23‏/03‏/2011

أحمد دومة يكتب:ثورة البحرين و"الإيرانوفوبيا"

ثورة البحرين و"الإيرانوفوبيا"
كتب:أحمد دومة.
تابعت انتفاضة الشعب البحريني خلال الأيام الماضية كغيرها من الانتفاضات التي طالت-أخيراً- محيطنا العربي ، وخرجت فيها الشعوب تحمل راية الحريّة وتعليها فوق العروش والكراسي ، فتزلزل بصيحاتها أركاناً للظلم طالما رسخت في بلداننا ، وانزرعت جذورها في كل قلبٍ عربيٍّ رغماً عن أنفه ،وإرادته ، ووجدت في البحرين ما شاهدته وعايشته في كل ثورة عربية من قمع وقتل وإرهاب واعتقال لكل من رفع صوتاً بالتغيير ، وخلع عنه ثوب المذلة والتبعية للحاكم .
ورغم ما رأيته من مطالب مشروعة للشعب البحريني الذي اتخذ من ميدان اللؤلؤة مركزاً لثورته ، رافعين فيه لافتات تطالب بتغيير حقيقي ، وتهب لخلع الملك الحاكم –الذي أراه مستبداً- ولم أجد في هتافاتهم ولا لافتاتهم ما يدل عن مذهبية ولا طائفيّة طوال فترة متابعتي التي استمرّت إلى الآن ، إلا أنني فوجئت برسائل هادرة من بلدان عربية كثيرة تدين تأييدي لهذه الثورة ، وتستنكر "وقوعي في الفخ الإيراني " –كما أسموه- عندما تمنيت لثورة البحرين الانتصار ،ليتخلص العالم العربي من طغاته ، وما لبثت هذه الرسائل تصلني إلا وخرج أحد كبار العلماء والمشايخ منتقداً ذات الثورة واصفاً إياها بالطائفية ضد أهل السنة –الذي أنتمي لهم- معلناً أنها تختلف عن بقية الثورات في العالم العربي .
وأظن أن هناك مواقف متباينة من الجميع تجاه ثورة البحرين بخلاف ما حدث مع بقية الثورات في العالم العربي،وخصوصاً الموقف الأمريكي الذي تحجج به البعض واتخذه سبباً لعدم دعم الثورة البحرينية رغم أن موقف أمريكا واضح وسبب دعمها للنظام الحاكم في البحرين معروفاً للجميع ، فأمريكا ليست مستعدة بأي شكل أن تخسر حلفاءها –أصحاب النفط- في منطقة الخليج ،لأن سقوط البحرين سيجر خلفها بقية دول الخليج الذين يعدون أكبر الداعمين والحلفاء الاستراتيجيين لأمريكا، هذا إضافة لما تمثله دول الخليج من درع حماية لأمريكا أمام إيران .
ثورة البحرين التي رأيتها ثورة خرج فيها أكثر من نصف سكان البحرين يطالبون بحقوق أراها أقل من المشروعة ، ولو كانت ثورة طائفة واحدة تمثل الأغلبية في هذا البلد فلا بمكنني أن أنكر حقهم في الخروج لتحقيق مطالبهم البعيدة تماما البعد عن الطائفية والمذهبية ، ولهذا فتكرار إعلان الدعم لهذه الثورة ، وتأييدها شيئاً اراه بديهيّاَ ومنطقيّاً إلى أبعد حد ، مهما زادت الاتهامات وتوالت من أي كان .
وسأجمل لكم نقاط تحمل ما أراه ملامح هذه الثورة البحرينية:-
1-      التحرك الثوري في البحرين يؤثر على وجود المعسكر الغربي في ظل اعتماده على النفط العربي ،وخصوصاً أثناء استعداده لمواجهة محتملة مع إيران.
2-      السعودية تتدخل حتى لا تنتقل إليها حمى الثورة وخصوصاً أنها شريك تجاري للبحرين وهذه أظهره تأثر البورصة السعودية بثورة البحرين.
3-      السعودية تحركت عسكريّاً تنفيذاً لأجندة أمريكية لحماية مصالحها في المنطقة ، ولضرب إيران في الأرض البحرينية ، وهذا ما علمناه من اجتماعات أمنية في الرياض بقيادة أمريكية شارك فيها يمنيين وإماراتيين .
4-      ان المطالبات التي يحملها المتظاهرون (العرب قبل كل شئ ) هي مطالب بالعمل بدستور استقلت على اساسة الدولة ولا تحمل بأي معنى من المعاني الطائفية.
5-      طائفية الثورة-لو سلمنا بها- ليست مبررا للقتل الجماعي ولدخول قوات"احتلال" مهما كانت جنسيتها، ولا مبرراً كذلك لرد "إيراني " لأنه شأن بحريني بحت والشعب البحريني هو صاحب السلطان فيه .
6-      القول بوجود اصابع ايرانية في الثورة البحرينية غير مقبول. و الاخطر من ذلك تشخيص العلاقة بين ايران و المعارضة البحرينية على اسس مذهبية ، الأمر الذي يعني انه لولا السياق المذهبي لما كان في البحرين معارضة او مواطنون يطلبون اصلاحا، وهذا غير منطقي تماماً.
7-      إلصاق تهمة التبعية الدينية للثوار لمجرد انتمائهم لطائفة بعينها يشبه ما حاول النظام المصري السابق الصاقه بنا أثناء الثورة رغم وجود شيوعيين وفنانين ومسيحيين بيننا ،الا أنه صمم على اتهامنا بالتبعية لحماس تارة وإيران تارة والإخوان أحياناً ثم عاد للقول بتبعيتنا لامريكا التي تمدنا بوجبات كنتاكي ، وهو الأمر نفسه الذي فعله المخبول "القذافي " الذي اتهم الثوار في ليبيا بالتبعية للقاعدة وبن لادن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.