو، وعلى ضوء الخدمات قصفت أماكن لم يكن مقرّراً أن تُقصف، ولم تكن في بنك أهداف العدو قبل الحرب، وهؤلاء جريمتهم أشدّ وآكد؛ لأنه إذا كان هذا العميل قبل الحرب يمكن أن يقول أنا أعطيه معلومات وأقبض المال، وليس معلوماً إن كانت ستقع حرب، فإنّه في قلب الحرب كان يشاهد الطائرات تقصف مباني وقرى ومدناً وهو يزود العدو بمعطيات وإحداثيات، وبعد الحرب، لأنه خلال الحرب استُنفد بنك الأهداف عند العدو، وهناك أهداف ضربت أكثر من مرة بعدما انتهت أهداف العدو، وهناك مبانٍ وبيوت دمرت، لا لسبب إلا لأنه يجب أن يقصف الإسرائيلي هدفاً».
ولفت إلى أنّ دور العملاء لم يكن محصوراً في جمع المعلومات، بل إنّ منهم من كان مطلوباً منهم إشعال «الفتنة، أي إيجاد توتّر. بعض العملاء اعترفوا بأنه كان مطلوباً منهم، وخصوصاً في بلدات الجنوب، أن يفتعلوا مشاكل بين أمل وحزب الله، وأن يطلق الناس النار بعضهم على بعض، وفي الحقيقة هذه المشاكل ولله الحمد منذ زمن انتهت».
وأضاف أن «الإسرائيليّين الذين يقفون عاجزين أمام إرادة المقاومة في لبنان، وصلابة المقاومة في لبنان، وعنفوان المقاومة في لبنان، وجهوزية المقاومة في لبنان، يراهنون على مشروع إسرائيلي آخر اسمه المحكمة الدولية، التي يعدّون لها في الأشهر القليلة المقبلة. ويقول رئيس أركان جيش العدو، غابي أشكينازي إن علينا أن ننتظر أيلول، حيث سيشهد لبنان توترات. رهانهم هو على هذه التوترات».
وأشار نصر الله إلى أن «هؤلاء العملاء كانوا يؤدّون هذه الأدوار، وخلال السنوات الماضية تكاثر هؤلاء العملاء في لبنان بقوّة. أنا لا أريد الآن أن أحمّل المسؤولية لمرحلة من عام 2005 وما تلاها، أو من الـ2005 وإلى الخلف، لأنه يظهر عملاء كانوا يعملون مع العدو منذ عام 96 و97 و98، لكن لا شك في أن السنوات الخمس الأخيرة، وتحديداً منذ عام 2004 وما تلاها، الموضوع تفاقم فيها تفاقماً غير منطقي، وغير معقول، ولهذا أسباب، وعندما نتحدث عن الأسباب فهدفنا العلاج لا تعبئة الوقت، ومن بينها أن العملاء والجواسيس في لبنان يشعرون بالأمان، ويشعرون بأنهم ليسوا ملاحقين ولا متابعين، وخصوصاً في السنوات الأخيرة. كيف يبقى الشخص عميلاً 16 سنة و15 سنة و20 سنة ولا يُكتشف؟ ثم هناك التهاون القضائي والأحكام التي كانت تصدر، وإذا أصبح فرد ما عميلاً لإسرائيل وقدّم إليها معلومات، وحصد مئة ألف دولار أو 200000 دولار، وفتح شركة وبنى «فيلات» في لبنان والنمسا وبلجيكا، وصيّف في تايلند وتركيا وإلى آخره، وفي النهاية إذا كُشف يسجن عاماً أو عامين؟
ليُجبنا الحريري وبارود: هل كان فرع المعلومات يعرف عن العميل ش. ق. ومنذ متى؟

أضاف: ثم هناك البيئة الحاضنة، التي لا ترى عيباً في أن يكون ابنها أو زوجها أو الأستاذ في الجامعة، أو الجندي أو الشرطي أو رئيس البلدية أو الإعلامي أو المثقف على علاقة مع إسرائيل، أو عميلاً لإسرائيل، وصولاً إلى مرحلة باتت فيها العمالة وجهة نظر، العمالة خيار في الصراع المحلي والإقليمي، وبالتالي، كما أنتم لكم علاقة مع سوريا، هناك أشخاص لديهم علاقة مع إسرائيل».
وكرّر نصر الله المطالبة «بتنفيذ أحكام الإعدام التي صدرت بدون أيّ تباطؤ، وبدون أيّ أعذار، لأنّ العملاء لا ينتمون إلى دين أو إلى طائفة، ولا حتى إلى عائلاتهم». وبخصوص الملاحقات الأمنية قال: «أتمنى أن لا يعمل أحد على قاعدة «ستّة وستّة مكرّر»، أي إنه الآن اعتقلنا عميلاً شيعياً فإن كان هناك عميل شيعي آخر نتركه، ولنبحث عن عميل سنّي، وعميل ماروني، وعميل درزي، حتى نصنع توازناً طائفياً في الاعتقالات. هذا يمكن أن يكون شيء منه موجوداً. مطالبتنا بأن لا تُخضعوا توقيف العملاء ولا محاكمة العملاء ولا إصدار الأحكام على العملاء، ولا تنفيذ أحكام القضاء بالعملاء، للتوازنات والتركيبات الطائفية والمذهبية وحكاية «ستة وستة مكرر»، ولا غطاء على أحد في مسألة العمالة».
وفي موضوع الاتصالات، قال نصر الله إنّ العملاء الذين اكتشفوا حتى الآن في شركة ألفا، بات واضحاً بطريقة لا تقبل الشك عند كل اللبنانيين، وعند المسؤولين أنّ هناك سيطرة إسرائيلية كاملة على كل شيء اسمه اتصالات في البلد، اتصالات الخلوي، والشبكات المدنية، فضلاً عن كل شيء اسمه لاسلكي، فهذا منذ زمن وإسرائيل مسيطرة عليه من خلال التنصّت، والإنترنت. الآن يجب على اللبنانيين أن يعرفوا وينتبهوا ويحتاطوا، سواء في الشؤون الشخصية أو الشؤون العامة، والعدو بناءً على ما يسمع أيضاً يحدد ويحصل على الكثير من المعلومات والمعطيات».
أضاف: «الشيء الآخر الذي ظهر، وهو أكيد وقطعي، أنّ هذه السيطرة الإسرائيلية على عالم الاتصالات في لبنان ليست جديدة، أي ليس عمرها سنة وسنتين وثلاث سنوات، هذه قديمة. وهؤلاء العملاء الذين اكتُشفوا الآن، يقدّمون كل هذه المعطيات إلى العدو الإسرائيلي منذ الـ96 والـ97 والـ98، ما يعني أنّ الإسرائيلي عندما ذهب إلى الحرب عام 2006 وهو كان يعدّ لها، كان يرى أنّ كل شيء اسمه اتصالات هو تحت سيطرته».
ورأى أنه «خلال الحروب بيننا وبين العدو لم يقصف شبكات الخلوي، لأنها كانت توفّر له معلومات ومعطيات، وتحدّد أماكن وأشخاصاً ومراكز لا يستطيع الاستغناء عنها. والخطأ الذي ارتكبه العدو قبل حرب تموز هو التقليل من شأن شبكة الاتصالات السلكية التابعة للمقاومة، وأنها بهذا المستوى، بهذه السعة، بهذه الأهمية لدى المقاومة. وطبعاً كانت معلوماته ناقصة، وأعود وأقول معلوماته ناقصة نتيجة أن جسم المقاومة منزّه عن الاختراق الإسرائيلي. من المحيط لم يستطع أن يجمع معلومات كافية في موضوع شبكة السلكي، لذلك كانت الشبكة من أهم المفاجآت في حرب تموز، من أهم المفاجآت التي يتحدث عنها «فينوغراد»، هو لا يتحدث عن الاتصالات كعنوان منفصل، بل عن السيطرة والقيادة، أي كيف استطاعت المقاومة الإسلامية أن تحتفظ بهذه القدرة على السيطرة، هذه السيطرة على نقاطها ومجاهديها على مرابض صواريخها ومدافعها في كل الأماكن، كيف تمكنت من ذلك؟ فهم لا يستخدمون الهواتف الخلوية ولا المدنية السلكية التابعة للدولة، لا يستخدمون اللاسلكي، إذاً كيف يقومون بعملية التواصل، وحتى عندما حصل خلال الحرب اتفاق على وقف لإطلاق النار لمدة 48 ساعة فوجئ العالم كله، وخصوصاً من يتعاطى بالشأن العسكري بقدرة المقاومة على وقف إطلاق النار خلال 48 ساعة، والمفاجأة في أنه كيف استطاعت المقاومة أن توقف إطلاق النار خلال 48 ساعة في الوقت الذي كان فيه مجاهدوها ومقاتلوها موجودين في التلال والوديان، عندما انتهت الحرب تموز. بطبيعة الحال، فإن إسرائيل بدأت الإعداد للحرب المقبلة التي لا نعلم متى، وإن شاء الله لا تحصل، من خلال العمل على إفقاد المقاومة عناصر القوة، من قتل قياداتها وكوادرها، وكشف مراكزها ومخازنها ومفاصلها وخططها وتشكيلاتها... ومن ضمن هذه الأهداف ضرب الاتصالات السلكية».
يراهنون على المحكمة ويستندون إلى تقارير عن الاتصالات التي تسيطر إسرائيل عليها

وتابع: «ولأن الحكم استمرار، كما يقولون، أنا أقول إن قرار الحكومة الذي صدر في الخامس من أيار (2008) لم يكن موضوعاً بريئاً ولا تقنياً ولا محلياً، لأن هذه الشبكة لا تمثّل تهديداً للأمن الداخلي ولم تأخذ من طريق الخزينة مبالغ. وأنا أعود إلى هذا الأمر الآن وبعد ما حصل في شركة ألفا وملف الاتصالات، وأحب أن أطلب من الحكومة أن تجري تحقيقاً. وأنا أقول للزعماء السياسيين الذين قال بعضهم لاحقاً نحن حرّضنا على هذا الموضوع لأنه قيل إن هذه الشبكة تأخذ من طريق خزينة الدولة أقول لهؤلاء: من قال لكم ذلك كان يخدعكم، لذلك فإن على الحكومة والزعماء السياسيين أن يبحثوا عن رأس الخيط، وهو عند إسرائيل، وكما تبحثون عن الجواسيس الصغار، انبشوا الجواسيس الكبار حتى نعرف من كان متورطاً مع العدو مباشرة وورّط آخرين معه من زعماء أو حكومة أو وزراء، أنا لا أتهم هؤلاء، أنا اقول لهم ابحثوا خلف الستار، على رأس الخيط الإسرائيلي، هناك أشخاص ورطوا الحكومة وورطوا الزعماء السياسيين، أنا لا أتهم الزعماء السياسيين، أنا أقول للزعماء السياسيين ابحثوا عمن ورّطكم ومن هم وراءهم وانظروا إلى رأس الخيط، المشغّل الإسرائيلي في موضوع استهداف شبكة السلكي التابعة للمقاومة».
وفي السياق نفسه، تساءل نصر الله: لماذا حظي اعتقال العميل (ش. ق.) بهذا المستوى من الاهتمام والضجيج؟ وللأسف، تصدّت قوى سياسية بعناوين واضحة وبرموزها للدفاع وللتقليل من شأن هذا الأمر. ومن ثم، بدأت حملة تشويه وهجوم غير مفهوم على الجيش اللبناني وعلى استخبارات الجيش. حملة للتقليل من شأن هذا العميل وأهمية ما قام به. بعض أصدقائنا في المعارضة قدموا تحليلات أو معلومات أو فرضيات، فطلب منهم الآخرون انتظار التحقيق. لكن هم أيضاً لم ينتظروا التحقيق، وذهبوا للتقليل من أهمية ما قام به هذا العميل ومن خطورته، لماذا؟ ما هو السبب؟ ولماذا قامت قيامة هؤلاء على التسريبات؟ ليس لأنهم يميزون بين الجيش وقوى الأمن، بل لأن هذا العميل «حكاية تانية». والحكاية أن كل شيء له علاقة بالاتصالات يوصل إلى المحكمة الدولية وإلى التحقيق الدولي الذي يقوم به مكتب المدعي العام دانيال بلمار، علماً بأنه ليس الآن هو وقت مناقشة ملف التحقيق الدولي والمحكمة والدولية، والوقت آت وليس بعد مدة طويلة».
وتابع: «نحن في الحقيقة سمعنا كلاماً كثيراً في البلد من مسؤولين سياسيين ومسؤولين أمنيين أن هناك قراراً ظنياً سيصدر بحق أفراد من حزب الله في أيلول وتشرين الأول أو تشرين الثاني. أي إنهم يعرفون القرار الظني ويعرفون الأسماء ويعرفون الموعد، علماً بأن التحقيق معنا بدأ الآن، وكل الإخوة الذين ذهبوا إلى التحقيق استمع إليهم كشهود ولم يحقق مع أحد منهم كمتهم، لكن يبدو أن القرار مأخوذ مسبقاً وهم يبشّرون به، إلى أن خرج أشكينازي وتحدث عن القرار الظني الذي سيصدر في أيلول ويؤدي إلى توترات في البلد. طبعاً كل هذه المعطيات، مع تجربتنا في التحقيق التي خضناها في هذين الشهرين، مع مجموعة معطيات تتوافر محلياً وإقليمياً ودولياً، تكوّن لدينا ملفاً نعكف الآن على دراسته. وأعتقد أننا في وقت قريب سنتخذ موقفاً معيناً أو محدداً يعلن في حينه. وأنا سأعلنه في حينه، لكن ما له صلة بموضوع ألفا وعملاء الاتصالات، فإن الأمر مختلف فيه؛ لأن هناك قوى سياسية لبنانية وقوى إقليمية، في مقدمها إسرائيل، وقوى دولية راهنت في السابق على الفتنة الداخلية فلم تصل إلى مبتغاها، وراهنت على حرب تموز ففشلت، وراهنت على الحرب الأهلية وكانوا يُعدّون لها وفشلوا، والآن عاد بعضهم للمراهنة على حرب جديدة، لكن الشيء الموجود بين أيدي هؤلاء ويراهنون عليه، وهو الشيء المفبرك والمصنّع، هو موضوع القرار الظني، لذلك هم جالسون ينتظرون ويتوعدون وهم من زمن منتظرون، منذ عام 2008 ينتظرون، وفي عام 2009 قيل لهم في عام 2010، وهم أيضاً منتظرون. حسناً، كيف يكون القرار الظني مكتوباً وسيصدر، وهم في الوقت نفسه يطلبون شباباً منا للتحقيق بصفة شهود؟».
إسرائيل كانت خلف قرار 5 أيار بشأن شبكة الاتصالات السلكية وأطالب بتحقيق رسمي

وأضاف: «الموضوع هو ملف تحقيق، فعلى ماذا يعتمد لتوجيه اتهام إلى أفراد في حزب الله؟ إما على شهود وإما على موضوع الاتصالات. طبعاً في موضوع الشهود هناك تجربة شهود زور، وهم يعرفون أن موضوع شهود الزور لا يصمد في التحقيق ولا في المحكمة. إذاً هم ذاهبون باتجاه موضوع الاتصالات وفرضيات لها علاقات بتحليل الاتصالات وتزامنات معينة بين الخطوط وما شاكل حتى يركّبوا من خلالها اتهاماً أو قراراً اتهامياً أو قراراً ظنياً. وبالتالي فإن عالم الاتصالات هو عالم مقدس بالنسبة إلى كل المراهنين على المحكمة الدولية. «أوعا حدا يقرب على شي اسمه اتصالات» لأننا إذا قرّبنا على موضوع الاتصالات فقد ظهر أن هناك عملاء في شركات الاتصالات، ظهر أن هناك أشخاصاً لديهم الإمكان لأن يتلاعبوا بالخطوط والداتا، فماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن الحجر الزاوية في القرار الظني الذي هم يعملون عليه، القرار الظني الذي هو الحجر الزاوية في المؤامرة الجديدة ليس على حزب الله، بل على البلد والمنطقة طار، أصبح موضوع شك، لأن السؤال عندها يصبح: إلى أي اتصالات ستستندون؟ اتصالات أية شركات؟ فإسرائيل تسيطر على كل شيء، وتلعب بكل شيء، لذلك كان ممنوعاً أن يمد أحد يده على موضوع شركة الاتصالات. ولذلك أيضاً، فإن جريمة استخبارات الجيش أنها اعتقلت عميلاً في شركة الاتصالات، لكن لو اكتشف عملاء رؤساء بلديات ووزراء ونواب واعتقلتهم استخبارات الجيش فلن تقوم ضجة كما قامت على عميل الاتصالات، لماذا؟ لأن أولئك لا يمسّون بالمؤامرة الكبيرة التي يجري الإعداد لها، بل هذا يمس بالمؤامرة الكبيرة التي يجري الإعداد لها».
وختم نصر الله حديثه عن الموضوع بمفاجأة، إذ قال: «أريد أن أطرح سؤالاً رسمياً على رئيس الحكومة أو على وزير الداخلية باعتباره المسؤول عن قوى الأمن الداخلي. وأنا متأكد أن وزير الداخلية ليس لديه علم، لكن ليسأل هو قوى الأمن الآتي: هل كان لدى فرع المعلومات، معلومات عن عمالة «ش. ق.» قبل أن تعتقله استخبارات الجيش، أو لم تكن لديه معلومات؟».
وأضاف: «هذا سؤال كبير، ولا يستهيننّ به أحد، وهذا سيُبنى عليه كلام للمستقبل. وأنا أكرر: هل كان لدى فرع المعلومات أي معطيات عن عمالة هذا الشخص في ألفا أو لم يكن لديه معلومات؟ وإذا كان فرع المعلومات لديه معلومات، فمنذ متى؟ وما هي طبيعتها؟ ولماذا لم يقم بأي إجراء؟ لا أريد أن أجيب. أنا لديّ إجابات، لكني لا أريد أن أجيب. أنا أتمنى على وزير الداخلية الذي نحترم مهنيته وحضوره وإحساسه الكبير بالمسؤولية أن يسأل هذا السؤال، وأنا أطلب من رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري الذي هو وليّ الدم، وهو المعني الأول بالعدالة والحقيقة أيضاً أن يسأل فرع المعلومات السؤال نفسه، وللبحث صلة. ولاحقاً على ضوء الإجابة هذا يحتاج إلى إجابة وتعقيب، لكن هذا سؤال كبير».

سؤال جوابه: نعم

مساء أمس، لم يُجب أحد ـــــ رسمياً ـــــ عن سؤال الأمين العام لحزب الله، عمّا إذا كان فرع المعلومات يملك معلومات عن علاقة شربل ق. بالاستخبارات الإسرائيلية، قبل أن توقفه مديرية استخبارات الجيش. في قوى الأمن الداخلي، رفضت المصادر المعنية التعليق على السؤال، فيما أشارت مصادر في وزارة الداخلية إلى أن الوزير زياد بارود لن يسمح بأن يصدر أيّ تعليق على كلام السيد نصر الله عبر وسائل الإعلام، وأنّ الجواب يقدم حصراً من خلال الأطر الرسمية عندما يطرح نواب كتلة الوفاء للمقاومة سؤالاً على الحكومة.
لكن الجواب الأوّلي غير الرسمي جاء من محيط رئيس الحكومة، على لسان مقرّب قال إن استخبارات الجيش «سبقت فرع المعلومات، الذي كان يسعى إلى توقيف شربل»، ليضيف: «كان فرع المعلومات قد حدد قبل فترة رقم هاتف خلوي مشبوهاً (أجنبياً). ليعود ويلتقط إشارة تقنية عبر رقم آخر، وذلك قبل فترة من توقيف شربل، لكن من دون التمكن من تحديد مستخدم هذا الرقم، الذي لم يكن مسجّلاً باسم شخص معين. وقد وضع فرع المعلومات هذا الرقم تحت المراقبة التقنية إلى حين توقيف موظف الاتصالات». ويؤكد المصدر أن فرع المعلومات «فوجئ بهوية الموقوف، لكونه لم يكن قد تمكن من تحديد هويته ولا وظيفته، بل إنه كان يتعامل معه أسوة بتعامله مع معظم ملفات المشبوهين الآخرين».
وفي ما يخص خطاب نصر الله ككل، التزم معظم مسؤولي تيار المستقبل ونوابه الصمت، وامتنعوا عن التعليق على خطاب الأمين العام لحزب الله، باستثناء النائب السابق مصطفى علوش، الذي وصف الخطاب بـ«الأخطر بين خطابات نصر الله الأخيرة، لكونه يضع البلد من جديد على حافة الانقسام على كل المستويات». وقال علوش إن نصر الله «يتهم أكثر من نصف اللبنانيين بأنهم عملاء لإسرائيل، من خلال حديثه عن البيئة الحاضنة للعملاء». أضاف علوش إن نصر الله يتهم كل من يدعم المحكمة الدولية بالتعامل مع إسرائيل.

16‏/07‏/2010

تصاعد التوتر الإعلامي بين مصر وسورية .. وتهديدات بفتح ملفات الرؤساء

هددت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام بفتح ملفات حكم الرئيس المصري حسني مبارك كرد على ما وصفته بـ"التهجم على سورية".

وكشفت الصحيفة ان السفير المصري في دمشق احتج على مقال نشر فيها وانتقد "الحصار المصري على قطاع غزة".

وشنت صحيفة "الوطن" السورية الخميس هجوماً عنيفاً على النظام المصري والحكومة المصرية والإعلام المصري على خلفية ملف لصحيفة "المصري اليوم" قالت "الوطن" انه يتعرض لمكانة الرئيس السوري بشار الأسد وللشعب السوري وتاريخه ورموزه.

وفيما وصفت 'الوطن' الشعب المصري بأنه عظيم وله مكانته واحترامه عند كل السوريين، ذهبت إلى حد القول "ان القافلة السورية تسير وستبقى الكلاب تنبح بغض النظر عن جنسياتها وتمويلها وولائها، ولا بد أن تجد في بعض الصحف الموجهة منابر لها لنشر سمومها".

وكشفت الصحيفة السورية في افتتاحيتها أمس الخميس التي كتبها وضاح عبد ربه وجاءت بعنوان مصري اللهجة حمل اسم 'حتوتة الإعلام المستقل' عن لقاء السفير المصري بدمشق وزير الإعلام السوري محسن بلال للاحتجاج على مادة نشرت في صفحة الرأي بـ'الوطن' تطرق كاتبها إلى الرئيس حسني مبارك ودوره في حصار غزة وقتل مئات من الأطفال والنساء وكبار السن.

وانتقدت عدم قيام السفير المصري بالرد على الصحيفة بالشكل القانوني.

وأشارت 'الوطن' السورية إلى ملف أصدرته صحيفة 'المصري اليوم' يتعرض لمكانة الرئيس السوري بشار الأسد وللشعب السوري وتاريخه ورموزه، متمنية ألا يكون سفير دمشق لدى القاهرة قد اتصل بوزير الإعلام المصري للاحتجاج كما يفعل نظيره في دمشق، بل اكتفى بالضحك لأن ما نشر في هذا الملف يثير فعلاً الضحك، حسب تعبير 'الوطن' السورية.

وتابعت بأن الصحيفة المصرية اعتمدت فيما أعدته على كلام لمعارضين للنظام في سورية.

وكانت 'المصري اليوم' عقدت لقاء مع عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري الأسبق والذي انشق ويقيم حالياً في فرنسا.

وشددت 'الوطن' على أنه لا يوجد في مصر ما يسمى 'صحافة مستقلة بل صحافة موجهة وممولة تعمل لخدمة النظام المصري وأهدافه، وأن 'المصري اليوم' التي نشرت الملف المذكور عن سورية هي نموذج فاضح لهذه الصحافة الممولة من قبل الأجهزة المصرية وتدعي الاستقلالية'.

وسخرت 'الوطن' ممن وصفتهم بـ'الأشقاء' في الحكومة المصرية بأن رسالتهم عن (الدماء والطغيان) مضحكة وأنها نشطت الذاكرة السورية تجاه دماء غزة والقمع الرسمي المصري بحق 80 مليون مواطن، وتحدثت 'الوطن' عن السجون والاعتقالات والانتهاكات التي تمارسها الاستخبارات المصرية بحق المصريين.

يشار إلى أنه لا توزع أي من الصحف السورية اليومية الخاصة أو الرسمية في الأراضي المصرية وذات الشيء ينطبق على الصحف السياسية المصرية التي لا توزع في الأراضي السورية.

ونبهت 'الوطن' السورية ما سمته 'مصر الرسمية' إلى أن لعبة الإعلام المستقل والإعلام الرسمي التي تحاول ممارستها لا تنفع، وزادت بأن السوريين يعرفون حق المعرفة كيف يدار الإعلام في مصر وطالبت سفير مصر في سورية بألا يتصل بعد نشر هذه المقالة بالدكتور محسن بلال للاحتجاج لأننا في سورية مستقلون بكل المقاييس حسب قول الصحيفة.

وأشارت إلى أن السوريين احترموا الهدنة الإعلامية التي سادت بعد قمة سرت العربية، 'لكن إذا كان لا بد من استئناف التراشق الإعلامي فليتأكد المسؤولون في مصر بأننا على أهبة الاستعداد - لا بل متعطشون - للرد على السموم التي تنشرها الصحافة المصرية، ولدينا ما يكفي من ملفات لفتحها، وخاصة ملف حكم الرئيس حسني مبارك للأعوام الـ29 الأخيرة، مؤكدة أن الرئيس بشار الأسد يحظى بتأييد 20 مليون سوري في الداخل وذات العدد في الخارج'.

وختمت الصحيفة السورية بالقول: 'مبارك لسورية رئيسها ومبارك للشعب المصري وجود زعيم عربي اسمه بشار الأسد قادر على الدفاع عن حقوق كل العرب أينما كانوا'.

المصدر: صحيفة "القدس العربي"

14‏/07‏/2010

أزمة صحية خطيرة تستدعي نقل مبارك لألمانيا وألغت لقائه مع نتن ياهو وعباس .. ولا إعلان رسمي بحالة مبارك

الريس فين؟ سؤال يتردد في الشارع المصري بعد الأنباء عن الأزمة الصحية الخطيرة التي تعرض لها مبارك واستدعت نقله لألمانيا ويط حالة من الصمت الرسمي الذي لم يستطع تبرير تأجيل مواعيد كانت مقررة إلى أجل غير مسمى، فقد تأجل اجتماع الطاغية مبارك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للمرة الثانية إلى يوم الأحد المقبل في القاهرة، كما نقلت مصادر إسرائيلية.

وكان نتانياهو أعلن انه سيجتمع مع مبارك في القاهرة اليوم لبحث جهود استئناف مفاوضات السلام المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين وتم تعديل جلسة المحادثات لتعقد الأربعاء ونقل مكان الاجتماع إلى شرم الشيخ بسبب ما قالت إسرائيل انه تغيير جدول مواعيد الرئيس مبارك.

وأشار مصدر إسرائيلي إلى ما أسماه أسبابا تتعلق بالمواعيد في التأخير الجديد للاجتماع إلى 18 الجاري دون أن يخوض في التفاصيل.

وأكّد مصدر رسمي مصري أنّ زيارتَي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى مصر تأجلتا إلى موعدٍ لاحقٍ لم يتم تحديده بعد.

وقال المركز الصحفي التابع لوزارة الإعلام المصرية: إنه “تَمّ تأجيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى موعد لاحق”، كما أكّد مصدر مقرب من الرئاسة المصرية أنّ الزيارة تأجلت إلى الأحد المقبل دون توضيح الأسباب، إلا أن بعض المصادر في القاهرة تحدثت عن أن السبب يرجع إلى سفر الرئيس المصري حسني مبارك لتلقي العلاج مجددًا في ألمانيا.

وكانت زيارة نتنياهو إلى القاهرة مقررة اليوم الثلاثاء غير أنه أعلن الاثنين عن إرجائها إلى الأربعاء.

كما قال المصدر المقرب من الرئاسة الذي رفض الكشف عن هويته: إن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة أرجئت كذلك، موضحًا أنّ عباس، الذي كان مقررًا أن يصل مساء الأربعاء للعاصمة المصرية ليلتقي الرئيس المصري حسني مبارك الخميس، سيبدأ زيارته إلى مصر السبت.

وأضاف المصدر أنّ مبارك سيلتقي عباس الأحد صباحًا ثم يجتمع بعد ذلك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، موضحًا أن مبارك سيجتمع مع كل منهما على حدة.

وفي وقت سابق اليوم قالت صحيفة السفير اللبنانية: إنّ الرئيس المصري حسني مبارك سيتوجه إلى ألمانيا، في رحلة علاجية جديدة بمدينة ميونيخ تستمر عشرة أيام.

وأضافت أن هذه الزيارة تأتي بعد مرور أربعة أشهر على خضوع مبارك لعملية جراحية في مستشفى ألماني، قيل إنها لاستئصال المرارة، وتسببت بغيابه عن مصر لمدة ثلاثة أسابيع، وأثيرت خلالها تكهنات حول خطورة وضعه الصحي، وتأثير ذلك على مستقبل الحكم في مصر.
وبحسب الصحيفة، فإنّه بالنظر إلى عدم الإعلان عن إجراء هذه العملية، صاحبت غياب مبارك (83 عامًا)، شائعات عن تدهور وضعه الصحي، حتى بعد عودته إلى مصر في السابع من مارس الماضي

13‏/07‏/2010

هذا المقال الذي كتبه الأديب الراحل رحمة الله عليه أسامه أنور عكاشة

هذا المقال الذي كتبة الأديب أسامة أنور عكاشة

استناداً الى مصادر ومراجع معتبرة في التاريخ والسير

وأدى الى اهتزاز المجتمع المصري لدرجة اصدر فيها الأزهر بيان

بتكفير الكاتب الذي رد عليهم باهمية التحاور وقبول الآراء والرجوع للدلائل

لكن الأزهر اصدر خطاب بحرمة زوجته علية أي باعتبار زوجته طالق منه

في محاولة للضغط عليه للعدول عن رأية والأعتذار لكنه أصر وقدم دلائل في منهجه

عموما مواضيع كهذه قد تثير حساسية لدى البعض

لكن من الجيد أن نطلع عليها بموضوعية وكتب التأريخ

أمامنا لو أحببنا النظر بانصاف والتأكد مما قاله الكاتب

واليكم نص مقالة بالحرف




المقال الذي سبب أزمــــه في مصر للمؤلف المعروف أسامة أنور عكاشة


هؤلاء هم الرجال الذين اسسوا الدولة الاسلامية , فلا غرابة ان نرى الدماء تلون كل اوراق تاريخنا ... لنرى مع بعض من انجبن البغايا؟ !
الكاتب المصرى أسامة أنور عكاشة
اشتهر الزنا عند العرب في الجاهلية والاسلام على حد سواء , يروى ان قبيلة لما ارادت الاسلام سالوا الرسول الاعظم(ص) ان يحل لهم الزنا لانهم يعيشون على ماتكسبه نسائهم .
انه ليس من الصدفة ان يبدا الصراع في الجاهلية بين اولوا الشرف من العرب كبني هاشم ومخزوم وزهرة وغيرهم وبين من اشتهر بالعهر والزنا مثل بني عبد شمس وسلول وهذيل والذي امتد هذا الصراع الى مابعد دخول كل العرب الاسلام .
ولم تكن من قبيل الصدفة ان اغلب من التحق بالركب الاموي كانوا ممن لهم سوابق بالزنا والبغاء, فهذه المهن تورث الكراهية والحقد لكل من يتحلى بالعفة والطهارة,اضافة الى انها لاتبقي للحياء سبيل وهي تذهب العفة وتفتح طريق الغدر والاثم.. لنرى بعض ماانجب البغاء :

- 1حمامة ام ابي سفيان وهي زوجة حرب ابن امية بن عبد شمس وهي جدة معاوية , كانت بغيا صاحبة راية في الجاهلية .
- 2الزرقاء بنت وهب , وهي من البغايا وذوات الاعلام ايام الجاهلية وتلقب بالزرقاء لشدة سوادها المائل للزرقة وكانت اقل البغايا اجرة , ويعرف بنوها بنو الزرقاء وهي زوجة ابي العاص بن امية , ام الحكم بن ابي العاص(طرده الرسول من المدينة) , جدة مروان بن الحكم , يقال ان الامام الحسين(ر) رد على رسول مروان بن الحكم قائلا " يابن الزرقاء الداعية الى نفسها بسوق عكاظ " .

- 3امنة بنت علقمة بن صفوان ام مروان بن الحكم جدة عبد الملك بن مروان وكانت تمارس البغاء سرا مع ابي سفيان بن الحارث بن كلدة. وهذا مروان هو الذي اتوا به بعد ولادته الى رسول الله(ص) فقال الرسول " ابعدوه عني هذا الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون " وهذا الذي يلعنه الرسول يصبح اميرا للمؤمنين ..!!!!!

- 4النابغة سلمى بنت حرملة وقد اشتهرت بالبغاء العلني ومن ذوات الاعلام وهي ام عمرو بن العاص بن وائل كانت امة لعبد اللة بن جدعان فاعتقها فوقع عليها في يوم واحد ابو لهب بن عبد المطلب وامية بن خلف وهشام بن المغيرة المخزومي وابو سفيان بن حرب والعاص بن وائل السهمي , فولدت عمرو ,فادعاه كلهم لكنها الحقته بالعاص بن وائل لانه كان ينفق عليها كثيرا .


- 5سمية بنت المعطل النوبية وهي من البغايا ذوات الاعلام وكانت امة للحارث بن كلدة وتنسب اولادها ومنهم زياد مرة لزوجها عبيد بن ابي سرح الثقفي فيقال زياد بن عبيد ومرة يقال زياد ابن سمية ومرة زياد ابن ابيه , حتى استلحقه معاوية بان احضر شهود على ان ابو سفيان قد واقع سمية وهي تحت عبيد بن ابي سرح وبعد تسعة اشهر ولدت صبيا اسموه زياد. ولم يستلحقه معاوية حبا وكرامة ولكن لان زياد بن ابيه كان عامل سيدنا علي (ر) على فارس والاهواز فاراد استمالته .

ويستمر البغاء في انتاج رجال الرذيلة ليكونوا سادة العرب .

-6 مرجانة بنت نوف وهي امة لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت كان يصلها سفاحا العديد من الرجال من بينهم زياد ابن ابيه فباعها عبد الرحمن وهي حامل من الزنا , فولدت عبدين هما عباد وعبيد الله ابنا مرجانة لا يعرف لهما اب , فاستدعاهما زياد واستلحقهما به . فكان عباد والي سجستان زمن معاوية و عبيد الله بن زياد واليا على البصرة, حيث يبدو ان امة العرب قد خلت من الاشراف لتنصيبهم في هكذا مناصب, فلم يبق الا اولاد الزنا ولكن الطيور على اشكالها تقع فرجل كمعاوية لا يمكنه استعمال رجل ذو فضيلة. وبعد ان كان عبيد الله ابن زياد واليا على البصرة زمن معاوية ولاه يزيد الكوفة حيث قاتل الامام الحسين (ر)حفيد نبي الامة, حيث خاطبه الامام بالدعي ابن الدعي .

وقيل للحسن البصري : يا ابا سعيد قتل الحسين بن علي, فبكى حتى اختلج جنباه ثم قال ( واذلاه لامة قتل ابن دعيها ابن بنت نبيها )..

- 7قطام بنت شحنة التيمية وقد اشتهرت بالبغاء العلني في الكوفة وكانت لها قوادة عجوز اسمها لبابة هي الواسطة بينها وبين الزبائن, كان اباها شحنة بن عدي واخاها حنظلة بن شحنة من الخوارج وقد قتلا معا في معركة النهروان, فاصبحت والغل ياكل قلبها لهذا طلبت من عبد الرحمن ابن ملجم عندما جاء لخطبتها ان يضمن لها قتل سيدنا علي (ر) ويصدقها بثلاثة الاف درهم وغلام وجارية فلم يشف غليل هذه الزانية مقتل الامام بعدما سمعت بمقتل ابن ملجم ايضا لهذا بعثت الى مصر من وشى على جماعة من العلويين هناك عند الوالى عمرو ابن العاص ابن البغي سلمى بنت حرملة, ومن هؤلاء الجماعة خولة بنت عبد الله وعبد الله وسعيد ابناء عمرو بن ابي رحاب .

- 8نضلة بنت اسماء الكلبية وهي زوجة ربيعة بن عبد شمس وهي ام عتبة وشيبة الذين قتلا يوم بدر.يذكر الاصفهاني في كتابه الاغاني ان امية بن عبد شمس جاء ذات ليلة الى دار اخيه ربيعه فلم يجده فاختلى بزوجة اخيه وواقعها. فحبلت منه بعتبة
.
ويروى ان امية هذا ذهب الى الشام وزنى هناك بامة يهودية فولدت له ولدا اسماه ذكوان ولقبه ابو عمرو وجاء به الى مكة داعيا انه مولى له حتى اذا كبر اعتقه واستلحقه, ثم زوجه امراته الصهباء, قال ابن ابي الحديد ان امية فعل في حياته ما لم يفعله احد من العرب , زوج ابنه ابو عمرو من امراته في حياته فولدت له ابا معيط وهو جد الوليد بن عقبة بن ابي معيط الذي ولاه عثمان الكوفة حيث كان ياخذه النوم بعد ان يقضي ليلته في شرب الخمر ولا يصحو على صلاة الفجر.. هكذا كانوا ولاة امور المسلمين !!!!
يروى ان عقبة بن ابي معيط لما اسره المسلمون يوم بدر امر الرسول (ص)بقتله فقال يا محمد ناشدتك الله والرحم فقال الرسول ما انت وذاك انما انت ابن يهودي من اهل صفوريه .

- 9هند بنت عتبة وقد اشتهرت بالبغاء السري في الجاهلية هي زوجة ابي سفيان , وابنها معاوية يعزى الى ثلاثة نفر غير ابي سفيان, مسافر بن ابي عمرو بن امية , عمارة بن الوليد بن المغيرة , , والصباح مولى مغن لعمارة بن الوليد .
يروى ان سيدنا علي (ر) قال في كتابه الى معاوية ( .. واما قولك نحن بني عبد مناف ليس لبعضنا فضل على بعض ...فكذلك نحن .. لكن ليس المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللصيق..).وهي اشارة واضحة بالصاق اصول معاوية بعبد مناف
.


- 10ميسون بنت بجدل الكلبية هي ام يزيد بن معاوية , كانت تاتي الفاحشة سرا مع عبد لابيها ومنه حملت بيزيد,
ويروى ان معاوية خاصم ميسون فارسلها الى اهلها بمكة وبعد فترة ارجعها الى الشام واذا هي حامل....!!!! قال يزيد للامام الحسن (ر) ( يا حسن اني ابغضك) فقال الامام( ذلك لان الشيطان شارك اباك حينما ساور امك فاختلط المائان).قال محمد الباقر (ر) ( قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا وقاتل الحسين ابن علي ولد زنا ولا يقتل الانبياء والاوصياء الا ابناء البغايا ).


- 11امنة بنت علقمة بن صفوان هي ام مروان بن الحكم كانت تمرس الزنا مع ابي سفيان فولدت مروان
.اخرج ابن عساكر من طريق محمد القرظي قال ( لعن رسول الله الحكم وما ولد الا الصالحين وهم قليل) وقالت السيدة عائشة (ر) لمروان ( لعن الله اباك وانت في صلبه , فانت بعض من لعنة الله ثم قالت والشجرة الملعونة في القران ).

هؤلاء هم الرجال الذين اسسوا الدولة الاسلامية , فلا غرابة ان نرى الدماء تلون كل اوراق تاريخنا !!




المقال كتبه محمد الباز وجاء فيه {هل تعرف أبو هريرة؟؟؟}

هل تعرف أبوهريرة؟

نعم أعرفه.. هل تحبه؟ ومن لا يحبه.. إنه من كبار رواة الحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم.. كما أنه صحابي جليل.. يمكن أن يدور مثل هذا الحوار القصير والسريع بيني وبين أي أخ مسلم عابر.. تلقي إسلامه من الكتب المدرسية ومن مواعظ شيوخ المساجد ومن برامج التليفزيون الدينية الهزيلة... لكن الذين تعرضوا.. أو عرضوا أنفسهم علي الباحثين الجادين في التاريخ الإسلامي يعرفون أن أبوهريرة لم يكن من كبار رواة الحديث.. لكنه كان من كبار واضعيها.. وأنه إذا كان صحابياً نزولاً علي التعريف اللفظي للكلمة بأن الصحابي كل من صحب الرسول أو جلس إليه أو استمع منه، فإنه لم يكن جليلاً.. بل كان رجلاً ذليلاً قبل أن يدخل الإسلام.. وبعد أن دخله

عندما أزحت الستار عن حقيقة الإمام البخاري وما جاء في كتابه الذي يسمي الصحيح بما فيه من أحاديث كاذبة وموضوعة ومنسوبة زوراً وبهتاناً للرسول صلي الله عليه وسلم وجدت صدي هائلاً لدي الكثيرين ممن يشغلهم الأمر، كان من بينهم الكاتب الصديق أيمن عبدالرسول صاحب الكتاب المهم «في نقد الإسلام الوضعي».. « أرسل لي أيمن كتاباً يكاد يكون مجهولاً لا يعرفه الكثيرون عن «شيخ المضيرة» أبي هريرة.. كتبه محمود أبورية.. حاول أن يكشف فيه التاريخ الحقيقي لأبي هريرة، لم يستعن فيه بروايات آخرين.. لكنه أخذ من كلام أبي هريرة نفسه وما قاله في حياته ليقول لنا من هو هذا الرجل الذي ظللنا لقرون طويلة نقدسه ونجله وننظر إليه علي أنه من الحراس الأمناء لأحاديث الرسول .

اننا نقدس الصحابة الكبار ونضعهم في المكانة اللائقة بهم بسبب سبقهم إلي الإسلام وتقديم لتضحيات جليلة من مالهم وحياتهم من أجل رفعة الإسلام.. لكن ماذا سنفعل إذا عرفنا أن أبا هريرة لم يشارك في غزوة أو سرية.. لم يحمل سيفاً كي يحارب به أو يدفع عن الإسلام شراً، رجل قضي كل حياته يخدم من حوله مقابل ملء بطنه.. لم يتعفف ولم يحفظ كرامته.. فكيف لنا الآن نحفظ كرامته ونصر علي أن نقدسه ونمنحه ما ليس من حقه.. هل تريدون أن تعرفوا القصة الكاملة لهذا الرجل الذي فرض علينا وأصبح اسمه مسبوقاً بحكم القضاء والقدر بكلمة سيدنا.. أنا مستعد.. فهل أنتم مستعدون

جاء أبوهريرة إلي النبي بعد فتح خيبر ويقول هو عن ذلك «أتيت رسول الله وهو بخيبر بعدما افتتحها فقلت يا رسول الله أسهم لي ـ أي أشركني في الغنائم ـ والسؤال لماذا تأخر قدوم أبي هريرة إلي الرسول عشرين سنة كاملة من بدء البعثة إلي موقعة خيبر التي كانت سنة 7 من الهجرة علي أن بلاده كانت قريبة من الحجاز وقد سمع بالرسول وما جاء به؟.. لقد كان أبوهريرة فقيراً معدماً يخدم الناس بطعام بطنه وكان يجب عندما ينتهي إلي سمعه أن نبياً ظهر بمكة بدين يدعو إلي مساعدة البائسين وسد عوز المحتاجين فإنه يسعي إليه ليكون إلي جواره.. لكنه لم يفعل لأنه سمع إلي جوار ذلك أن الناس يحاربون هذا النبي وأصحابه وأن النضال المسلح متصل بينهم وبينه لا ينقطع.. وهو بطبعه الانتهازي يريد الأمر سهلاً لأنه ليس من أبطال الحروب ولا عهد له بميادين القتال ولم يخلق إلا ليخدم ويطعم من أجر خدمته للآخرين

انتظر أبوهريرة وصبر علي مضض وظل يرتقب حتي سكنت الحرب بين النبي وخصومه، ورأي أن الغلبة أصبحت للرسول مثل الذين كانوا يقولون «دعوه وقومه فإن غلبهم دخلنا دينه وإن غلبوه كفونا شره».. وعندما تحقق للرسول ذلك ركب رجليه وأخذ طريقه إليه ليخدم علي ملء بطنه ويملأ يده من مغانمه ويسكن المأوي الذي أعده للفقراء من اتباعه وكان ذلك في شهر صفر سنة 7 هجرية وكان له ما أراد عندما اتصل بالرسول فقد حقق له كل ما يبتغيه فاطعمه النبي ومن معه بالعطاء من غنائم خيبر وهو لم يشهدها واسكنه المأوي الذي أعده للفقراء وهو الصُفة

لم يكن لأبي هريرة اسم معروف لا في الجاهلية ولا في الإسلام، فلا يعرف علي التحقيق اسمه الذي سماه به أهله ليدعي بين الناس به يقول عنه ابن عبدالبر في كتابه الاستيعاب «واختلفوا في اسم أبي هريرة واسم أبيه اختلافاً كبيراً لا يحاط به ولا يضبط في الجاهلية والإسلام ومثل هذا الاختلاف والاضطراب لا يصح معه شيء يعتمد عليه وقد غلبت عليه كنيته»، وقد بين هو سببها فقال: كنت أرعي غنم أهلي وكانت لي هرة صغيرة فكنت أضعها بالليل في شجرة وإذا كان النهار ذهبت بها فكنوني أبا هريرة ولا ضرر من تصديق ما قاله ويبدو أن هذه الهرة ظلت تلازمه وهو بالمدينة فقد رآه النبي وهو يحملها في كمه

ولما اتصل أبوهريرة بمعاوية وأصبح من دعاته وأقبل علي أطعمته الفاخرة يلتهمها وبخاصة المضيرة التي كانت من أطايب أطعمة العرب الثلاثة المشهورة والتي كان أبوهريرة نهماً فيها فأطلقوا عليه اسم شيخ المضيرة واشتهر بذلك في جميع الأزمان حتي جعلها العلماء والأدباء مما يتندرون به عليه في أحاديثهم الخاصة وكتبهم العامة علي مدي التاريخ

لم يعرف عن حياة أبي هريرة شيء له قيمة.. وكان ما عرف عن أصله أنه من عشيرة سليم بن فهد من قبيلة أزد من دوس إحدي قبائل العرب الجنوبية، أما نشأته فلم يعرف عنها شيء وكذلك لم يعرف الناس عن حياته في بلاده اليمن في مدي السنين التي قضاها قبل إسلامه غير ما قاله عن نفسه من أنه كان يرعي الغنم وكان فقيراً معدماً يخدم الناس بملء بطنه وقد ذكر هو أنه كان أجيراً لابن نعان وابنه غزوان بطعام بطنه، ولقد كان أبوهريرة أمياً لا يقرأ ولا يكتب وظل علي أميته طوال حياته

وإذا أردنا أن نتعرف علي مفتاح شخصية أبوهريرة فلابد أن نعود مرة ثانية إلي يوم خيبر عندما قدم علي النبي وكان عمره وقتها فوق الثلاثين بقليل، لما رأي أبوهريرة كثرة الغنائم طلب من رسول الله أن يسهم له، ثم تدخل فيما لا يعنيه فطلب من النبي أن يسهم لأبان بن سعيد بن العاص الذي كان ممن خاضوا المعركة، فانبري له أبان بن سعيد وأغلظ له في القول وأهانه.. لأنه لم يشارك في الغزوة فكيف تطمع نفسه في أن يشارك في المغانم

أراد أبان أن يحقر أبا هريرة وأنه ليس في قدر يشير بعطاء ولا منع لأنه قليل القدرة علي القتال، ولو كان لأبي هريرة نفس يعرف قدرها أو كرامة يحافظ عليها لأبي أن تمتد يده إلي ما ليس من حقه أو يرنو بعينيه إلي مغانم حرب لم يشهدها ولما تعرض لهذا الإزدراء والتحقير وخاصة أنه في أول يوم يلقي النبي وأصحابه وكان عليه أن يظهر أنه ذو نفس أبية وخلق كريم.. وقد يكون الرسول بهذا الموقف أسقط أبا هريرة من عينيه فلم يقم له من يومها وزناً ووضعه بين أصحابه في المكان الذي يليق به.. والدليل علي ذلك أن الرسول لم يؤاخذ أبان بعد أن أغلظ لأبي هريرة في القول علي حين أنه كان يغضب غضباً شديداً عندما ينال أحد أصحابه إهانة من صحابي آخر.. لكن النبي لم يقل شيئاً لأبان واكتفي بأن قال له: إجلس يا أبان ولم يسهم لأبي هريرة وتركه يغدو محسوراً وكأنه بذلك أقر أبان علي ما فعل بأبي هريرة الذي كان في هذا اليوم ضيفاً، والضيف له حرمة يستحق التكريم من أجلها ولو بكلمة طيبة ولكنه لم يظفر من النبي بها وحقت عليه المهانة أمام الصحابة جميعا من أول يوم جاء فيه إلي النبي لأنه لا يستحق التكريم ولو كان من الأضياف الطارئين

وعندما عاد أبوهريرة إلي المدينة كان الظن أن يأخذ سبيلاً لرزقه بالتجارة في الأسواق أو الزرع في الأرض كما كان يفعل غيره من الصحابة.. لكنه اختار أن يعيش علي ما تجود به نفوس المحسنين من صدقاتهم عليه، اختار أبوهريرة ببساطة أن يسأل الناس فهذا يعطيه وهذا يمنعه.. سكن في الصفة التي كان يجلس فيها الفقراء والعاجزون ـ وهي مكان في مسجد الرسول ـ في انتظار من يتصدق عليهم ويطعمهم، لن نتحدث نحن بل نترك أباهريرة نفسه يتحدث عما كان يدور هناك يقول: كنت من أهل الصفة فظللت صائماً فأمسيت وأنا أشتكي بطني فانطلقت لأقضي حاجتي فجئت وقد أكل الطعام، وكان أغنياء قريش يبعثون بالطعام لأهل الصفة وقلت: إلي أين أذهب؟ فقيل لي: أذهب إلي عمر بن الخطاب فأتيته وهو يسبح بعد الصلاة، فانتظرته فلما انصرف دنوت منه فقلت: أقرئني! وما أريد إلا الطعام، قال: فاقرأني آيات من سورة آل عمران، فلما بلغ أهله دخل وتركني علي الباب فأبطأ فقلت ينزع ثيابه ثم يأمر لي بطعام.. فلم أر شيئاً

هذه واحدة.. أما الثانية فيرويها البخاري عن أبي هريرة الذي يقول: والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي علي الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر علي بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً علي طريقهم الذي يخرجون منه من المسجد، فمر أبوبكر فسألته عن آية من كتاب الله وما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر عمر بي فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فلم يفعل.. أما الثالثة فهي قاسية يقول أبوهريرة والرواية أيضاً للبخاري: لقد رأيتني وإني لأفر فيما بين منبر رسول الله إلي حجرة عائشة مغشياً علي.. فيجئ الجائي فيضع رجله علي عنقي ويري أني مجنون وما بي من جنون.. ما بي إلا الجوع

لم يكن هناك من يسعف أبا هريرة أو يطعمه.. كلهم كانوا يولون وجوههم عنه.. إلا جعفر بن أبي طالب.. ولعله من أجل ذلك كان جعفر عند أبي هريرة أفضل الصحابة جميعاً، ففضله علي أبي بكر وعمر وغيرهما.. ولذلك أهداه هذا الحديث الخرافي الذي يقول فيه: ما احتذي النعال ولا ركب المطايا ولا وطئ التراب بعد رسول الله أفضل من جعفر بن أبي طالب، يا سبحان الله.. أكل هذا لأن جعفر كان يعطف عليه ويطعمه من منزله دون الآخرين

كان أبوهريرة في المدينة ـ كما كان عند أهله في اليمن ـ رجلاً بلا شأن يذكر ولا عمل يؤثر عنه اللهم إلا التعرض للناس في الطرقات وعلي باب المسجد يستجديهم بلسانه ويتناول ما تجود به نفوسهم بيده يدفعه هذا وينفر منه ذاك، ومما يذكر عنه أنه حاول مرة أن يخرج علي جبنه ويتشبه بالأبطال فذهب يحارب في غزوة مؤتة ولكنه ما كاد يري صليل السيوف ولمعان الأسنة حتي غلب عليه طبعه فجبن وهلع ولاذ بالفرار ولما عايروه بفعلته هذه، لم يجد جواباً يدافع به عن نفسه

لكن لا يجب أن نكون ظالمين لأبي هريرة هكذا فنجرده من كل ميزة... فهناك ميزة كان يجتهد في إظهارها للناس وهي فهمه الشديد للطعام وحبه له، ومن أجل ذلك كان يتكفف الأبواب ويتبع الناس في الطرقات يتسولهم، وهذا النهم كان له أثر بعيد في حياته،... وقد لازمته هذه الصفة طوال عمره حتي جاءت الرواية الصحيحة أنه لما نشب القتال في صفين بين عليّ رضي الله عنه ومعاوية كان يأكل علي مائدة معاوية الفاخرة ويصلي وراء عليّ وإذا احتدم القتال لزم الجبل، وعندما سئل كيف يفعل ذلك.. كان يقول: الصلاة خلف عليّ أتم.. وسماط معاوية أدسم، وترك القتال أسلم ومن بين ما يقال عن أبي هريرة منسوباً إلي الثعالبي صاحب كتاب «ثمار القلوب في المضاف والمنسوب»: كان أبوهريرة علي فضله واختصاصه بالنبي مزاحاً أكولاً وكان يدعي الطب فيقول: أكل التمر أمان من القولبخ وشرب العسل علي الريق أمان من الفالج وأكل السفرجل يحسن الولد وأكل الرمان يصلح الكبد والزبيب يشد العصب ويذهب الوصب والنصب والكرفس يقوي المعدة والقرع يزيد في اللب ويرق البشرة وأطيب اللحم الكتف وحواشي فقار العنق والظهر، وكان يديم أكل الهريسة والفالوذج».. وهذه بالطبع توصيفات رجل يجيد الأكل ويتفنن فيه ولا يجيد الطب

كان أبوهريرة يفضل بطنه علي ما عداه «وها هو يقول: أقبلت مع رسول الله فسمع رجلاً يقرأ «قل هو الله أحد» فقال رسول الله: وجبت، فسألته ماذا يا رسول الله؟ فقال: الجنة، قال أبوهريرة فأردت أن أذهب إليه فأبشره ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله فآثرت الغداء ثم ذهبت إلي الرجل فوجدته قد ذهب، ومن بين ما كان يدعو الله به أنه كان يقول: اللهم ارزقني ضرساً طحوناً ومعدة هضوماً ودبراً نثوراً، وكان لنهمه يغشي بيوت الصحابة في كل وقت وكان بعضهم ينزوي منه.. لكن كل ذلك لم ينسه حبه للطعام للدرجة التي دفعته إلي أن يضع أحاديث وينسبها للنبي في فضل الولائم مثل قوله: شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها «أي بغير دعوة» ويدعي إليها من يأباها.. ومن لم يجب الدعوة فقد عصي الله ورسوله... أي أنك إن لم تجب الدعوة إلي الولائم لتمتلئ منها فقد عصيت الله ورسوله

وإلي جوار النهم في الطعام كان أبوهريرة رجلاً مزاحاً يتودد إلي الناس ويسليهم بكثرة مزاحه وبالإغراب في قوله ليشتد ميلهم إليه ويزداد إقبالهم عليه، وهذه السيدة عائشة تقول عنه «لقد كان رجلاً مهزاراً».. وبين أيدينا ما يشير إلي كل ذلك ويؤكده.. فعن أبي رافع قال: كان مروان بن الحكم ربما استخلف أبا هريرة علي المدينة فيركب حماراً قد شد عليه بردعة وفي رأسه خلبة من ليف فيسير فيلقي الرجل فيقول: الطريق قد جاء الأمير وربما أتي الصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الغراب فلا يشعرون حتي يلقي نفسه بينهم ويضرب برجله فينفر الصبيان فيفرون، ويقول ابن كثير عن ذلك: كأنه مجنون يريد أن يضحكهم فيفزع الصبيان منه ويفرون هنا وهناك يتضاحكون

هذه الحياة من الانتهازية والتطفل التي كان يعيشها أبوهريرة في المدينة.. جعلت الجميع يضيقون به حتي الرسول صلي الله عليه وسلم.. بعث الرسول العلاء بن الحضرمي إلي المنذر بن ساوي العبد عامل الفرس علي البحرين يدعوه إلي الإسلام فأسلم وحسن إسلامه.. وكان فيمن بعثهم النبي مع العلاء بن الحضرمي أبوهريرة وقال له: استوص به خيراً، فقال له العلاء: إن رسول الله أوصاني بك خيراً فانظر ماذا تحب، فقال: تجعلني أؤذن لك ولا تسبقني بآمين فأعطاه ذلك.. هذه الواقعة تضع أيدينا علي نقطتين مهمتين للغاية في حياة وتاريخ أبوهريرة

الأولي أنه قدم إلي المدينة مسلماً في صفر سنة 7 هجرية وخرج منها إلي البحرين في ذي القعدة سنة 8 هجرية أي أنه أقام إلي جوار الرسول عاماً وتسعة أشهر فقط.. وهو ما يشكك في الذين قالوا: إن أبا هريرة مكث إلي جوار الرسول ثلاث أو أربع سنوات يروي عنه الأحاديث وذلك حتي يزيدوا في ثقله ووزنه في دنيا رواية الحديث، لكن الواقع يشير إلي أنها كانت سنة وتسعة أشهر فقط وهي فترة قصيرة بحكم الزمن قضي أبوهريرة معظمها في سؤال الناس ومتابعتهم في الطرقات من أجل أن يأكل.. فمتي جلس إلي الرسوال ليستمع منه إلي كل هذه الأحاديث التي رواها عنه

الثانية: أن الرسول أبعد أبا هريرة إلي المدينة حتي يتخلص منه.. فما ظنك برجل يتصدي للصحابة في طرقهم إن ساروا ملحاً عليهم أن يطعموه وبخاصة الكبار منهم كأبي بكر وعمر ويلاحقهم في سبيلهم حتي تضييق منه صدورهم فيضجرون منه ويفرون من وجهه، ولم يقف الأمر عند ضجر الصحابة ونفورهم بل كان يذهب إلي مكان عزيز من النبي «بين منبره وحجرة عائشة فيتماوت ويمثل مشهداً تشمئز منه النفوس الآبية وتنفر منه الطباع الكريمة.. كان يغشي عليه فيأتي من يضع قدمه علي عنقه اعتقاداً أنه مجنون، ولا شك أنهم ما كانوا ليفعلوا ذلك معه إلا استهانة به وازدراء له، إذ لو كان له حرمة عندهم أو مكانة لديهم لأشفقوا عليه وأعانوه ولم يطأوا عنقه.. وبديهي أن الرسول نفد صبره من تصرفت أبي هريرة فرأي ضرورة اقصائه عن المدينة ليتخلص منه وليربح الناس من تطفله إذ لا يصح أن يكون بين أصحابه ومن يعيشون بجواره من لا يحمل نفساً آبية عفيفة قانعة

إن الرسول لو كان يعلم أن في أبي هريرة خيراً وفضلاً وأنه أهل لصحبته لأبقاه إلي جواره كسائر أصحابه ولكنه لما علم فيه أنه غير صالح لصحبته أقصاه عنه ولم يرض أن يظل قريباً منه.. ومن العجيب أننا لم نر النبي قد صنع مع أحد من أصحابه جميعاً حتي المنافقين منهم مثل ما صنع مع أبي هريرة، وإنما كان يبعث من يبعث من أصحابه إلي مختلف البلدان إما ليعلموا الناس أو ليكونوا ولاة عليها أو مصدقين فيها أو رسلاً وسفراء بينه وبين من يحكمونها

في سنة 21 هجرية تولي أبوهريرة إمارة البحرين في عهد عمر بن الخطاب.. لكن تري ماذا فعل هناك؟.. من كلام عمر يظهر لنا ما جري بعد أن عاد أبوهريرة إلي المدينة استوقفه عمر قائلاً له: هل علمت من حين أني استعملتك علي البحرين وأنت بلا نعلين.. ثم بلغني أنك ابتعت فرساً بألف دينار وستمائة دينار، قال: كانت لنا أفراس تناتجت وعطايا تلاحقت قال له عمر: قد حسبت لك رزقك ومؤونتك وهذا فضل فأده، فرد أبوهريرة: ليس لك ذلك، فقال عمر: بلي والله وأوجع ظهرك، ثم قام إليه بالدرة فضربه حتي أدماه، ثم قال له: أنت بها، قال: احتسبتها عند الله، قال: ذلك لو أخذتها «من حلال» وأديتها طائعاً أجئت من أقصي حجر البحرين يجبي الناس لك لا لله ولا للمسلمين

وقد يرد علي الخاطر سؤال .. فإذا كان عمر بن الخطاب يعرف كل هذه المساوئ في شخصية أبي هريرة.. فلِمَ ولاه علي أمور البحرين.. والإجابة علي ذلك ببساطة أن سنة عمر في استعمال الولاة كانت تقضي بأن لا يستعمل كبار الصحابة حتي لا يدنسهم بالعمل وإنما يستعمل صغارهم، فاستعمال أبي هريرة علي هذه السنة لا يكون مستغرباً.. ثم إن عمر لم ينس من تاريخ أبي هريرة في المدينة شيئاً.. وكيف ينسي ما وقع له نفسه أيام كان أبوهريرة يعيش في الصفة.. فقد كان يلاحقه في طريقه ويضايقه في سيره فلا يجد سبيلاً إلي التخلص منه إلا بأن يدخل داره ويغلق الباب في وجهه... وكان لا يخفي عليه أن النبي أخرجه من المدينة بعد أن ظهر من تطفله الذي أضجر الناس منه

ولذلك كله منع عمر أبا هريرة من رواية الأحاديث.. فقد كان أول من تنبه إلي خطره.. فعندما انتهي إليه أنه يحدث عن النبي دعاه وزجره، ثم لم يلبث أن ضربه بدرته، ولما لم يتراجع أوعده إن لم يترك الحديث عن رسول الله فإنه سينفيه إلي بلاده، غضب عليه عمر وقالها له صراحة: أكثرت يا أبا هريرة وأحري بك أن تكون كاذباً علي رسول الله، ولعل هذا ما يفسر كثرة أحاديث أبي هريرة بعد وفاة عمر وذهاب درته، إذ أصبح لا يخشي أحداً بعده وكان عمر يخيف الناس ومن قول أبي هريرة عن ذلك، إني لأتحدث أحاديث لو تكلمت بها في زمن عمر لشج رأسي

هذا جانب فقط من سيرة حياة أبي هريرة الذي انتزع لنفسه دون وجه حق لقب الراوي الأكبر لأحاديث الرسول، لا أقصد بالطبع الإساءة إليه فهذه حياته كما تحدث هو نفسه عنها.. ولأن علماء الحديث يحتجون بأنه إذا فسد السند فسد المتن، أي إذا فسد راوي الحديث الذي يتحدث عن الرسول.. فسد الكلام الذي يقوله فإنني أسأل.. هل هناك فساد أكبر من هذا يمكن أن يمس إنسان.. لقد كان أبوهريرة رجلاً بلا قيمة سواء في بلدة اليمن أو في المدينة التي عاش فيها إلي جوار الرسول عاماً وتسعة أشهر أو في البحرين التي حكمها ولم يراع الله في رعاياه بها.. فكيف نقبل من مثل هذا الرجل حديثاً أو رواية واحدة عن الرسول.. وقد كان الرسول نفسه يضيق به للدرجة التي أبعده بها عن صحبته ولم يدافع عنه ويقف ضد الذين أهانوه.. لأنه كان يستحق الإهانة، إننا لا ننتقص من قيمة صحابي لأجل أحد.. ولكننا نفعل ذلك من أجل أن ننقي أحاديثه التي رواها ونعرف أيها قاله الرسول وأيها تم الافتراء به عليه.. ويبقي السؤال.. إذا كان أبوهريرة بكل هذا السقوط، فلماذا احتل كل هذه المكانة في التاريخ الإسلامي؟

-----------------------



مع شكري واحترامي للاستاذ: محمد الباز على هذا المقال الجريئ الذي يتطرق لنقاش جاد للحالات المعقدة والمسلمة عند الكثير، بغض النظر عن ما تحمل من التناقضات والمفارقات العلمية واليوم نحن بأمس الحاجة إلى كتاب بهذه العقلية المقارنة للخير والشر والمتمثله بالدليل ، علما بأن هذه المقالة مع دلالاتها الواضحة اثارت حفيضة البعض حتى قامت قيامتهم ، إذ أن الموضوع علمي وحقيقي ولكن لا رغبة للبعض على قولهم بنبش الماضي أو ما شابه ، بل هو خوف مما يطفو من هذا النبش واليك أخي القارئ ما نستخلصه من هذا المقال :

1- اسلم بعد فتح خيبر في السنة السابعة للهجرة .

2- لم يشارك لا في غزوة واحده ولا سرية .

3- كل ما أدانه به الكاتب كان من استدلالات ابو هريره بنفسه ولم يزد من عنده الى ما قاله الرواة.

4- ضربه عمر بن الخطاب بالدرة في ولايته لأنه كان يسرق من بيت المال ويأخذ ما ليس له .

5- لم يصاحب الرسول طيلة مدة اسلامه بل استمر في المدينة لمدة سنة وتسعة اشهر فقط ثم خرج من المدينة علما بأن الرسول كان فيها.

6- هل هذه المدة البسيطة مع الخصائص التي ذكرها الكاتب والتي دونت بالخط الأحمر في المقال المرفق تؤهله ان يحتل هذه المرتبة من الرواية وتجعله من كبار الرواة أم هناك أمر ما ؟؟؟؟؟؟

7- هذه الموضوعية في الحديث هي المطلوبه لمعرفة اسباب ما وصل اليه التاريخ من الإنحطاط الفكري والتلفيقي ، لذا عندما نقرأ مثل هذه المواضيع يجب الرد ردأ علميا لا ردا تهتكيا.

وشكر .