22‏/12‏/2010

رفيق الحريري ناقة البسوس التي ستفني العرب؟

رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري
كتب / د.مقبل أحمد العمري
إن أمانة المسئولية هي التي دفعتني لكتابة هذه السطور التي تنضح بالحق ولا تتلفع بالباطل عسى أن يعقل كلامي كل من ألقى السمع وهو شهيد.
في( 13) ربيع الأول السنة الحادية للهجرة الموافق 8يونيو سنة 633م ،انتقل سيد الورى وأكرم الخلق النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وهو يوم بكى فيه المسلمون حتى اخضلت لحاهم وحق لهم البكاء ،إنه محمد بن عبد الله.
و من شدة حب الناس له شهر عمر بن الخطاب سيفه ليقاتل من يحدث نفسه أن النبي الأعظم قدمات ،ولكن ما لبث عمر أن استسلم للمشيئة الالهية بعد الخطبة المجلجلة التي ألقاها الخليفة الأول ابوبكر الصديق قائلاً أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمداً قد مات ،ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت) ،وقرأ من قول الله تعالى (وما محمدٌ إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم).
فصدق عمر وصدق الناس وسلموا بموت أشرف الخلق،واستمر الإسلام والمسلمون يأتمرون بأوامر رسول الله غير جازعين ولا قانطين.
أفتجزع هذه الأمة بموت الحريري؟؟
وفي سنة(13هـ) اسلم ابوبكر الروح فلم تجزع الأمة رغم انه الصديق صاحب رسول الله المذكور في التنزيل الحكيم كثاني اثنين؟؟
وبايع المسلمون الفاروق عمر بن الخطاب، الذي لا يعدله مليون حريري؟!
ذلك الخليفة الذي ملأ الأرض عدلا قتله في سنة(23هـ) أحقر الورى أبو لؤلؤة المجوسي عند صلاة الفجر ،وكان يصلي بالمسلمين ،فقتل عبد الله بن عمر قاتل أبيه ،فحاكمه عثمان الخليفة الثالث لتعديه على سلطة الدولة واحتمل دية القتيل القاتل،واستمرت الحياة رغم ما يمثله عمر للأمة.
وجاء ت جيوش الشام ومصر والعراق والكوفة ،على راسها مجموعة من القتلة والمجرمين وعشاق السلطة ورؤساء السوء فحاصرو ا وقتلوا عثمان الخليفةالثالث سنة(35هـ) ،فكانت تلك الفتنة العمياء نظراً لما مثله مقتل عثمان من ظلم وخسة وجرأة على الله وعلى الخلافة والنظام الإسلامي ، إنه عثمان بن عفان ذو النورين.
فماذا يمثل رفيق الحريري جوار ذي النورين؟
ورغم الفتنة لم يذهب المسلمون للشرق ولا للغرب ،ولكنهم توجهو لنظامهم واختاروا خليفتهم الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه،ولم تثنهم الفتنة عن إقامة الدولة، وحفظ وحدة الإسلام ونظامه.
وقد جاء ذلك الخارجي اللعين سنة(40هـ) ليطعن الإمام العظيم طعنة قاتلة ليضيف إلى نكبة الأمة في عظمائها نكبة ،فهذا علي بن ابي طالب !!
وليس رفيق الحريري؟!!
لكن هذا الخليفة العظيم نظر إلى نفسه كمواطن واحد متواضع ،حكم قاتله القصاص به فقط أو العفو فقال خطيباً يحرض المسلمين الا يجزعوا وأن يحافظوا على وحدة االناس ودمائهم ،وان يرفقوابالقاتل قائلاً((يا بني عبد المطلب لا الفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون قتل أمير المؤمنين لا تقتلن بي إلا قاتلي إذا أنامت بضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة،ولا تمثلوا بالرجل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور، إن عشت فأنا ولي دمي ،وإن افنى فالفناء ميعادي ،وإن أعفوا فالعفو لي قربةوهو لكم حسنة فاعفوا).
ثم مات واستشهد عظماء من امة الإسلام لا حصر لهم كعمر بن عبد العزيز ،وهارون الرشيد ،والمعتصم ،وصلاح الدين الأيوبي،فلم تجزع الأمة رغم ان واحدا من هؤلاء بحجم أمة.
وفي العصر الحديث استشهد عمر المختار ،وصدام حسين ، وياسر عرفات ، ومات عبد الناصر.
ومات أو استشهد الملك العظيم فيصل بن عبد العزيز آل سعود ضمير الأمة النابض صاحب الفضل في تيقظ الأمة وانتصارها سنة 1973م، فلم تجزع السعودية ولا الأمة العربية ،ولا لبنان على رحيل فيصل بقدر جزعها على رفيق الحريري؟!
والسؤال ماذا يمثل الحريري أمام هؤلاء العظماء ؟ وهل يساوي شسع نعل أحدهم أو اقل؟
ماذا صنع هذا الحريري للأمة وللبنان غير العار والخزي والتبعية؟
ماذا صنع غير التفريط بأموال الأمة وتبديدها في ملاهي باريس ولندن ،وتوزيعها هبات لأعداء الإسلام؟ ونحن نعلم من أين وكيف اكتسب الحريري ثروته،وإنه مجرد سمسار تجاري اعتلى عرش السلطة باموال النفط في زمن النخاسة العربية.
هل حرر الحريري شبراً من أرض لبنان؟ هل جاء بمشروع سياسي فريد يقي لبنان الإنقسام والتفتت؟ هل خدم الأمة العربية في شيئ؟ هل قال لا لأمريكا او لإسراييل؟
هل صنع جيشا للبنان؟ هل سلح جيش لبنان ولو بربع ما تسلحت المقاومة التي كونت من سلاحها الضعيف ترسانة هزمت بها اسرائيل؟
هل مات ولبنان محرراً والامة مرفوعة الرأس من شمائله وأمجاده؟
أم أنه مجرد لص سطى على أموال النفط ،وأقام على أنقاض فلسطين ولبنان والعراق شركاته ،وعمائره ، ومات والأمة بعده في ذل واللبنانيون على شفا حفرة من النار؟
أفإن مات هذا الحريري أوقتل تنقلب الأمة وينقلب اللبنانيون على أعقابهم؟ ولم ينقلبوا بعد محمد رسول الله؟؟؟
أفإن مات تفرض الوصاية الدولية عل لبنان؟ وتشكل المحكمة الدولية وفقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة؟ ويتم تمزيق لبنان وضرب مقاومته ؟وقتل وتشريد المهجرين عن ديارهم من أهل فلسطين؟ ويدخل لبنان في نفق مظلم لا يعلمه إلا الله.
أفإن مات تخرج سوريا من لبنان ،ويرحب باسرائيل و أمريكا؟ ويستأسد العملاء على شرفاء الامة وأعلامها البارزين؟
أفإن مات أو قتل تدخل الأمة في هذ الأنقسام وهذا التمزق؟
فمن هو الحريري إذا؟
إنه مجرد مشروع صهيوني أوروبي أمريكي سعودي لإخضاع لبنان والأمة العربية والإسلامية ،وإذلالها ،وتقديم العون والحماية لإسرائيل ضد الفلسطينيين؟
لكن هذا المشروع ووجه بمقاومة فضحته اوكادت،وهذا المشروع تحطم في صخرة سوريا التي لم تفرط بخقوقها ولا حقوق لبنان ، ولم تقبل بالسلام الذليل وهوما زاده فضيحة وعرياً؟
إذا لتقتل اسرائيل الحريري،ولتطرد السعودية سوريا من لبنان،ولتاتي اسرائيل بنفسها إلى لبنان من جديد، لكن اسرائيل هذه المرة تحطمت في صخرة المقاومة اللبنانية ،فجاءت أمريكا بنفسها لتحمي ربيبتها ،وتنقذ سياستها وعملائها وليذهب لبنان للجحيم.
في مغامرة اسرائيل قتل وجرح الآلاف من النساء والشيوخ والأطفال اللبنانيين،والآن في مغامرة جيش لبنان العميل يحرق لبنان ويدمر ويقتل الأبرياء ،وفي الحرب الأهلية القادمة ربما سيفنى لبنان من الوجود؟
كل هذه الدماء لا تساوي عند ملوك النخاسين قطرة من دم الحريري التاجر السمسار الذي حكم لبنان؟!
فما ذا إن مات أوقتل هذا المرابي أوالمئات من أمثاله؟
ماذا يمثل الحريري في ضمير الأمة؟
لاشيئ سوى أنه قد يكون ناقة البسوس التي ستهلك العرب وتفنيهم.
فليحذر عقلاء هذه الأمة إن بقي فيها ذو عقل ،وقد ضربنا لهم مثلا برسول الله صلى الله عليه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.