06‏/04‏/2011

السعوديون إذا دخلوا قرية!

العالم أصبح قرية صغيرة و كل شيء يحدث في أي مكان يصير تحت سمع و بصر العالم كله في نفس اللحظة.
لم يعد باستطاعة الطغاة أن ينفردوا بشعوبهم و يرتكبوا في حقهم المجازر في الخفاء من خلف ظهر العالم.
كل الناس تابعت أحداث الثورات في العالم العربي بالصوت والصورة علي الهواء مباشرة لحظة بلحظة.
هل المقولات السابقة صحيحة؟.

أعلم أيها القاريء الكريم أنك ستندفع قائلاً: نعم. ستقولها استناداً إلي أنك كنت علي اتصال مباشر بوقائع ما جري في تونس، و لأنك تابعت التظاهرات بالمدن المصرية، و شهدت بأم رأسك اعتداء قوات أمن حسني مبارك علي المتظاهرين بالقنابل و الرصاص، كما تابعت عدوان بلطجية مبارك علي نفس الثوار في موقعة الجحش و الجمل.

و لا شك أنك تابعت أيضاً المظاهرات في اليمن و رأيت الشهداء الذين غدر بهم علي عبد الله صالح، و تابعت الإرهابي الدولي معمر القذافي و هو يشن حرب إبادة ضد شعبه، و كذلك المظاهرات السورية و القتلي الذين سفك دمهم بالشوارع وحوش بشار الأسد.

أنا أعلم كل هذا، و مع ذلك فإنني لا أؤمن بصحة المقولات السابقة المتعلقة بالعالم الواحد و القرية الصغيرة إلي آخر هذا الهراء الكاذب...و إلا فقل لي:
هل علمت وسط كل هذه الأنباء أن عدواناً مسلحاً غاشماً قد قامت به المملكة العربية السعودية ضد شعب البحرين الآمن المسالم؟.
هل نمي إلي علمك أن الجيش السعودي قد أقدم علي غزو الجزيرة الصغيرة و ارتكب من المجازر بحق شعبها ما يشيب لهوله الغراب؟.
هل علمت أن الأشاوس السعودين قد روعوا الآمنين و دهموا المنازل و قتلوا الأطفال و هم نيام في أسرتهم أمام عائلاتهم؟.
هل نقلت لك قنوات التليفزيون صور جيش الإحتلال السعودي و هو يهدم البيوت علي رؤوس ساكنيها بالضبط كما يفعل الجيش الإسرائيلي في فلسطين المحتلة؟.
هل نقلت وكالات الأنباء صور الجنود السعوديين و هم يحتلون مستشفي السلمانية و يضربون الأطباء بكعوب البنادق و يطردون الممرضات و يمنعون المصابين من الوصول للمستشفي حتي لا يعرف العالم حجم الجريمة؟.

يا سادة..إن ما حدث في البحرين هو جريمة القرن الواحد و العشرين بامتياز، و لا أعتقد أن بقية القرن سوف تشهد جريمة إبادة مماثلة يتواطأ عليها العالم كما يحدث الآن بالنسبة للجريمة السعودية في البحرين.
فجأة تبخرت كاميرات التليفزيون و اختفي مراسلوا السي إن إن و البي بي سي و طبعاً العربية، و هي القنوات التي كانت تتابع دبة النملة في باقي البلاد العربية و تنقلها نقلاً مباشر.
حتي قناة الجزيرة التي اعتبرها العرب صديقة الثورات حملت عصاها هي الأخري و أدارت ظهرها لما يحدث في البحرين و رحلت عندما وجدت أن العدوان يخص آل سعود و ما دامت المذابح التي ترتكب بحق السكان تحمل الختم السعودي المقدس!.

نجحت المملكة العربية السعودية في إخراس العالم كله وجعلت منه شريكاً في الجريمة. بل إنها ما اكتفت بهذا و لكن راحت الأبواق الإعلامية التي تقتات علي المال السعودي تردد المزاعم التي اخترعوها في الرياض لتبرير العدوان و الإحتلال عندما وصفوا المتظاهرين السلميين البحرينيين من سنة و شيعة بأنهم عملاء لجهات خارجية!. و قد عملت هذه الأبواق علي نسبة الأحداث للشيعة فقط و ذلك ليسهل شيطنتهم و إقحام إيران في الأمر، و هو الأمر الذي يكذبه القبض علي ابراهيم الشريف رئيس جمعية وعد و هو سني و ليس شيعي ، فضلاً عن أن نسبة التظاهر السلمي و المطالبة بالحقوق للشيعة فقط تسحب عن سنة البحرين الوطنية و الكرامة و هو الأمر الكاذب جملة و تفصيلاً، فهم جميعاً لا ينفصلون عن الكتلة العربية التي تحركت طلباً للعدل و الحرية.

حجة مقيتة سخيفة مارسها بن علي و مبارك و القذافي و علي صالح و الأسد. كلهم اتهموا آخرين بإدارة مؤامرة!. لم يعترف أحد منهم بأن هناك شعب له مطالب يتعين مناقشتها. و الأغرب في حالة البحرين أن هذا الشعب ذا المطالب هو شعب دولة أخري و ليس الشعب السعودي، فكيف سمحت المملكة لنفسها أن تقتحم حدود دولة آمنة، و كيف بلغت الجرأة بجنودها و هم يعتلون ظهور الدبابات أن يلوحوا بأيديهم بعلامات النصر في أحد المشاهد القليلة التي تناولتها القنوات التليفزيونية قبل أن تغيب في الجب السحيق.

أي نصر هذا الذي يلوح به النشامي من جيش الإحتلال السعودي؟.
 هل هو النصر علي الأطفال و النساء؟. هل هو بسالة القوات في إطلاق الرصاص علي الشباب الأعزل؟. هل هو الإنتصار علي وسائل الإعلام و حملها بالترهيب و الترغيب علي ابتلاع الحذاء و الصمت علي أفاعيل جيش الإحتلال السعودي.

قد يسأل البعض: و من أين عرفت بكل هذا ما دامت قنوات التليفزيون لا تذيعه و الصحف لا تنقله؟
و الإجابة هي أنه بفضل اختراع الكاميرات الصغيرة و كاميرات الموبايلات أمكن للشباب البحريني ان يقوموا بتوثيق كل ما حدث لهم بالصوت و الصورة و أرسلوه إلي كل المواقع علي الإنترنت، كما أرسلوه إلي قنوات التليفزيون. و من المواقع و القنوات القليلة التي رضيت أن تتحدي النفوذ السعودي و تبث الصور و الأخبار عرفت حجم الجريمة التي يجهلها العالم الذي يزعمون أنه قد أصبح قرية صغيرة!.
إن ما يثير  الأسي و الحنق في الأمر أن الإحتلال السعودي لمملكة البحرين لا يفترق علي الإطلاق عن الإحتلال العراقي للكويت عام1990 لا في دمويته و لا في حجم الخراب الذي أحدثه في البيوت الآمنة و لا في حجم الترويع الذي أحدثه في النفوس.

و لا أدري كيف ينظر الناس باستنكار إلي ما يحدث في ليبيا من اعتداء كتائب القذافي المسلحة علي الشعب الليبي، و لا يرون أن الأمر نفسه يحدث في البحرين علي أيدي القوات السعودية التي جعلت الناس بعد الهجمات البربرية يترحمون علي هولاكو و جنكيزخان.

و من عجب أن نفس هذه القوات التي يزعمون أنها درع الجزيرة الذي يتحرك لصد العدوان عن الدول الخليجية لم تحرك ساكناً عندما اعتدي صدام حسين بجيشه علي الكويت..و لا نعرف أين كانت يومئذ؟.
ليس هذا فقط..بل إن نفس هذه القوات لم تظهر عندما اقتحم جيش صدام الحدود السعودية نفسها و دهس أراضيها و قام باحتلال منطقة الخفجي.

 يومها هرع حكام المملكة إلي الأمريكان يطلبون قدومهم لحمايتهم من جيش صدام؟.
 كذلك ما زال ماثل في الذاكرة الهزائم التي ألحقها الحوثيون اليمنيون بنفس هذا الجيش السعودي، و كان الحوثيون مسلحون ببنادق من القرن الثامن عشر!.

الأمر يعني بكل بساطة أن هذا الجيش السعودي الذي يتكلف تسليحه مئات المليارات و الذي لم يشارك في يوم من الأيام في أي من معارك العرب و المسلمين حتي أنه كان الجيش العربي الوحيد الذي لم يشارك معنا في حرب أكتوبر 73 و لو مشاركة رمزية!. هذا الجيش الذي لا يستطيع أن يصمد في مواجهة أي قوة مسلحة حتي بالحجارة... استطاع فقط أن يمارس الرجولة المهدرة علي شعب عربي مسالم أعزل اسمه: الشعب البحريني.

03‏/04‏/2011

شام برس:بندر أوقف متخفيا في مطار دمشق و اعترافاته مسجلة بالفيديو

شام برس : بندر أوقف متخفيا في مطار دمشق و اعترافاته المسجلة بالفيديو قلبت الموقفين الأميركي و السعودي من سورية و وقائع جديدة عن تورطه في الأحداث الأخيرة    
تحت عنوان : ماذا كان يفعل بندر بن سلطان في مطار دمشق ؟! نشر موقع  شام برس تقريرا خطيرا نقلا عن مصدر دبلوماسي عربي كشف وقائع مثيرة عن توقيف بندر بن سلطان متخفيا في مطار دمشق  يوم 12 شباط من عام 2008 و اعترافه في التحقيقات التي أجرتها السلطات السورية بوقائع مثيرة عن اغتيال رفيق الحريري و القائد عماد مغنية و خطط التخريب في سورية و تضمن التقرير معلومات جديدة حول الأحداث الأخيرة في سوريا و ضلوع بندر و المخابرات السعودية في تدبيرها  و في ما يلي نص التقرير كاملا :
أجاب دبلوماسي عربي مطلع على أحداث الشرق الأوسط، عن مجموعة من الأسئلة التي تخص العلاقات السورية السعودية و السورية الأميركية وقصة وجود الأمير بندر بن سلطان متخفيا في مطار دمشق الدولي وعلاقة ذلك باغتيال المقاوم عماد مغنية وغيرها من الأحداث وكانت الأسئلة من قبيل:
ما سر المقاطعة بين سوريا و السعودية و طلب الحكومة السعودية المصالحة مع سوريا بشكل مفاجئ ؟
ما حقيقة اغتيال عماد مغنية و تورط السعودية ؟
و لماذا هدد حزب الله بالانتقام و لم ينتقم ؟
و لماذا توارت الغيوم السوداء في العلاقات السورية الأمريكية التي كانت تظلل هذه العلاقة ؟
و لماذا تمنع الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية لا يران ؟
يقول الدبلوماسي العربي القريب من مراكز صنع القرار السوري والإيراني: "في الثاني عشر من شباط 2008 أي بعد ثلاث سنوات من مقتل الحريري جاء مقتل القيادي العسكري الكبير في حزب الله عماد مغنية ليشعل الموقف من جديد و ليخلق موقفا مليئا بالحرج قدر البعض أنه من الممكن أن يطيح بالعلاقة بين سوريا وحزب الله ، وجاءت في حينه تصريحات بعد أيام قليلة جدا من الحادث تؤكد على أن التحقيقات في مقتل مغنية كشفت عن نتائج ستحدث زلزالا كبيرا ومدويا وأن هناك أجهزة أمنية إقليمية متورطة في الموضوع بل إن بعض التصريحات أشارت إلى أجهزة أمنية عربية، غير أن الوقت مر ولم يتم الكشف عن شيء ..لماذا ؟
جرت اتصالات سرية وسريعة بين دولة أوروبية وسوريا كي تتكتم سوريا على نتائج التحقيق في مقتل عماد مغنية، مقابل أن تخفف الولايات المتحدة وحلفائها من وتيرة اتهام سوريا بمقتل الحريري، ورغم أن سوريا لم تعط وعدا بذلك إلا أنها بدأت تخفف من وتيرة تصريحاتها بشأن من يقف وراء مقتل عماد مغنية خاصة وأن نتائج التحقيق فيما لو أعلنت فإنها يمكن ان تدحض من قبل المعنيين وبالتالي سيمر زخمها وقد لا تؤدي إلى أرباح سياسية كبيرة للسوريين وهذا ما دفعهم إلى الاستفادة من العرض الأوروبي والتأني في إعلان النتائج".
غير أن شيئا ما حدث وقلب الأمور رأسا على عقب، بعد أسابيع من ذلك وبينما كان عدد من الأشخاص يمرون من مطار دمشق، شك أحد أفراد الأمن السوري بأحدهم فاستدعاه إلى مكتب في المطار لإجراء تحقيق روتيني معه، غير أن المفاجأة الكبرى كانت حينما انهار الرجل بسرعة وأنه يسافر متخفيا بينما هو في الحقيقة ليس سوى الأمير بندر بن سلطان.
تم توقيف الأمير والمجموعة المرافقة والذين كانوا كلهم يسافرون بهويات غير هوياتهم الحقيقية وتم إبلاغ قادة الأجهزة الأمنية الذين أبلغوا الرئيس السوري على الفور.
تم التحفظ على الأمير بندر بما يليق بمقامه ولكن في إقامة جبرية في دمشق ودون أن يتم الإعلان عن ذلك.
و وقعت الحكومة السعودية في أقصى درجات الحرج السياسي والدبلوماسي ولم تعرف كيف يمكن أن تتصرف، خاصة وأن العلاقات بين البلدين كانت على درجة كبيرة من السوء.
وكانت السعودية اتخذت قرارا على أعلى الصعد للإطاحة بالنظام السوري الذي وقف موقفا حادا من النظام السعودي بعد حرب تموز واتهم الحكام العرب في محور الاعتدال بأنهم أنصاف رجال، مما أثار حفيظة السعودية ومصر بصورة كبيرة .
الأمير بندر ومرافقوه تم التحقيق معهم في دمشق وخرج من التحقيق ما يمكن تسميته زلزالا مدويا فيما لو نشر، وقد تم تسجيل الاعترافات بالصوت والصورة، وكانت اعترافات فيها الكثير من أسرار العلاقات الأمريكية السعودية فيما يختص بلبنان والمحكمة الدولية ومقتل الحريري بالتفاصيل والأسماء والتواريخ، بعد نقاشات مكثفة في دوائر صنع القرار السياسي والأمني السعودي واستشارات بين السعوديين والأمريكيين تقرر إيفاد الأمير سعود الفيصل سرا إلى دمشق.
وقابل الرئيس الأسد الذي تجاهل موضوع الأمير بندر نهائيا , ولما سأل سعود الفيصل إن كانوا يعرفون شيئا عن الأمير بندر بدا الرئيس الأسد وكأنه لا يعلم شيئا مما دفع بالأمير سعود الفيصل إلى الدخول مباشرة في الموضوع والاعتراف بأن الأمير بندر كان يمر من دمشق متخفيا وانقطعت أخباره في دمشق تحديدا، حينئذ ابتسم الرئيس السوري وقال إذا كنتم تعلمون ذلك فلماذا اللف والدوران، لماذا لا تتحدثون بصراحة وتقولون ماذا تريدون بالضبط من سوريا.
وبعد أن شاهد الأمير سعود الفيصل عرضا لبعض اعترافات الأمير بندر التي عرضها عليه الرئيس السوري أدرك أن الأمر لن يكون قابلا للحل بتبويس اللحى والشوارب وأن السوريين يمسكون السكين من مقبضها وأن الأمور إذا ما خرجت عن نطاقها فإنها ستضر بالمصالح الوطنية والإقليمية السعودية كثيرا.
استأذن الأمير سعود الفيصل الرئيس السوري في المغادرة إلى السعودية للتشاور والعودة، ووافق الرئيس السوري على أن تكون زيارة الأمير التالية إلى دمشق علنية وليست سرية.
عاد الأمير سعود الفيصل إلى السعودية وبعد أن أطلع القيادة وصناع القرار على ما بحوزة السوريين، تم الإيعاز إلى الإعلام السعودي لتخفيف اللهجة تجاه سوريا فورا والى الإشادة بالدور السوري وضرورة أن تتفق الأطراف اللبنانية على حكومة وطنية، وأوقع في يد الأمريكيين والمصريين غير أنهم ما أن اتصلوا بالسعوديين وعرفوا حقيقة الأمر حتى بدأ الجميع بوضع استراتيجية جديدة للتعامل مع سوريا وحزب الله ولبنان، وهنا يمكنكم أن تتذكروا أن البريطانيين بدئوا يغازلون حزب الله , وقد أرسلوا وفدا برلمانيا للقاء بعض قيادات الحزب، كما أن قيادات 14 آذار اللبنانية بدأت في تخفيف لهجتها تجاه سوريا، وبدأ الكلام عن المحكمة الدولية يتضاءل حتى تلاشى تماما تقريبا.
اكمل المصدر قائلاً: بعد ذلك عاد سعود الفيصل إلى دمشق في زيارة أعلنت عنها وسائل الإعلام السورية والسعودية وتم استقباله من قبل الرئيس الأسد، وكان الحديث هذه المرة أقل حدة ومباشرا، فقد كان حديث مصالح، السعودية تطلب أن لا تنشر محاضر التحقيقات مع الأمير بندر، ولا يشار للسعودية ولا لحلفائها بأصابع الاتهام في قضية مغنية أو غيرها.
و قد كانت اعترافات الأمير فيها أشياء كثيرة حول من قتل رفيق الحريري والأجهزة التي وقفت وراء الحادث، والاتفاقات الأمنية بين أربعة أجهزة أمنية عربية والسي أي ايه حول الإطاحة بالرئيس السوري والتواصل مع أطراف من المعارضة السورية.
بل إن الأمر وصل إلى حد تجهيز مقاتلين سوريين لإثارة أحداث شغب وقتل في المدن السورية وقيام الأمريكيين وبعض الأجهزة الأمنية بإمدادهم بالسلاح والمال، طلب من السوريين أن لا يعلنوا شيئا من كل تلك الاعترافات مقابل أن تتكفل السعودية بتنحية فكرة المحكمة الدولية و الكف عن اتهام سوريا ، وترك الساحة اللبنانية.
ونتسائل هل ما كان لدى السوريين خطير إلى هذه الدرجة حتى تقبل السعودية وأمريكا بكل هذه الشروط؟
يقول المصدر: عد إلى قراءة الأخبار الأخيرة، إطلاق سراح الضباط الأربعة في لبنان.
تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة الحريري.
عدم الخوض في سلاح حزب الله.
عودة جنبلاط إلى الحضن السوري بعد اعتذاره.
زيارة سعد الحريري لسوريا.
السكوت عن تسليح حزب الله من طرف سوريا وإيران.
اختفاء الحديث عن المحكمة الدولية.
وإرسال سفير أمريكي إلى دمشق.
هل كل ذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية تملك جمعية كاريتاس خيرية تتصدق بالمواقف على سوريا أو غيرها ؟؟!! بالطبع لا.
ولنعد إلى مجريات الأحداث عاد الأمير الفيصل إلى الرياض وعاد الأمير بندر إلى بلاده وتمت لفلفة الموضوع بتلك الصورة ولم تمضي أسابيع على كل ذلك الحراك حتى كان العاهل السعودي الملك عبدا لله في دمشق في زيارة علنية كبيرة استمرت يومين وكانت مليئة بالمودة والحفاوة تم على إثرها تشكيل الحكومة اللبنانية وعاد الحب والوئام إلى السوريين واللبنانيين .
ولكن عادت التهديدات الأمريكية لسوريا واتهامها بأنها تقدم صواريخ سكود لحزب الله، و هددت إسرائيل سوريا وإيران وحزب الله، وعلى ما يبدو فأن التهديدات لم تكن جدية فلو كانت الإدارة الأمريكية جادة لما فكرت في إرسال سفير لها إلى دمشق، إن الإدارة الأمريكية منزعجة تماما من إسرائيل في هذه الفترة وهي تشعر ربما للمرة الأولى في تاريخ علاقاتها بإسرائيل بالحرج أمام السوريين والعالم العربي، فالتعنت الإسرائيلي في قضية المفاوضات والحل النهائي للقضية الفلسطينية يقلب كل الاستراتيجيات الأمريكية في المنطقة رأسا على عقب.
وربما تفكر أمريكا بطريقة تعاقب بها إسرائيل، ومن هنا فإنه بمقابل التأكيدات الإسرائيلية على أن سوريا تسلح حزب الله صرحت الخارجية الأمريكية أنه ليس لديها أدلة على أن سوريا تقوم بذلك.
وهي بهذه التصريحات تهدم التطلعات الإسرائيلية لمهاجمة حزب الله وسوريا، وليس مستبعدا أن تكون الولايات المتحدة تخطط أو هي راضية على الأقل أن تتورط إسرائيل في حرب مع حزب الله تنكسر فيها شوكتها مرة أخرى أمام العالم وأمام شعبها مما يعيدها إلى الحضن الأمريكي ذليلة دون أن تتمرد على القرارات الأمريكية وأن تخرب استراتيجياتها في العراق وأفغانستان.
إن الوضع الآن محتقن جدا في المنطقة وقد تشهد المنطقة بالفعل حربا جديدة خلال الأشهر القليلة القادمة ولا يمكن لأحد التكهن بنتائجها مسبقا، إلا أن الأكيد أنها ستكون حربا صعبة وقاسية جدا على الجميع بدون استثناء بما في ذلك إسرائيل كما أنها يمكن أن تتوسع لتصبح حربا إقليمية إذا لم تتدارك الدول العظمى الأمور قبل فوات الأوان.
وكشف مصدر حقوقي مقرب من التحقيق الجاري بشأن أحداث الشغب في سجن صيدنايا عن معلومات تؤكد ما كان أبلغه مصدر ديبلوماسي فرنسي .
وقال المصدر إن جميع الهواتف النقالة التي ضبطت مع السجناء الذين حدثة أحداث الشغب هي من نوع " ثريا " الذي يعمل عن طريق الأقمار الصناعية ، وهو الأمر الذي حال دون السيطرة عليها وإيقاف عملها من قبل المخابرات السورية منذ البداية.
وقال المصدر إن المخابرات العسكرية أمرت بتعطيل جميع أبراج شبكتي الاتصالات الخليوية الكائنة في صيدنايا وتل منين وتلفيتا وبقية المناطق الأخرى ، ومع هذا بقي الاتصال بين المعتقلين والعالم الخارجي مستمرا .
وبعد تدخل فرع التنصت في المخابرات العسكرية ( الفرع 211 ) الكائن بين القابون ومساكن برزة ، والمعروف باسم الفرع الفني ، تبين له أن الاتصالات تجري عبر الأقمار الصناعية ، وعندها تدخل الفرع 225 المتخصص بشؤون الاتصالات والتشويش ومكافحة التجسس الإلكتروني .
وزاد في حيرة الأجهزة الأمنية ، في البداية ، أن الاتصالات بين المعتقلين والخارج كانت صافية الصوت بشكل لافت ، رغم أن السجن يحتوي على كميات هائلة من المسطحات الحديدية ( الأبواب) والقضبان والنوافذ من شأنها أن تجعل أي اتصال بالهواتف الخليوية العادية أمرا شبه مستحيل ، أو على الأقل رديء النوعية جدا
على الصعيد نفسه ، قال المصدر إن أجهزة المخابرات العسكرية التي وضعت يدها على التحقيق اكتشفت أن شرارة العصيان بدأت من المهاجع التي ينزل فيها سجناء من محافظة درعا جرى اعتقالهم على الحدود السورية ـ الأردنية أو على الحدود السورية ـ العراقية .
وبعد التحقيق تبين أنهم هم " حلقة الوصل " بين السجن والعالم الخارجي .
ومع التوسع في التحقيق ظهر أن بعضهم وبعض أهاليهم جرى تجنيده من قبل المخابرات السعودية التي أدخلت لهم أجهزة " الثريا " ومبالغ مالية طائلة بعد شراء ذمم عدد من الضباط وصف الضباط في إدارة السجون في فرع الشرطة العسكرية ، المسؤولة عن منح أذونات الزيارات للأهالي.
ونقل المصدر عن أوساط التحقيق عدم استبعادها أصابع المخابرات الأردنية أيضا . وتشير معطيات التحقيق إلى أن جهات في " المعارضة " السورية في لندن كانت على علم مسبق من السفارة السعودية في لندن بأن " شيئا ما سيحصل في سجن صيدنايا " ، لكن هذه الجهات لم تكن تعرف ما سيحصل بالضبط.
يشار إلى أن المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر سلطانوف كان سلم لسوريا مطلع هذا العام تقريرا أعدته المخابرات الروسية يشير إلى أن المخابرات الأميركية و السعودية ، لاسيما جماعة الأمير بندر بن سلطان ، تحضر ، بالاعتماد على إسلاميين أصوليين ، لاغتيالات وأعمال تخريبية في سوريا خلال الأشهر القادمة ، وأن هذه الأعمال ستستهدف أماكن استراتيجية وحساسة في سوريا. وهذا ما حصل بدءا باغتيال عماد مغنية .
وكانت السلطات السورية ، وفق ما كشفت عنه صحيفة واشنطن بوست ، قد طردت الملحق العسكري السعودي في دمشق بعد ضبطه متلبسا بتوزيع عشرات آلاف الدولارات على أتباع السعودية في سوريا.

فشل خطة استهداف سورية بإستراتيجية أميركية

ترتبط خطة استهداف سورية بإستراتيجية أميركية جديدة للتكيف مع التحولات العربية واستثمارها وحيث يبدو واضحا أن الإمبراطورية الأميركية قد اعتمدت خطة إضعاف سورية واستنزافها وإغراقها في الفوضى إذا أمكن ذلك تحت عنوان دعم المطالبة بالإصلاح، لأسباب تتصل بالمصالح الأميركية الإسرائيلية في المنطقة.
مني الأميركيون بخسارة كبيرة وبخيبة أكبر عندما فرض حجم التجاوب الجماهيري في مصر مع الدعوة إلى التحركات الشعبية، تنحية الرئيس المصري حسني مبارك ونائبه عمر سليمان الذي كان يأمل الأميركيون تعيينه خليفة لرئيسه بحيث يضمن  سليمان استمرارية بنية النظام المصري والتزاماته تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل.
لأن التحولات في مصر كسرت ذلك السقف السياسي، وعلى الرغم من احتفاظ الأميركيين بنفوذ كبير على القيادات العسكرية وخصوصا رئيس الأركان الجنرال سامي عنان، فقد استنتج الخبراء وصانعوا السياسيات في واشنطن من دينامية التحولات المصرية أن خطرا جديا يهدد مصالحهم وهو ينذر بالتحول خطرا وجوديا على إسرائيل في حال اتجهت الحالة المصرية إلى تكوين واقع سياسي في السلطة يتبنى خيار التقارب مع سورية والابتعاد عن موجبات كامب ديفيد خصوصا بالنسبة لمحاصرة قطاع غزة ومكافحة حركات المقاومة في لبنان وفلسطين.
الرد الأميركي اتخذ محورين:
محور تثبيت النظام السعودي وحمايته من خطر التمرد الشعبي بوصفه البقية الباقية مما سمي محور الاعتدال وهذا ما يفسر التغطية الأميركية القوية لاجتياح البحرين التي عجز نظامها عن إخضاع الثورة الشعبية وكان على حافة التسليم بمطلب المعارضة المتمثل بقيام ملكية دستورية وبصورة كان يصعب معها الحؤول دون انتشار التمرد في بلاد الحجاز ونجد للمطالبة بتغيير مماثل.
بعد تثبيت الواقع السعودي إزاء أزمتي البحرين واليمن استدار الأميركيون نحو سورية لأن ضرب النموذج السوري هو السبيل إلى ضبط التحول المصري ورسم سقف له يجعل أي سلطة جديدة في مصر مضطرة إلى مراعاة كامب ديفيد ومتفرعاتها، بعد الإخلال بتوازن القوى الجديد الذي أنشأته كتلة المقاومة في المنطقة من خلال إضعاف سورية ودورها داخل منظومة القوة الرادعة سواء عبر النيل من النظام السوري أو استنزافه إلى الدرجة الكافية لحشره في الحضن السعودي الأميركي.
وغني عن البيان أن ضرب المركز السوري لكتلة المقاومة يضعف فاعلية الدور الإيراني في الصراع العربي ـ الإسرائيلي لاعتبارات إستراتيجية وجغرافية كما يؤثر مباشرة على التحولات التركية التي انطلقت من الشراكة مع سورية قبل سنوات وانبثقت بواسطتها نواة منظومة إقليمية بدون إسرائيل خلافا للخطة الأميركية الجاري تنفيذها في المنطقة والتي انطلق الإعداد الاستراتيجي والسياسي لها منذ مؤتمر مدريد ويومها أسقطت سورية مشروع الشرق الأوسط الذي نظر له شمعون بيريز كما أعيد إحياؤه بعد احتلال العراق وتكفلت سورية مع سائر قوى المقاومة بإفشاله في العراق ولبنان وفلسطين وبصمود سورية نفسها خلال السنوات الثماني الماضية.
هذا التوجه الأميركي اتخذ صفة دعم التحرك من أجل الإصلاح في سورية عبر نقل موجة الاحتجاجات وتأمين شبكة إقليمية سعودية ـ لبنانية ـ أردنية لدعم المجموعات المرتبطة بالمشروع الأميركي التي تضم  شخصيات وجهات سورية معارضة في الخارج مضمونة الولاء للنفوذ الأميركي والغربي.
الصراع على سورية كان على الدوام محور الغزوات الاستعمارية للمنطقة والأيمركيون الذين يقودون غزوة مستمرة الفصول بالشراكة مع إسرائيل منذ أكثر من أربعين عاما يعرفون هذه الحقيقة الإستراتيجية، وهذه المرة يخوضون الصراع ضد الرئيس بشار الأسد بشكل سافر من خلال أدوات وقوى مرتبطة بهم، والصراع في جوهره هو بين مشروع الأسد لإقامة الشرق الذي تصنعه الشعوب وترسم خياراته الحرة وبين الشرق الأوسط الخاضع للهيمنة الإسرائيلية، المسألة وما فيها يمكن اختصارها بالصراع بين الأسد واوباما على مصر وخيارها المستقبلي إزاء القضية الفلسطينية والعدو الصهيوني.

كل السنة ضد كل الشيعة - الثورة البحرينية ثورة طائفية

سيدي فضيلة الشيخ ..آن أن تستريح
ردا على القرضاوي
الدكتوره سمر محمد سلمان :
كل السنة ضد كل الشيعة
الثورة البحرينية ثورة طائفية»

هذه الكلمات التحريضية هي غيض من فيض ما ورد على الفضائية القطرية خلال خطبة الجمعة للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي الذي أفتى قبل أسابيع بقتل القذافي نصرة للشعب الليبي.. فصدقناه وانتظرنا فتواه التالية! انتظرناه أن ينتصر للشعب البحريني المقهور، كما انتصر للشعوب الليبية واليمنية والمصرية والتونسية... انتظرناه أن ينتصر للحق ولحقيقة ما شاهده العالم كله من مذابح يندى لها الضمير الانساني، انتظرناه أن ينتصر حتى للحياد بين الضحية والجلاد، أن يختار منطقة وسطى ما بين الجنة والنار فيصمت... لكنه تكلم... وكان الكلام مروعاً:
«
ما يحدث في البحرين ثورة طائفية لذا لا أقف الى جانبها كما فعلت مع باقي الثورات... «كل السنة ضد كل الشيعة»... ما معنى هذه «الكلية» يا سيدي؟ وكيف تسمح بالتعميم كن دون تكليف أو تفويض؟ أليس في ذلك تعسف صريح... وطغيان؟ ألم تكن مشكلتنا مع الطغاة احتكار القرار؟ لم لا تتحدث يا سيدي باسمك فقط؟ لماذا تزج «كل السنة» و«كل الشيعة» في مواقفك؟ هل اخترت أن تحتكر الحقيقة وتفرضها على الناس لتكون من طغاة الفقه؟ انتظرناك أن تقول كلمة حق وتساوي بين جور السلاطين، فإذا بك تكيل بمكيالين وتأبى الا أن تكون من المطففين! انتظرناك أن توحد الصفوف، أن تصوب الوجهة، فإذا بك تحوّل المعركة النبيلة التي يقودها الشعب البحريني الى فتنة بين «كل السنة» و«كل الشيعة» لتنام على جنبك الأيمن بعد ذلك قرير العين، داعيا الى الله أن تؤم «كل» المسلمين ذات نصر في المسجد الأقصى! وهل سيبقى مسجد أقصى أو أدنى بعد قولك هذا يا سيدي؟
وكيف صدقنا كلماتك التوحيدية التي أطلقتها في ميدان التحرير؟ كيف تدعو للوحدة بين المسلمين والمسيحيين وتحرض على الفتنة بين المسلمين أنفسهم؟ وإذا كان اخواننا الشيعة هم من الخوارج في نظرك فلتعلنها بالجرأة نفسها ولتخض مع الخائضين في ما حذر الله منه: «الفتنة أشد من القتل»... أما زلت تذكرها يا شيخنا الجليل؟ أم إنك سئمت تكاليف منصبك الحساس، «ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم»؟. لم نسمعك يوما تقول إن «كل المسلمين ضد كل اليهود» مع أن هذا أقرب الى التصديق. لأنك تفرق بحق بين اليهود والصهاينة. فكيف تطلق بالباطل أحكامك الخاصة على عامة المسلمين؟ ألم تسمع عن «كربلاء جديدة» في البحرين تحدث عنها السني الطيب رجب طيب أردوغان؟ ألم تبلغك هتافات المتظاهرين في تركيا السنية ينددون بنظام البحرين السني وينصرون ثورة الشعب البحريني؟ أسئلة كثيرة هي جزء من «كل» ما بات يؤرقنا في مسيرتك الدعوية لذلك: نرجوك رجاء الوفيّ لتاريخك الفكري والعلمي... نرجوك رجاء المخلص لذاك «الجزء» الناصع من صفحات كتابك. وقبل هذا وذاك، نرجوك حفاظا على وحدة هذه الامة، أن تترجل عن المنابر يا سيدي... لقد تجاوزت كل الحدود، وأطحت مصداقيتك، ووقعت في ما لم نكن نتمناه لك... آن أن تستريح!