25‏/04‏/2011

خبراء: القناصة والحشد الإعلامي أسلوب أمريكا الجديد للقضاء على الأنظمة المناوئة لها

(دي برس)
تساءل الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط نيكولاي ستاريكوف عن الثورات العربية قائلاً: "ألا يلفت نظركم أن الثورات تنفجر دفعة واحدة أو في تسلسل مريب وفي منطقة محددة تعتبر عصباً اقتصادياً خطيراً في العالم؟".
ويرى ستاريكوف وفق ما ذكرت صحيفة "الوطن" السورية أن هذا التساؤل ليس وليد الصدفة مضيفاً: إنه "لكي يكره الشعب حكومته يجب إراقة الدماء، ولأن السلطات تستخدم الغاز المسيل للدموع مثلاً أو خراطيم المياه، فإن ذلك لن يساعد على تفاقم المواجهة وعندها يظهر على السطوح قناصة مجهولون يطلقون الرصاص على المتظاهرين ويقتلون بعضهم، هذه الصورة شاهدناها في تونس وكان القناصة في مصر وفي ليبيا في بنغازي تحديداً".

ويضيف الخبير أن "هؤلاء القناصة قتلوا 38 متظاهراً في اليمن، وفي تونس تم إلقاء القبض على قناصة يحملون جوازات سفر سويدية ادعوا أنهم جاؤوا لصيد الخنازير البرية"‘ مستنكراً "أي سخرية.. سياح يصطادون الخنازير في بلد مضطرب!! لقد أطلق سراح القناصة فالثورة نجحت في تونس ولم يعد أحد يسأل عن سر هؤلاء"، ويؤكد ستاريكوف أن هؤلاء القناصة "يمارسون اليوم نفس المهمة في سورية، ثم تنقل شاشات الجزيرة وبي بي سي صوراً تظهر دموية النظام".

وأكد ستاريكوف إن أمريكا وللحفاظ عن قوتها الاقتصادية وعلى ريادة الدولار في العالم قامت بزعزعة استقرار المنطقة العربية الغنية بالثروات، وذلك لأن هذه البلدان تمتلك أسباب موضوعية فهذه البلدان تعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية، فالولايات المتحدة حسنت اقتصادها من خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.

وبرأيه أنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها أمريكا هذه الطريقة وإنما من يراجع التاريخ يرى أن نفس هؤلاء القناصة ظهروا في أثناء الثورة البلشفية في روسيا ونفس السيناريو تكرر قيرغيز ستان العام الماضي وقتلوا الأوزبك والقرغيز لتأجيج النزاع العرقي وفي إيران قتلت فتاة برصاص قناصة أثناء الإحتجاجات على الانتخابات.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو "لماذا تلجأ الأنظمة إلى هذه الطرق الغبية لإيقاف المظاهرات في حين أنها تمتلك وسائل فعالة لإيقافها لا تعتمد على العنف".

ويبدو أن إدارة أوباما بدأت تسعى الآن لتنفيذ مهمة تغيير أنظمة الحكم المناهضة لسياستها وللاحتلال الإسرائيلي بطريقة أولية وتدريجية بدلاً من البدء بالاحتلال مباشرة باسم "فرض الديمقراطية وتغيير النظام".

وذكرت صحيفة "جيروزليم بوست" الإسرائيلية السبت أن وزارة الخارجية الأميركية أعدت مبلغاً من 25 مليون دولار لكي تقدمه للمجموعات المعارضة في أي دولة تناهض سياستها، وسيجري استخدام هذا المبلغ على نشر جميع أشكال التحريض وجميع دعوات التمرد والثورة على أي نظام حكم تحدده واشنطن وذلك من خلال الإنترنت، والقنوات الفضائية المناسبة وما تتضمنه أجهزة اتصال (الموبايل) من تقنيات في التصوير والاتصال لحشد المعارضين وزجهم في حرب إعلامية وتحريضية ضد قادة دولهم وأنظمة السلطات فيها.

وتشير دراسات تتعلق بهذا المشروع إلى مرحلة تتلو هذه المرحلة وضمن فترة معينة تتولى فيها واشنطن علناً التنديد بهذه الدولة المعنية لتحقيق أحد هدفين: إما التراجع عن سياستها المناهضة للولايات المتحدة وإما تهديدها بفرض إجراءات أو عقوبات بسبب محاولة هذه الدولة المحافظة على نظامها وعدم الاستجابة لدعوات المعارضة.

وتؤكد صاحبة البحث في الصحيفة الإسرائيلية هيلاري كريغير أن وزارة الخارجية الأميركية ستعتمد الآن على إعداد المرحلة الأولى التمهيدية لمحاصرة أو تغيير نظام ما وذلك عن طريق تغذية وتشجيع معارضة من الداخل أولاً وتوحيد شعاراتها وتواصل أفرادها عبر وسائل الاتصال الإلكترونية ولو طالت فترة هذه المرحلة لسنة أو أكثر.

ويتحدث بعض المختصين في الإستراتيجية عن هذا المشروع بتأكيد أهمية "القوة الإلكترونية الناعمة" في أولى مراحل الهجوم الأميركي على أي دولة مناهضة لكي يتسنى لـ"القوة الصلبة" الدخول إلى المعركة بمبررات "دولية" مثل مجلس الأمن أو مبررات تحالفية إقليمية دولية (جامعة عربية ومعها حلف أطلسي) إذا لم يوافق مجلس الأمن الدولي، ولا شك في أن إستراتيجية كهذه جرى تطبيقها في ليبيا للسيطرة على نفطها باسم "حماية المدنيين".

ويأتي حديث كريغير منسجماً مع ما قاله الخبير الروسي نيكولاي ستاريكوف حول السيناريوهات التي تتبعها الولايات المتحدة لتبرير التدخل في شؤون الدول الأخرى عبر سفك الدم بالشوارع مع حملات التحريض عبر وسائل الاتصال والانترنت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.