28‏/02‏/2011

يعني إيه ثورة سلمية - للدكتور / اياد حرفوش

سلسلة المقالات دي غير موجهة للكوادر المسيسة ولكن للجماهير منخفضة الوعي السياسي
---
يعني إيه ثورة سلمية؟
الثورة تغيير جذري في السلطة وإدارة شئون البلد، سواء من حيث الأشخاص أو السياسات أو القوانين أو الدستور، والتغيير الثوري بيتم في مدة قصيرة، نتيجة لإعلان قطاعات عريضة من الشعب رفضها للأشخاص والسياسات السابقة، وبنسمي الثورة سلمية لما تتم من خلال وسائل الاحتجاج السلمي، زي العصيان المدني (الامتناع عن العمل والتعامل مع المصالح الحكومية)، أو التظاهر والاعتصام في أماكن عامة حيوية زي ما حصل في مصر في 25 يناير
.
ينفع التغييرات الثورية تتم من خلال نفس أشخاص النظام القديم؟
لما نفس الأشخاص يغيروا سياساتهم يبقى ده إصلاح سياسي مش ثورة، وده ممكن قبل ما الثورة تقوم، لأن معنى قيام الثورة إن الجماهير أيقنت بحسها الوطني إن النظام ميئوس منه، ولا ينتظر منه أي إصلاح، ومعناه كمان إن الأوضاع وصلت لمرحلة متردية جدا نفذ معها صبر الجماهير.

علشان كدة السؤال ده اتطرح مرة لما كان البعض شايف ترك فرصة لمبارك "يثبت فيها نفسه" ويصلح ما أفسده، ومرة تانية ليلة ما فوض عمر سليمان في خطاب جس النبض مساء 11 فبراير ويوم ما تنحى وبقي شفيق في الوزارة، وف كل مرة كانت الإجابة هي لأ

هل القطاعات اللي قامت بالثورة هي اللي لازم تحكم بعد الثورة؟
الثورات يشعل فتيلها الناشطون السياسيون (حركة 6 أبريل وحملة البرادعي ومجموعة خالد سعيد وغيرهم)، والمثقفون (إبراهيم عيسى وعلاء الأسواني وبلال فضل وخالد الصاوي وغيرهم)، فيستجيب لهم الأفواج الأولى من الجماهير اللي عادة بتكون من الشباب والعمال، فيكسروا هيبة النظام وبالتالي حاجز الخوف عند بقية القطاعات، فتنضم للثورة الجماهير من كل الفئات والأعمار رجالا ونساء.

في حالة الثورة المصرية دعا الناشطون والمثقفون لمسيرة يوم 25 يناير واعتصام التحرير، فاستجاب لهم الشباب في مظاهرات من 25 وحتى 28 لما كسر جهاز الأمن المركزي أمام إصرار المتظاهرين وكثرة المسيرات، ثم استجابات الجماهير وتحققت المظاهرات المليونية بداية من 1 فبراير، وبكدة غيرت الثورة شرعية الحكم، من خلال "الرضا العام" لجماهير الشعب عنها، فعادت كل السلطات للأمة (مش الناشطين والمثقفين والعمال والطلبة بس).

هنا يبدأ دور الكوادر السياسية والقانونية اللي لها تاريخ وطني مشرف، ولم تكن جزء من النظام الفاسد، علشان تتكون منها مؤسسات الحكم والتشريع والرقابة الجديدة، من خلال الانتخاب العام والممارسة الديمقراطية، علشان الأمة زي ما قلنا هي مصدر السلطات مش الثوار فقط.

(حتى لا يزايد أحد، هذه السطور كتبها بعض من شاركوا في الثورة من يومها الأول وحتى اليوم، لكن ده لا يدفعنا لتبني مفهوم غلط وهو احتكار مكاسب الثورة للثوار فقط)

يعني إيه إسقاط أو تغيير النظام؟
معروف إن شعار ثورة يناير كان "الشعب يريد إسقاط النظام"، يعني ده هدف الثورة المعلن اللي لازم تحققه علشان تكون نجحت، والنظام الحاكم في جمهورية رئاسية زي مصر، بيتكون من:
  • مؤسسة الرئاسة: رئيس الجمهورية ونائب أو نواب رئيس الجمهورية، وسكرتارية الرئيس، علشان كدة كانت القوى الثورية مصرة على تنحي "مبارك" عن منصبه وكذلك على رفض "عمر سليمان" نائبه.
  • السلطة التشريعية والرقابية، اللي هي مجلس الشعب، علشان كدة برضو كان إصرارنا على حل مجلس الشعب، أولا لأنه نتيجة انتخابات مزورة، وثانيا لأنه لو قام بدوره التشريعي والرقابي ماكناش وصلنا لحالة الثورة.
  • الحزب أو التنظيم السياسي اللي بينتمي إليه الرئيس والبرلمان الفاسد، اللي هو الحزب الوطني في حالتنا، وعلشان كدة مازلنا مصرين على حله وعلى رفض مشاركة أي عضو من أعضائه في الوزارة أو مجلس الشعب الجديد.
  • السلطة التنفيذية: وهي الوزراء ورئيس مجلس الوزراء، والمحافظين وقيادات الحكم المحلي، واللي لازم يتغيروا لأن كل عمل في الوطن بيتم من خلالهم، علشان يكونوا فعالين في الإصلاح الثوري لازم يكونوا مؤمنين بالثورة وغير موالين للنظام الفاسد، علشان كدة رفضنا حكومة أحمد شفيق الممثلة من 16 وزير حزب وطني وأربعة بس من خارج الحزب. وبننادي بتغيير كل المحافظين المنتمين للحزب لنفس السبب
ينفع التغيير الثوري يتم بالتدريج؟ يعني بدون تغيير النظام كاملا؟
لأ، لأن الجماهير لما بتقدم العرق والدم والمعاناة في ثورة بتنتظر حقها في عائد مباشر وسريع للتضحايات اللي قدمتها، الإصلاح هنا مابيكونش منحة ولا تطوع، ولكن حق للجماهير دفعت تمنه، ولو التغيير ماحصلش بسرعة وجذريا الجماهير بتحبط، وبتكفر كمان بالحل الثوري كوسيلة للإصلاح وتدخل في حالة سلبية أسوء من حالتها الأولى
---
سنقوم بتوزيع هذه السلسلة قدر جهدنا للرد المبسط على تساؤلات رجل الشارع، فمن رأى أن يشاركنا بطباعتها وتوزيعها كيفما يرى نكون له شاكرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.