29‏/06‏/2010

إبراهيم عيسى يكتب: العرب بين صلاح الدين وعلاء الدين!!!!!!!

أقرأ شعار (أين أنت يا صلاح الدين؟) مكتوبا بكل حب وصدق وحماس في لافتات يرفعها الشباب في مظاهرات التضامن مع المسجد الأقصي هذه الأيام فأشعر بالشفقة علي فلسطين من مناصريها وأحس بالفزع علي المسجد الأقصي من المدافعين عنه، إلي هذا الحد لايزال العنوان خاطئا!

أين صلاح الدين؟

صلاح الدين مات!

ثم من أين يأتي صلاح الدين بذمة أبيكم؟

لقد كان صلاح الدين حاكما لمصر فهل تتوقعون من حاكمها السيد الرئيس محمد حسني مبارك أن يكون صلاح الدين؟

ثم صلاح الدين لم يكن وحده ولم يأت بالدعاء ولم يظهر استجابة لشعارات مظاهرات لأجل الأقصي في شوارع القاهرة المعزية أو حواري دمشق القديمة!

الحاصل أن إحدي علامات العجز العربي المقيم والمقيت هو هذا الشعار أين أنت ياصلاح الدين؟ فنحن لا نفعل أي شيء كي يظهر صلاح الدين ونحن لا نقوم بأي خطوة من أجل تغيير الواقع العربي كي يظهر صلاح الدين، بل الحقيقة التعسة أن الأداء العربي الشعبي أليق به أن يصرخ وينادي أين أنت يا علاء الدين وليس يا صلاح الدين؟ فالشعوب العاجزة عن تغيير حكامها أو سلاطينها وأمرائها، والشعوب المشلولة عن مواجهة وزراء داخليتها أو مباحثها، والشعوب العربية التي لا تملك قدرة علي قول كلمة لا أمام ملك مستبد أو رئيس ديكتاتوري أو حاكم مهووس أو سلطة فاسدة لايمكن أن يظهر منها وفيها صلاح الدين! تشعر أن الشعوب تطالب بمصباح علاء الدين تحكه فيتحرر الأقصي وتتطهر القدس من دنس الاحتلال، العرب يحلمون بعلاء الدين يخرج من المصباح فيفعل ما تفعله الجن من معجزات، هؤلاء عرب علاء الدين وليسوا عرب صلاح الدين أبدا!

طيب افرض جاء صلاح الدين وقال أريدكم للحرب؟

ماذا ستفعلون هل العرب العاربة والمستعربة مستعدة للحرب ولمواجهة إسرائيل؟

طبعا سيجد الأخ أبومازن ورفاقه من حكام الاعتدال يطالبون صلاح الدين بضبط النفس وبأن ننتظر الضغط الأمريكي علي حكومة تل أبيب، وسوف يقول له الرئيس مبارك في اجتماع القمة العربية إنه لايمكن أن يورط بلده في مواجهة مع إسرائيل، حد برضه ياصلاح يا أخويا يحط ذراعه في بق الأسد، وسيسمع طبعا تحفا فكرية من الأخ العقيد قائد الثورة المستمرة منذ أربعين عاما تثور علي روحها، وكذلك سيعلن الرئيس السوداني تطوعه للحرب مع صلاح الدين لكن بالعصا التي يمسكها للتلويح للمحاكمة الجنائية الدولية وللرقص في الاحتفالات، ويطالبه الرئيس التونسي بمنع الحجاب أولا، أما الرئيس السوري فسوف يؤكد استعداد بلاده لعقد مؤتمر لمناصرة صلاح الدين، ثم النظر في توصيات المؤتمر للبت في موقف سوريا من التحالف مع صلاح الدين، أما الرئيس العراقي فسوف يطلب الاستئذان أولا من هيلاري كلينتون قبل أن يرد علي دعوة صلاح الدين!، أما الرئيس اليمني فسوف يؤيده بكل قوة لكنه سيطلب وقتًا لحل مشكلة صعدة والحراك الجنوبي ثم يستجيب بعد أن يتعافي اليمن الذي كان سعيدا مع صلاح الدين، أما سعد الحريري فسوف يؤكد أهمية التوافق في لبنان ومن ثم لابد أن يعرف رأي سمير جعجع وطبعا سيكون رأي جعجع أن صلاح الدين شيعي إيراني دسيسة (لاحظ أن صلاح الدين الأيوبي ذبح الآلاف من الشيعة في مصر داخل مساجدهم ومدارسهم!!).

الوضع العربي الآن ياللعجب هو نفس وضع العرب قبل أن يتمكن صلاح الدين من ضرب كل هؤلاء الحكام العرب في زمانه وأيامه ويهزم كل قلاع وقصور الحكم في مصر ودمشق وحلب وبغداد ويعلن الدولة العربية الواحدة التي حررت المسجد الأقصي فعلا!

إذن صلاح الدين ليس هو الحل.. بل حل صلاح الدين هو الحل، أن نتخلص من ديكتاتورية وفساد واستبداد السلطات العربية!

أما السكوت علي هؤلاء فليس معناه بالفعل إلا انتظار علاء الدين ومصباحه.. أما صلاح الدين وصباحه فلن يشرق قريبا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.