29‏/06‏/2010

لا أحد ينتظر الشقيقة الكبرى إبراهيم عيسى

هل الحكام العرب الذين جاءوا لزيارة الرئيس مبارك في شرم الشيخ بعد تعافيه من آثار العملية الجراحية جاءوا كي يباركوا ويهنئوا الرئيس علي سلامته وشفائه أم للحصول علي قرار مصر في شئون عربية معلقة أو قرارات مصيرية منتظرة حكمة الرئيس أو إجراءات حاسمة تعطلت بسبب مرض الرئيس وعمليته الجراحية ؟

لا شيء في الوطن العربي كان ينتظر الرئيس مبارك، لأنه لا شيء في الوطن العربي ينتظر مصر!

فيما عدا دور الوسيط بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من جهة، وسلطة أبومازن وحماس من جهة، وهو الدور الهزيل الضئيل والمخجل الذي تقوم به حكومة مصر، فلا شيء يقدمه المصريون علي الساحة العربية ينتظره أحد أو ينصت إليه نظام عربي أو يترقبه رئيس أو ملك أو تحلم به شعوب أو جماهير!.

ولا أي حاجة، لا في العراق ولا السودان ولا في دول المغرب ولا حتي موريتانيا ولا في الصومال ولا اليمن ولا سوريا ولا لبنان.. لا أحد ينتظر من الرئيس مبارك شيئاً ولا يُعتمد علي مصر سلباً أو إيجاباً في شيء إلا فتح معبر رفح أو إغلاقه، تجويع وحصار حماس أو الإفراج عنها، هدم الأنفاق وتدميرها أو التغاضي عنها وتركها، مصر تم اختصارها في هذا الدور فقط، وبذمتك ودينك قل لي علي أي حاجة تانية تلعبها مصر في المنطقة سواء للتعطيل أو للتعجيل، للإتمام أو للإفشال.

دافيد أوتاوي- الباحث الكبير بمركز «وودرو ويلسون» الأمريكي للخبراء الدوليين، والذي كان يعمل صحفيًّا ورئيس مكتب واشنطن بوست في الشرق الأوسط بالقاهرة في الفترة من «1971- 2006» ـ، يقول: في دراسة له حملت عنوان (غد العرب) والمنشور عرض واف لها في موقع تقرير واشنطن «إنه بعد اغتيال السادات عام 1981 علي يد المتطرفين الإسلاميين، جاء نائبه حسني مبارك إلي الحكم، والذي كان حكمه بداية نهاية التفوق والزعامة المصرية في العالم العربي». هذا حكم إذن من مراقب ومتابع مكث في مصر والشرق الأوسط ولاحظ وحلل وكتب في دراسته يقول: «دور مصر كقوة إقليمية في المنطقة بدأ في التراجع مع بداية عصر مبارك إلي أن وصل إلي حد التلاشي، وأن الوضع لن يتغير بعد مبارك لأن الوضع في العالم العربي تغير بصورة لا رجعة فيها، وأن الدول العربية لن تكترث بعودة الدور الريادي لمصر لأنه لا يوجد نموذج مصري للتنمية السياسية والاقتصادية يمكن أن يُحتذي به، ولذلك فإن كل نظريات ورؤي التغيير والتطوير تأتي الآن من الدويلات الصغيرة في الخليج التي تتخذ النموذج الغربي في التحديث، ونظمها قابلة للتطوير علي العكس من النظام المصري المتسم بالجمود. ويؤكد أن الدول العربية تستمد حيويتها من تراجع الدور المصري».

ربما يكون دافيد أوتاوي مجرد صحفي وباحث أمريكي يقول ما يشاء لكن إنت مش معايا أن ما يقوله حقيقي جداً... للأسف، أنا قاعد في مكتبي أنتظر دليلاً واحداً علي أن مصر لاتزال رائدة العرب وقائدة العرب والشقيقة الكبري للعرب. ..ربما مازالت الشقيقة الكبري، لكن أصابها فيروس «سي» وتليف كبدي وسرطان، وتمشي وهي تمسك بكيس الأقراص والعقاقير في يديها ويرجوها الجميع ألا تنسي موعد أخذ الدواء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.