28‏/09‏/2010

الحريري و فرضية تورط المخابرات الاسرائيلية في إغتياله


بقلم / معتز منصور
كشف كتاب ألماني جديد النقاب عن إتهامات جديدة لجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية بالتورط في عملية إغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بل وتورط الإدارة الأمريكية ورئيس لجنة التحقيق السابق ديتلف ميلس في عملية تحميل التهمة لسوريا وفق لحسابات سياسية .
الكتاب صدر بألمانيا للكاتب يورجن كاين كولبه وصدر عن دار نشر kai homilies verlag والكتاب أثار ضجة كبيرة في أول أسبوع من صدوره , مؤلف الكتاب خبير ألماني في علوم الجرائم السياسية وعنوان كتابه ( ملف مقتل الحريري – إخفاء الأدلة في لبنان).
قام مؤلف الكتاب بإجراء عملية بحث دقيقة وجدية علي مدار الأشهر الماضية وكانت من أبرز ملاحظاته والتي أفضت اليها عملية بحثه أن أجهزة التشويش والتي كان يستخدمها موكب الحريري وبشكل دائم قد تم تعطيلها قبل ساعة كاملة من حدوث عملية الإغتيال وفي هذا اليوم تحديدا كما تم تعطيل عمل الجهاز الإلكتروني الخاص بتعطيل استقبال وارسال أية ذبذبات ليس فقط لأجهزة التليفون المحمول بل وأية أجهزة تحكم عن بعد يعرفها العالم وتستخدم لهذا الغرض وهو التفجير عن بعد , وأن تلك الخاصية وحسبما بينت الاختبارات التقنية بعد ذلك لا يمكن تعطيلها الا من الشبكة المركزية للتحكم في التظام الإلكتروني لتلك الأجهزة والتي لا تملكها إلا الشركة الموردة لهذا النوع من الشبكات والأجهزة.
الأغرب من ذلك أن الشركة التي وردت تلك الأجهزة شركة اسرائيلية وهو الأمر الذي تعمد تقرير ديتلف ميلتس (رئيس لجنة التحقيق الدولية في آنه ) إخفائه , واستمر بحث الخبير الألماني يورجن (مؤلف الكتاب) في تلك النقطة الجوهرية الى حد إجراؤه إتصال مع أحد أصحاب الشركة الإسرائيلية ليكشف لاحقا أنه عمل حتي سنوات مضت في جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية .
والسؤال هنا
هل إستخدمت واشنطن النظم العربية للترويج لفرضية تورط سوريا في إغتيال الشهيد رفيق الحريري ؟؟؟
ولماذا لم تعلن لجنة التحقيق الدولية (والتي تحظي بفرضية نزاهتها عن التسييس من جانب اولياء الدم ) عن كامل الحقائق عن أجهزة التشويش الإسرائيلية التي إستخدمها موكب الحريري ؟؟؟
وما هي الدوافع وراء تصوير سوريا أمام العالم وبشكل دائم علي أنها راعية وداعمة للإرهاب؟؟؟
وماهي العلاقة بين اللبنانيين المهاجرين وإغتيال رفيق الحريري ؟؟؟
ولماذا تورط أبناء الحريري أولياء دمه في إتهام سوريا برغم المعلومات التي وضعها أمامهم جهاز مخابرات أوروبي غربي والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك نفي الإتهام عن سوريا ؟؟؟
لماذا انتظر سعد رفيق الحريري أربع سنوات ليعلن أنه أخطأ في اتهام سوريا وكان اتهامه سياسيا بني علي شهود زور وأن اتهامه سببا خللا كبيرا في العلاقات السورية اللبنانية؟؟؟
يقول الألماني المتخصص في علم الجريمة يورجن أن تفجير موكب الشهيد الحريري في الرابع عشر من فبراير 2005 في بيروت تحول الى سبب استندت إليه وعليه الولايات المتحدة الأمريكية لخلخلة الأوضاع الداخلية بلبنان بشكل كامل وحصد المزايا السياسية عن ذلك في كل المنطقة .
هذا الى جانب تسخير الأمم المتحدة لتبني الرؤية الأمريكية بكامل تفاصيلها عن الحادث وتحريك الشارع اللبناني علي نحو خلط كافة الأوراق السياسية هناك لصالح إسرائيل بالدرجة الأولي .
هذا علاوة علي التهديدات التي وجهتها واشنطن والدول الغربية لسوريا وذلك استنادا علي فرضية تورطها في مقتل الحريري وهي الفرضية التي انتشرت وبسرعة غريبة جدا فور حدوث عملية الإغتيال في بيروت وحتي قبل أن ترفع أشلاء القتلي والشهداء مع تسخير كامل لألة الإعلام الجهنمي في شتي أرجاء العالم للترويج لتلك الفرضية .
حاول المتخصص الألماني منذ وقوع الحادث وحتي نشر كتابه البحث عن الأدلة الجنائية التي تثبت تورط النظام السوري في ذلك الحادث ولكنه كان متشككا في الأمر وخاصة أن المحافظين الجدد في واشنطن ,وضعوا نصب أعينهم هدف سمين وهو تغيير النظام الحاكم في سوريا منذ ماقبل إغتيال الحريري بسنوات .
ولكن المؤلف بعد طول بحث وسفريات ولقاءات وتحليلات وخلافه توصل لنتائج معاكسة تماما لتلك الفرضية منها انه وفور مقتل الحريري أن الامم المتحدة لم تحتاج لكثير من الوقت لتبني فرضية الرئيس جورج بوش وبحسب تعبيره بالنص في كتابه (لم تكن الجثة قد بردت بعد حتي تبنت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة فرضية واشنطن وهو الأمر الذي دفع الكثير من علماء الجريمة في العالم لإشتمام رائحة المصلحة السياسية وراء تلك الفرضية وطريقة تعميمها في بداية تحقيق يفترض سريته .
وعلي الرغم من إنعدام الأدلة التي تؤكد تورط سوريا في الأمر ,إعتبر كوفي أنان سكرتير عام الامم المتحدة آنذاك أن فرصته الوحيدة لإنقاذ سمعته ومنصبه من الضياع خاصة بعد الإتهامات الموثقة والخاصة بتورط ابنه في فضيحة رشاوي النفط مقابل الغذاء وأن هذه الفرصة تكمن في تبني الفرضية الأمريكية لمقتل الحريري ,بمعني أن كوفي أنان ووفقا لما أورده المؤلف الألماني قد جري ابتزازه في لحظة كان من السهل ابتزازه فيها ولم يجد أمامه مخرجا أخر الا الموافقة الكاملة علي ما تطلبه واشنطن في هذا الخصوص.
يدلل علي ذلك الإتجاه الذي تطورت نحوه الأمور , حيث طلب الأمريكيون صراحة من أنان تفويض القاضية العامة في لاهاي كارلا ديل بونتي المسئولة عن ملف سلوبدان ميلوسيفيتش الصربي ومحاكمته , وذلك في تحديد رئيس لجنة التحكيم فيما لم تجد هي بدورها وعلي الرغم من فرق لجان التحقيق الجنائية والمتخصصة التي تملكها المحكمة الدولية سوي صديقها المدعي العام الألماني ديتلف ميلتس لتنفيذ المرحلة الأولي من ((الأعمال القذرة)حسب وصف يورجن ذاته في كتابه.
وتماما مثلما طلب منه إستكمل ميلتس تقريرين مؤلفين وعائمين لا يصلحان كسيناريو لأحد الأفلام البوليسية للهواة حيث لم يتضمن أية براهين أو أدلة حقيقية برغم التحقيقات الشكلية والإستجوابات التي قام بها هنا وهناك مع تضمينهما (التقريران) إعترافات من أشخاص ليسوا فوق مستوي الشبهات وثبت ذلك قطعا بعد ذلك بأدلة قاطعة وراسخة تعرضهم لتعذيب وإكراه وإبتزاز ما دفعهم لاحقا لسحب إعترافاتهم والإقرار بكذبها وهو ما أجبر ميلتس الألماني علي التراجع والإنسحاب بعد ثبوت مشاركته في أسخف كذبه عرفتها لجان التحقيق في المحكمة الدولية .
في تكرار لسيناريو رئيس لجان التحقيق في العراق (وفي التاسع والعشرين من مارس حصل ميلتس وللتخفيف من وقع الفضيحة علي وسام الصليب الألماني من الدرجة الأولي لمساهمته في مكافحة الإرهاب الدولي ).
يشير الكتاب الى العلاقات الخفية التي جمعت بين بعض أعضاء تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة من المتورطين منذ زمن في عدة محاولات لإغتيال سياسيين لبنانيين وتلبيس الأمر للنظام السوري وتحدث الخبير الألماني مع أحد هؤلاء وأجري معه حوارا مطولا ضمنه كتابه اللبناني الأصل وهو رئيس اللجنة الأمريكية لتحرير لبنان والمعروفة باسم( USCFL ) وهو رجل البنوك زياد عبد النور والذي تضمنت قائمة السياسيين لديه واللذين يجب التخلص منهم الرئيس رفيق الحريري وإكتشف الكاتب يورجن ما يعرفه بالأساس اللبنانيون والعرب ومنذ أمد وهو أن لعبد النور اتصالات وثيقة مع الإدارة الأمريكية وأجهزتها المختلفة الى الحد انه معروف ومكنى في الأوساط اللبنانية السياسية والمالية بأحمد الجلبي اللبناني بل هو الصديق الصدوق للأمريكي كاره العرب ( Daniel Pipes ) .
الغريب في الأمر وكما يقول الألماني أن الكثير من أجهزة المخابرات في العالم ومنها عربية كانت تعلم ومنذ البداية حقيقة اتجاه سير التحقيقات , ودوافعها واهدافها وهو ما يعني أن بعض الأنظمة العربية كانت تعلن الحقيقة منذ البداية أيضا لكن تلك الأنظمة فهمت علي الفور الرسالة التي أراد الأمريكيون والإسرائيليون إرسالها وخاصة وانهم يستخدمون في مواكبهم نفس أجهزة التشويش التي إستخدمها موكب الحريري والتي يمكن تعطيل عملها في أية لحظة ..!
لم يرغب أبناء الحريري (أولياء الدم) لأسباب عاطفية وغيرها في تصديق عدم تورط سوريا في الأمر وبرغم من المعلومات التي وفرها لهم جهاز مخابرات غربي لدولة كان رجلها الأول صديق وفي لأبيهم الشهيد الحريري بل فضلوا تصديق الرواية الأمريكية الإسرائيلية والسباحة مع التيار بل وتجاهل القاتل الحقيقي وذلك علي أن يتورطوا في خوض غمار وطريق كشف الحقيقة لعلمهم اليقيني بأنهم لن يتمكنوا من الأخذ بثأر أبيهم وسيجر عليهم عداوات دولية قد يخسرون فيها أكثر من المال.
رحم الله الشهيد ورفاقه وحمي لبنان من المؤامرات التي تحاك به ليل نهار وعلي رأسها إستهداف المقاومة اللبنانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.