07‏/01‏/2011

عن حسن نصر اللّه

ابراهيم الأمين
الرجل لديه عائلة، لديه زوجة وأولاد وأحفاد , لديه منزل وربما أكثر, يسكن بالإيجار وبالاستعارة أيضاً, لديه فراش وشرشف ولحاف , ولديه براد وغاز وخزانة للمونة , لديه سجادة للجلوس وسجادة للصلاة
لديه دفّاية على الكهرباء ولديه أيضاً سخّان للمياه , لديه كنبة وكرسي وتلفاز , ولديه كابل ستلايت ويشاهد قنوات كثيرة , يحب الأفلام الوثائقية وبعض البرامج , يحب الرسوم المتحركة وقنوات الأطفال
يضطر مثلنا إلى سماع السياسيين , يعصّب وينرفز لكنه أيضاً ينام , يسأل الأولاد عن كتبهم وعن دروسهم , ويسأل الأبناء عن أولادهم وأغراضهم وأحوالهم , لديه راتب شهري، يعطي زوجته مصروف المنزل
ويحفظ قليلاً للأيام الصعبة , لديه سيارة لكن، ربما الطبيب يمنعه من قيادتها , لديه مكتبة، لكنها موزّعة في أمكنة عدة , لديه هاتف وإنترنت وبريد إلكتروني , لديه وقت للنوم ووقت للطعام ووقت للراحة
ولديه وقت للقراءة والكتابة ووقت للتأمل , يقرأ القرآن ويسمع مقرئ العزاء ويبكي , يستقبل الضيوف أيضاً ولو من دون ضجيج , لديه أم يقبّل يديها كلما رآها، تداعب له وجنتيه وتحضنه , تقبّله وهو يسرّ بسماع الدعاء منها , لديه والده الذي يخبره عن أحوال إخوته , وأخبار الأقرباء والجيران وأهل الضيعة , يتجوّل في الشوارع والحارات كالباقين , يضيق بالذين يبثّون الفوضى ويتركون الأوساخ خلفهم , يحتجّ لأن الأرصفة لم تعد للمشاة , ويغبط الناس الذين يقصدون الكورنيش , حسن نصر الله مثل أهله , لكن ما يميّزه عن كثيرين.

 أن خلفه وعن يمينه وعن يساره
رجال أشداء يردّدون على مسمعه:
امضِ كما أردت، نحن معك. والله لو خضت عباب البحر لخضناه معك، وما تخلّف منا رجل واحد!

جريدة الاخبار اللبنانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.