04‏/12‏/2010

"ليبراسيون" وتسريبات جديدة: حزب الله سيُتّهم ولا اثباتات سوى الإتصالات



على غرار العديد من الصحف الغربية التي سربت مضامين القرار الظني المتوقعة للمحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس الحريري والى اين تتجه بوصلة الاتهام وعلى اي اساس، تناول تحقيق لصحيفة ليبراسيون الفرنسية موضوع القرار الظني متوقعا -استنادا الى من وصفهم مقربين من التحقيق- ان يتهم هذا القرار حزب الله وان يكون الدليل الذي يتم الاستناد اليه هو الاتصالات .

وقالت الصحيفة في تحقيق كبير لجان بيار بيران، المتخصص في الشؤون اللبنانية أن المحكمة الدوليّة "تستعد لاتهام أعضاء في حزب الله بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري" واضافت: كل دروب التحقيق تقود إلى حزب الله، رغم عدم وجود إثباتات مادية ما عدا التنصت الهاتفي .

ويقول التقرير إلى أن القرار الاتهامي سيستند إلى شبكة الاتصالات الهاتفية، التي تولى مراقبتها الضابط وسام عيد، الذي توصّل إلى أن «فريقاً غامضاً، لا يستعمل أفراده هواتفهم المحمولة إلا للتواصل في ما بينهم، كان يلاحق الحريري منذ أسابيع عدة». ثم تكشف «ليبراسيون» أنه جرت متابعة بعض الأرقام في أربعة اعتداءات أعقبت مقتل الحريري، ومنها «الاعتداء الذي ذهب بحياة الصحافي سمير قصير في 2 حزيران 2005، وبعد ذلك بقليل قضى تفجير على الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي جورج حاوي». وتؤكد «أن هذه المعلومات مستقاة من تسريبات من أشخاص مقربين من التحقيق». لكنها تضيف إن «الآتي أعظم، وإنه يجب انتظار ما سيحدث زلزالاً سياسيّاً بالنسبة إلى الطبقة السياسية اللبنانية ».
وتنهي الصحيفة تحقيقها باستنتاج أنه «حتى لو توصّل التحقيق الى تحديد المنفذين لعملية اغتيال الحريري، يظل أمر معرفة وتحديد من أعطى الأمر». يضيف كاتب المقال: «نظراً الى أهمية الحدث، لا يمكن دمشق وطهران أن تجهلا الأمر ».
وفي إشارة إلى نوع من «التباين داخل هيئة التحرير»، نشرت «ليبراسيون» ملحقاً للتحقيق، كتبه أيضاً جان بيار بيران تحت «عنوان دمشق والرياض في دور رجال الإطفاء». وتصف الصحيفة الجهود التي تقوم بها سوريا والسعودية «لاستيعاب تداعيات القرار الاتهامي التي يمكن أن تسقط الحكومة اللبنانية»، وهي تسعى إلى «تحجيم مخاطر الانفجار قبل نشر ملف المحكمة». وتشير إلى المفارقة في أن الفريقين يدعمان هذا المجهود. وتتحدث الصحيفة عن «خطة سرية» بين الرياض ودمشق. وهي تصف «السعودية بأنها تدعم السنّة، بينما سوريا تدعم الشيعة»، لكنها توافق على أن العاصمتين لا تريدان إسقاط الحكومة الوطنية التي يشارك فيها حزب الله. ويرى كاتب المقال أن إيران تضغط على سعد الحريري لـ«تجاهل القرار الاتهامي» الذي يمكن أن يتهم حزب الله، أهم حلفائها في المنطقة .
وفي افتتاحية العدد نفسه من الصحيفة، كتب المعلق فرنسوا سيرجان عن «القانون والعدل الدولي وعلاقته بالسلام». وسأل ما إذا كانت المحاكم الدولية التي يقيمها المجتمع الدولي يمكن أن تهدد الدول الضعيفة والتي تشهد انقساماً. ويعترف الكاتب بأن «هذا النوع الجديد من القانون يبدو كأنه تدخل غير مبرر في شؤون الدول الصغيرة في الجنوب». ويعترف بأن اللبنانيين يتشككون كثيراً في من يقف وراء هذه الاغتيالات، إلا أنهم، حسب رأيه، يريدون معرفة «سبب هذا العطش للعدل، فيما آلاف الجرائم في بلدهم بقيت من دون عقاب». يضيف إن شعوب المنطقة تسأل عن أسباب إفلات «الجار» الإسرائيلي من أي ملاحقة حتى بعد الحرب على غزة. ويخلص إلى أنه كي يكون القضاء الدولي جدياً، عليه أن يكون كاملاً من دون انتقاص ومساوياً لكل الجرائم من دون تمييز، عندها ستتفهم الشعوب أنه لا يمكن الحصول على السلام من دون العدل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.