07‏/01‏/2011

90 % من دول العالم لا تملك القوة النارية التي يملكها حزب الله

" الايرانيون بعيدون جدا عن قنبلة نووية، وخطتهم تتأجل المرة تلو الاخرى بسبب الوسائل التي استخدمت ضدهم". هكذا قال دغان في حديث وداعي مغلق.
لدغان يوجد رأي جد واضح: في الماضي عبر عن رأيه وقال انه لا حاجة لاسرائيل الى المسارعة الى الهجوم او الى شن الحرب – الا في حالة تتعرض هي فيها للهجوم او حين تكون الحربة على رقبتها – وليس مجرد موضوعة على الرقبة بل تبدأ بالقطع باللحم الحي.
محللون يقدرون بان هجوما عسكريا يمكن أن يؤجل المشروع لفترة زمنية محددة فقط، غير أن مثل هذه المهلة لا تستحق الثمن. فنظام آيات الله يمكنه أن يستخدم ذلك كذريعة للانسحاب من الميثاق الدولي لمنع نشر السلاح النووي والسكان في ايران سيتحدون خلف السلطة.
عن حزب الله يقول دغان ان 90 في المائة من الدول في العالم لا تملك قوة نار مثلما تملك المنظمة اللبنانية. توجد امكانية في أن تتدخل سوريا ايضا في القتال وتحاول المس بشكل شديد بالجبهة الاسرائيلية الداخلية. هذه الجبهة كما أوضح دغان في احاديثه ليست جاهزة اليوم لهجوم صاروخي متداخل.
في أثناء ولايته جعل دغان المشروع النووي الايراني، الذي يرى فيه تهديدا وجوديا، المهمة المركزية للموساد. مئات الاف ساعات العمل ومليارات الدولارات استثمرت في محاولة للفهم ما الذي يوجد لدى ايران. منذ تعيينه في المنصب عزي للموساد سلسلة من النجاحات في هذا الموضوع. فقبل نحو سنة ادعى في لجنة الخارجية والامن بانه ستكون لايران قدرة على اطلاق صاروخ يحمل سلاح نووي في العام 2014 فقط. حتى ذلك الحين يوجد الكثير من الوقت للنشاط السري، المفضل على القصف العلني الذي سيكون نجاحه جزئيا ومن شأن نتائجه أن تكون قاسية.
مؤخرا غير دغان هذا الجدول الزمني: ويدعي اليوم بانه قد يكون لايران منشأة نووية اولى ربما في 2015، وهذا أيضا تقدير متشدد جدا، يستند الى الافتراض بان مساعي الاحباط والابطاء ستتوقف الان، وكل العالم سيقف جانبا حيال التحول النووي الشيعي. وبكلمات اخرى – اذا ما بقيت اليقظة العالمية واستمرت النجاحات الغربية في ممارسة الضغط على ايران، فان الموعد سيكون أبعد من ذلك.
التقدير الاستخباري لوضع المشروع النووي الايراني لا يختلف على نحو كبير بين اسرائيل والولايات المتحدة. الخلاف الجوهري هو في فهم التهديد. فالولايات المتحدة لا ترى في المشروع تهديدا وجوديا بالنسبة لها فيما أن اسرائيل واثقة انه كذلك. ويقدر مصدر أمني بانه، خلافا لاخرين في اسرة الاستخبارات الاسرائيلية، يوجد بالتأكيد خطر في أن يكون قادة النظام في ايران، وعلى رأسهم الزعيم الروحي علي خمينائي، كفيلين بان يأمروا باستخدام السلاح حيال اسرائيل في اوضاع متطرفة.
رغم أن الولايات المتحدة لا ترى تهديدا وجوديا لذاتها، الا انها تفهم بان اسرائيل ترى خطرا بابادة الدولة اليهودية، وهي تأخذ النهج الاسرائيلي على محمل الجد جدا. ومع ذلك، فان الولايات المتحدة متورطة في سلسلة صراعات في ساحات مختلفة في العالم وتدفع اثمان على تواجدها العسكري، فضلا عن الميزانية العادية، بمليارات الدولارات في اليوم. مثل هذا المبلغ الهائل يثقل ايضا على القوة العظمى الاقوى في العالم وليس لديها مقدرات للدخول في مواجهة اخرى، هذه المرة مع ايران.
في وثيقة كشف عنها مؤخرا موقع ويكيليكس تبين أن دغان يعتقد بانه يجب مكافحة المشروع النووي الايراني بالتوازي في عدة مسارات: ضغط سياسي، منع شراء معدات للمشروع النووي في العالم، كفاح اقتصادي حاد، اثارة الاقليات المختلفة في ايران على التمرد ضد الحكم والقتال السري. استخدام كل هذه الادوات معا سبق أن اثار مشكلة شديدة للحكم الايراني. العقوبات تلحق اضرارا شديدة، والرجل في الشارع بات يربط بين ضائقته الاقتصادية واصرار السلطة على مواصلة التطوير النووي.
الجبهة السورية – طرح شروط على دمشق
في الموضوع السوري قال دغان في احاديث الوداع انه لم يغير موقفه منذ انتخب لمنصبه: فهو مع السلام مع سوريا، ولكن حيال الشرط السوري المطروح لاستئناف المفاوضات – الوديعة التي اعطاها اسحق رابين لوزير الخارجية الامريكي والتي استخلص منها السوريون تعهدا اسرائيليا كاملا بالانسحاب من هضبة الجولان – يجب لاسرائيل أن تطرح شرطا خاصا بها: نزع سلاح حزب الله والغاء اتفاقات الدفاع والتعاون الاستراتيجي مع ايران.
وأعرب دغان عن أسفه في احاديث الوداع معه عن بعض اخفاقات الموساد، كلها في مجال الاسرى والمفقودين، والتي أولى دغان لها اهمية كبيرة في اثناء خدمته كرئيس للموساد. فقد فشل الموساد في حل مسألة المفقودين من معركة سلطان يعقوب، ولم ينجح في جلب عظام ايلي كوهين، مقاتل قيساريا الذي اعدم في دمشق، ولم يجلب معلومات ذات مصدقية عن جلعاد شاليط.
بالنسبة للعلاقات مع الاردن يقول دغان انه من زاوية النظر الاردنية، لم تكسب المملكة الاردنية كثيرا من اتفاقات السلام مع اسرائيل. ويعتقد دغان بان الحكم في مصر مستقر وسينجح في نقل الخلافة الى زعيم آخر بعد مبارك بشكل مرتب. القلق المركزي للحكم، اليوم هو المعارضة وبعده ما يجري في السودان الذي له طاقة كامنة لخلق موجة لاجئين الى داخل مصر والتحول بذاتها الى بلاد لجوء لرجال الجهاد العالمي. دغان يرى خطرا كبيرا في ترسانة السلاح النووي في الباكستان والتي قد تقع في اياد اسلامية متطرفة".
المصدر: "يديعوت أحرونوت – رونين بيرغمان"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.