14‏/01‏/2011

الواشنطن بوست: مخاطر تواجه حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط

كتب : جاكسون ديل مقالا في الواشنطن بوست تحدث فيها عن طبيعة المخاطر التي تواجه حلفاء اميركا في المنطقة  وتاليا نص المقال:
يبدو أن الحظ حالف الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الشرق الأوسط حتى اللحظة، إذ لاقت محاولته لإعادة إحياء عملية السلام فشلا ذريعا. لقد نعمت المنطقة ككل من فلسطينيين وإسرائيليين وعرب بعامين من الترنح والاستقرار في العلاقات على الصعيدين الداخلي والخارجي.

بيد أن هذا الحظ الذي تماشى مع أوباما طوال الفترة المنصرمة على وشك أن تبدل حالاً أخرى، وإن حدث هذا، فلن يكون لأن الفلسطينيين والإسرائيليين لم يوافقوا على حل الدولتين، بل لأن الخلافات الإقليمية والداخلية في تلك الدول، والتي غفل عنها أوباما ومن حوله، لم يعد بالإمكان احتواؤها.

قد يعد ما حصل لحكومة سعد الحريري التي استقال 11 عضوا من أعضائها ليفقدوها النصاب القانوني، أوضح مثال على اقتراب النهاية في المنطقة، فلبنان تلعب دورا أساسيا في الحرب الباردة في الشرق الأوسط بين سوريا وإيران والجماعات اللبنانية الداخلية من أمثال حزب الله وحماس والحلفاء (السنيون) لأمريكا في المنطقة.

لا يبدو أن نشوب حرب أهلية في لبنان قريب الحدوث على الرغم من اقتراب إعلان المحكمة الدولية عن الشخصية من حزب الله التي قتلت رفيق الحريري، والد رئيس الوزراء سعد الدين. وهذا يعني تولي المليشيات الإيرانية زمام المبادرة على حساب حماس، وهما القوتان العسكريتان الأقوى في المنطقة بعد إسرائيل.

الخطر الوشيك على مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ليس حربا، بل ثورات داخلية. اشتعلت جذوة المظاهرات في أنحاء تونس كلها بعد مصادرة الشرطة المحلية لمدينة سيدي بوزيد عربة غير مرخصة لبيع الخضروات، مما دعا مالكها الذي يعاني من ويلات الفقر وأقسى درجات العوز لأن يضرم النيران في نفسه احتجاجا وتعبيرا عن مدى اليأس من تحصيل قوت يومه.

هذه المظاهرات باتت تهدد بأن تطال رأس الحكومة التونسية التي تمتطي ظهر الشعب والحكومة منذ قرابة الـ29 عاما الماضية وتلجم أفواه شعبها بأقسى أنواع الترهيبات.

وكما تنتشر النار سريعا في الهشيم، انتقلت المظاهرات إلى الدولة المجاورة لتونس، للجزائر بلد المليون شهيد التي لا يصمت أعزاء النفس فيها على ضيم، وإن اضطروا للسكوت أملا في تحسن الأحوال، فلن يطول سكوتهم. وكان أن هبت النار في أنحاء الجزائر عطفا على ما لمسوه من إمكانية للمناداة بالأمن واستقرار الأسعار.

بدأت وسائل الإعلام في طرح الأسئلة عن الدولة التالية التي ستنتقل إليها نيران الغلاء وحماسة المظاهرات. فمصر والأردن ولبنان كلها دول ترقد على جمر مستعر، لا لقربها من تونس والجزائر، بل بسبب الغلاء غير المحتمل في أسعار الغذاء والوقود والذي دفع بمعدلات الجريمة للارتفاع مما يهدد الأمن والاستقرار ودفع المواطنين لدرجات من اليأس وصل إليها مؤخرا مواطنو سيدي بوزيد.

وعلى صعيد متصل، حذرت الأمم المتحدة من "صدمة في أسعار الغذاء" في المنطقة وما يمكن لهذا أن يجره من اضطرابات داخلية مدفوعة بالبطالة والفقر والعوز والحكومات التي لا تصغي جيدا لمطالبات شعب شرع صوت جماعاته الراقدة بالعلو وشارف على الصدح عاليا، ولو حدث هذا، لوجدت الشعوب الأردنية والمصرية وحتى الليبية تميط اللثام عن وجه لم تعهده هذه الحكومات التي لا تجيد فن الاستماع بأذن واعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.